منتدى الدوحة للشباب يواصل نقاشاته للخروج بتوصيات تُرفع إلى مؤتمر الأمم المتحدة

واصل منتدى الدوحة للشباب حول منع الجريمة والعدالة الجنائية فعالياته لليوم الثاني على التوالي، ليشهد انعقاد سلسلة من ورش العمل والجلسات العامة المصممة بعناية بهدف لتمكين المشاركين من تطوير حلول يمكن تطبيقها للمشاكل التي يواجهها العالم.
وتتولى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تنظيم هذا المنتدى، الذي ينعقد لأول مرة في العالم، ويستضيفه مركز قطر الوطني للمؤتمرات حتى التاسع من أبريل الجاري. وتتعاون في ذلك مع اللجنة المنظمة لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر حول منع الجريمة والعدالة الجنائية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
ويمثل هذا المنتدى مبادرة فريدة أطلقتها دولة قطر لإشراك الشباب في الموضوعات المتّصلة بمنع الجريمة والعدالة الجنائية، واطلاعهم على دور الأمم المتحدة ووظيفتها، بالإضافة إلى طرح قضايا طلابية خاصة بالمنطقة، ومناقشة المشاكل الناجمة عن منع الجريمة والعدالة الجنائية والمتعلقة بهما، والتوصل إلى حلول ملموسة وقابلة للتطبيق، والتي سيتم الإعلان عنها تحت عنوان "إعلان منتدى الدوحة للشباب".
ومن خلال هذا المنتدى، الذي يسبق انعقاد الدورة الثالثة عشر لمؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في الدولة خلال الفترة 12-19 أبريل 2015، تعمل مؤسسة قطر على تقديم كل ما يمكنها لتطوير قدرات الشباب القطري وتمكينه، بما يحقّق رسالتها الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان، ونشر ثقافة الإبداع والابتكار.
فمع ختام فعاليات المنتدى، الخميس 9 أبريل، سيقدم المشاركون البالغ عددهم 150 شاباً وشاباً، النتائج التي توصلوا إليها خلال مناقشة المواضيع الثلاثة لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر حول منع الجريمة والعدالة الجنائية، وذلك بهدف استكمال التوصيات التي سيتم عرضها ضمن فعاليات اختتام المنتدى. وسيتم تمثيل الطلاب لتقديم هذه التوصيات أمام مؤتمر الأمم المتحدة الذي سينعقد في الدوحة الأسبوع المقبل.
وقد وفرت أعمال اليوم الثاني للمنتدى فرصة فريدة أمام الطلاب المشاركين للتفاعل والتأثير، من خلال المشاركة في النقاشات المطروحة، بما يعزز من قدراتهم الحوارية، ويوفر لهم تجربة فريدة لاختبار أجواء العمل في أرفع منظمة دولية، هي الأمم المتحدة.
وتعلّق الطالبة القطرية أمينة المير (16 عاماً) على مشاركتها في المنتدى بالقول: "إنها تجربة مدهشة حقاً، خصوصاً بالنسبة لمن يريدون الدخول في مجال السياسة مستقبلاً. كما أن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة في دولة قطر رائع حقاً، حيث ستتاح لنا فرصة مشاهدة السياسيين المشاركين وهم يعملون على تطوير حلول يمكنها أن تغير العالم. شخصياً، أشعر بالكثير من الفخر والسعادة للفرصة التي أتاحتها لي مؤسسة قطر للمشاركة في هذا المنتدى، وفرصة التأثير في ما سيحدث خلال السنوات الخمس القادمة".
وتضيف المير: "كان مديرو الجلسات متعاونين جداً، وداعمين لأفكارنا كطلاب. فاستمعوا لآرائنا، وحاولوا تقديم أفضل نصيحة ومساعدة لنا. من المؤكد أنهم ساعدونا في تقديم أفضل ما لدينا، بالدعم والتشجيع المستمرين".
من جهتها، علّقت الشيخة مريم آل ثاني (23 عاماً)، التي تدرس العلاقات الدولية في جامعة قطر، على دور المستشارين، بالقول: "هذه التجربة رائعة حقاً. فنحن نعمل حالياً على صياغة التوصيات التي سيتم تقديمها إلى مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية. وقد تم تقسيمنا إلى ثلاث مجموعات، ونعمل حالياً على إيجاد الحلول الملائمة للتحديات المطروحة، وهي نفس التحديات التي سيبحثها المشاركون في المؤتمر الدولي". وتضيف آل ثاني: "بما أن هذا المنتدى ينعقد لأول مرة في العالم، كنا أمام تحدي عدم وجود تجارب سابقة نستدلّ لها. لكننا، كمشاركين، عملنا مع المستشارين للخروج بأفكار جديدة ومبتكرة، وتعزيز التواصل مع بعضنا البعض".
وتتم مناقشة مواضيع ونتائج مؤتمر الأمم المتحدة تحت أربعة عناوين رئيسية هي: سيادة القانون، محلياً ودولياً، ودعم التطوير المستدام، والتعاون الدولي، وأنواع الجرائم الحديثة والتوجهات الوطنية للمشاركة العامة.
ويقوم البروفيسور ديفيد ميدنيكوف، مدير دراسات الشرق الأوسط وبرامج الماجستير في السياسات العامة بجامعة ماستشوستس- آرمهرست، القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة بعض الجلسات التي تتناول موضوع سيادة القانون ودعم التطوير المستدام.
ويعلق البروفيسور ميدنيكوف على دوره في المنتدى بالقول: "أهم ما أقوم به هنا هو توفير مساحة لتنمية أفكار الطلاب المشاركين"، مشيراً إلى إلى كونها المرة الأولى التي فيها يتم ربط منتدىً شبابيّ بمؤتمرٍ للأمم المتحدة، وهو ما يفرض أن تكون الحلول واقعية، ومتصلة بشكل مباشر بالمشاكل المطروحة.
ويقول البروفيسور ميدنيكوف: "لقد اطلعت على بعض الأفكار الأولية التي وضعها الطلاب، وهي أفكار مهمة وواعدة جداً. المهم الآن هو العمل معاً لتطوير بعض هذه الأفكار لتتلاءم مع بعضها البعض، وتصبح جاهزة للنقاش على أعلى المستويات". كما امتدح البروفيسور التزام الطلاب المشاركين، قائلاً: لديهم الكثير من العمل لينجزونه، إلا أني لمست منهم الكثير من الالتزام والحماس. فهم منغمسون في الموضوع ولديهم الكثير من الإرادة للعمل. إن هؤلاء الطلاب لا يخافون إبداء رأيهم ويدركون أن هذه فرصتهم لإيصال صوتهم وآرائهم إلى العالم كله".
أما أمينة حسين، مدير الحياة الطلابية في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وأحد المنظمين للمنتدى، فتطرقت إلى عملية اختيار الطلاب قائلة: "خلال عملية اختيار الطلاب، رغبنا باستقطاب الطلاب المهتمين بموضوع المؤتمر في المقام الأول. فكنا نبحث عن طلاب لديهم القدرة على الالتزام والتفاعل والإسهام في تطوير التوصيات. وقد حاولنا إشراك مختلف الفئات والخلفيات أثناء عملية قبول طلبات الالتحاق، وذلك رغبة منا بإشارك الشباب من جميع أنحاء العالم، لما لذلك من تأثير مهم في إثراء نقاشات المنتدى".
وختمت حسين قائلة: "يتميز الطلاب المتواجدون هنا بامتلاك اهتمام حقيقي بالمواضيع المطروحة، والتزام بالاستفادة من هذه التجربة. من جهتنا، جل اهتمامنا هو أن يجتمع هؤلاء الشباب في مناقشة مثمرة عن مواضيع جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة، ومن ثم تطوير التوصيات التي نأمل أن يتم تقديمها للمؤتمر وإرفاقها في بيان الدوحة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.