موظفو جمارك دبي في المطار يحبطون تهريب 9.2 كيلوجرام هيروين
أحبط مفتشو جمارك دبي في مبنى المطار رقم (3) محاولة تهريب 9.2 كيلوجرام من مخدر الهيروين النقي، أخفاها مسافر آسيوي في قاع حقيبته، الأمر الذي يعكس التزام الدائرة بدورها الرئيسي في حماية المجتمع من نفاذ المواد الممنوعة، في ظل عملية التطوير المستمرة التي تتبناها الدائرة في جميع إجراءاتها والهادفة إلى إسعاد أفراد المجتمع وحمايتهم من هذه الممنوعات.
وقال أحمد عبد الله بن لاحج، مدير إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي: "نحرص في جمارك دبي على توظيف أحدث التقنيات وابتكار الحلول الإبداعية في العمل الجمركي، بما يضمن تحقيق رسالة الدائرة المتمثلة في حماية المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الالتزام والتسهيل، وهذا بدوره يعزز النظام الأمني في الإمارة والدولة وينشر الطمأنينة في المجتمع، خاصة وأن دبي أصبحت مقصداً رئيسياً للسياح والمسافرين من جميع أنحاء العالم ليتقدم مطار دبي إلى صدارة المطارات العالمية حيث بلغ عدد المسافرين بمطار دبي في العام 2014 ما يقارب 70.5 مليون مسافر.
وكشف، أحمد عبد الله بن لاحج عن التفاصيل بقوله: "بدأت أحداث الواقعة حينما تم إبلاغ فريق مفتشي جمارك دبي في مبني المطار 3 بوجود حقيبة مشتبه بها قادمة من مطار إحدى العواصم الإفريقية، حيث لم يتم استلامها هناك من قبل صاحبها، وعلى إثر ذلك، انتقل فريق المفتشين والجوالة بجمارك دبي لمعاينة الحقيبة المذكورة، وبتمريرها على جهاز كشف الأشعة، تبين وجود كثافة غريبة في قاع الحقيبة، وبفحص ذرات المادة من الجوانب الخارجة منها عن طريق مركبة الكاشف التي ابتكرها موظفو جمارك دبي للكشف عن الممنوعات بالحقائب، تبين أنها تحمل مادة الهيروين المخدرة.
وبالبحث والتحري عن الحقيبة مع الجهات المعنية بمطارات دبي، تبين أنها تخص مسافر من الجنسية الآسيوية، كان قد تم القبض عليه قبل شهر في صالة الترانزيت بمطار دبي الدولي من قبل شرطة دبي، وهو متجه إلى تلك الدولة الإفريقية عبر دبي، بسبب قضايا سابقة داخل الدولة، فتم تحرير محضر ضبط بالواقعة والتحفظ على الحقيبة إلى أن تم إحضار المتهم وفتح الحقيبة أمامه ، حيث تم العثور على 9.2 كيلو جرام من مادة الهيروين المخدرة".
وقال أحمد عبد الله بن لاحج إن محاولات تهريب المخدرات والمواد الممنوعة الأخرى من جانب ضعاف النفوس لا تتوقف، وكل يوم نكتشف وسائل وحيل مبتكرة، لكنها تتحطم جميعاً على يقظة الحس الأمني العالمي لموظفي جمارك دبي ومهاراتهم في العمل، وما يستخدمونه من أجهزة تفتيش حديثة ومتطورة، كما تتبنى الدائرة أفضل الممارسات العالمية في مجال تبادل المعلومات والتنسيق المشترك، واستخدام أحدث التقنيات والأنظمة المتخصصة في العمل الجمركي بهدف حماية المجتمع، وتبسيط الإجراءات، مؤكداً أن إدارة عمليات المسافرين تحرص على تعزيز التعاون والعلاقات مع الجهات العاملة في مباني مطار دبي الدولي والتنسيق المشترك معها في مختلف الظروف، إضافة إلى تبادل المعلومات الأمنية ذات الأهمية مع الجهات الأمنية المختلفة داخل وخارج الدولة، ولدى الإدارة مركز للاستعلام المبكر يقوم من خلاله الموظفون بجمع وتحليل كافة معلومات الرحلات القادمة إلى دبي، والوقوف على المعلومات التي تحوم حولها الشكوك، وقد ساهم المركز في كشف غموض العديد من الجرائم الجمركية في مطارات دبي.
وأوضح بن لاحج أنه كان لمركبة الكاشف دور أساسي في التأكد من طبيعة المادة المشتبه بها، وهي مركبة صديقة للبيئة تم تطويرها داخلياً من قبل كوادر وطنية، وتجمع 16 جهازاً للتفتيش، وساهمت في زيادة ضبطيات إدارة عمليات المسافرين بجمارك دبي من المواد المخدرة والأدوية والحصول على نتائج فحص فورية. وقد فازت المركبة بجائزة أفضل فكرة مبدعة في الدورة 17 لجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز 2013-2014، والمركز الأول في نهائيات مؤتمر وجائزة الأفكار الإماراتية الثالث 2014، بالإضافة إلى جائزة فكرة العام الكبرى من جمعية الأفكار البريطانية 2014 عن فئة الابتكار، لتصبح جمارك دبي أول جهة حكومية في العالم تحصل علي هذه الجائزة العالمية.
وأكد مدير إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي حرص الدائرة على مكافحة عمليات تهريب المواد الممنوعة دولياً ومحلياً؛ وفي مقدمتها المخدرات التي تضر بالمجتمعات وقدراتها البشرية، معتمدة في ذلك على كادر بشري مدرب يتمتع بكفاءة عالية، ويتم صقل مهاراته باستمرار بدورات تدريبية في كيفية التعرف على المخدرات وأنواعها وسبل تهريبها، والتعامل مع مثل هذه الحالات، مشيداً بيقظة مفتشي جمارك دبي وحسهم الوطني العالي.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.