وايل كورنيل تنظم ندوة حول التفاعلات الحيوية بين الدماغ والأمعاء

استضافت وايل كورنيل للطب - قطر، ندوة بعنوان "العصب المُبهم كوسيط رئيسي بين الدماغ والأمعاء وبكتيريا الأمعاء: من البحوث إلى الآثار الإكلينيكية". وقد تناولت الندوة سلسلة التفاعلات الحيوية المعقدة التي تحصل بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء البشرية (بكتيريا الأمعاء) وأثرها على الصحة.
ركزت الندوة، التي أدارتها الدكتورة غزلان بن دريس المحاضِرة في علوم الأحياء في وايل كورنيل للطب – قطر، بشكل خاص على العصب المبهم أو العصب الرئوي المعدي، ودوره كوسيط ينقل الإيعازات الحسية والحركية بين الدماغ والأمعاء وبكتيريا الأمعاء. ويوجد في جسم الإنسان عصبان مبهمان على جانبي الجسم، يمتدان من جذع الدماغ عبر الرقبة إلى الصدر والبطن ويصلان الدماغ بالعديد من الأعضاء والعضلات وأنظمة الجسم المختلفة ومن أهمها القولون.
وتُشير العديد من البحوث إلى أن سلسلة التفاعلات الحيوية المعقدة التي تحصل بين الجهاز العصبي والأمعاء وبكتيريا الأمعاء، تعتبر من المحددات الهامة لصحة الانسان. ويمكن لاختلال التوازن البكتيري في الأمعاء وفقدان البكتيريا الحميدة واستيطان الأنواع الضارة من الميكروبات في الأمعاء أن يكون عاملاً مسبباً للعديد من الحالات المرضية مثل التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي ومرض كرون وداء السكري والسمنة ومرض باركنسون والعديد من الأمراض التنكسية العصبية والاضطرابات العصبية النفسية. ويتفق العلماء على ضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات في هذا المجال باعتبار أن العلاجات التي تركز على العصب المبهم والتفاعلات ما بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء وبكتيريا الأمعاء ممكن أن تساهم في تحسين الحالات المرضية المرافقة.
وقالت الدكتورة بن دريس: "بالرغم من الاتفاق الموجود بين العلماء حول أهمية دور بكتيريا الأمعاء في الأمراض الالتهابية والأمراض التنكسية العصبية والاضطرابات العصبية النفسية، إلا أننا لا زلنا نواجه الكثير من التحديات المختلفة بشأن التوعية بأهمية دور بكتيريا الأمعاء والتغذية الصحية ونمط الحياة بين الأخصائيين الصحيين من دون الكشف عن الآليات المرتبطة بهذا الدور. من هنا كان هدف الندوة تسليط الضوء على العصب المبهم الذي يُعدّ إحدى القنوات الرئيسية التي تسمح بالاتصال المتبادل بين الأمعاء والدماغ. ويعتبر هذا المجال من المجالات البحثية الشيقة التي تنطوي على الكثير من الإمكانات التي ستساعدنا على تحقيق فهم أكبر للأمراض الالتهابية وغيرها من الحالات المرضية، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تعزيز تدابير الوقاية من هذه الأمراض وابتكار علاجات جديدة وتحسين العلاجات المتوفرة حالياً".
ومن بين المتحدثين خلال أعمال الندوة الدكتورة رهام شديد وهي مدربة صحية ومُثقفة بمرض السكري، حيث قدمت عرضاً تحدثت فيه عن بكتيريا الأمعاء والعمليات الحيوية الرئيسية المرتبطة بمحاور الدماغ – الأمعاء، وأوضحت دور كل من المضادات الحيوية والبروبيوتك ونمط الحياة وتأثيرها على تنوع بكتيريا الأمعاء والأمراض الالتهابية. كما تحدث الدكتور مهدي جلول، باحث ما بعد الدكتوراه، حيث وصف الدلالات التشريحية التي تربط بين الدماغ والأمعاء، كما استعرض دراسات عملية سلطت الضوء على دور العصب المبهم في حالات الأمراض الالتهابية. وتضمنت الندوة أيضاً جلسات سؤال وجواب أتاحت للمشاركين فرصة مناقشة المواضيع التي أُثيرت خلال الجلسات.
صُنّفت هذه الندوة كفعالية تعلُّم جماعية معتمدة وفق متطلبات إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية، كما اعتمدت من قبل مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأميركي.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.