وايل كورنيل للطب قطر: تأثير النوم في سمنة الأطفال

أظهر باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر أنه من المرجح أن تسهم قلة النوم، بين أمور أخرى، في الإصابة بالسمنة بين الأطفال في قطر. وقد أُجريت الدراسة على 335 طالباً من طلاب المرحلة الابتدائية في قطر، من سنّ 7 أعوام إلى سنّ 12 عاماً.

وتمّ تصنيف 42.1% من الطلاب المشاركين بالدراسة كمصابين بالبدانة أو السمنة وفق تعريفات منظمة الصحة العالمية. إذ تبيّن أن مدة النوم عند هؤلاء خلال أيام الأسبوع العادية أقلّ من نظرائهم الآخرين إذ بلغت 7 ساعات و36 دقيقة، مقارنة بـمدة 7 ساعات و54 دقيقة عند الطلاب الذين يحافظون على أوزان صحية. ووجدت الدراسة أن موعد خلود الأطفال للنوم خلال أيام الأسبوع هو في المتوسط الساعة 9:22 مساء، وأنهم يصحون من النوم في المتوسط عند الساعة 6:26 صباحاً.

وكان الباحثون زوّدوا كل طالب بجهاز قياس الحركة المعروف باسم "أكتيغراف"، وهو جهاز صغير لمعصم اليد يرصد دورات النوم والاستيقاظ ما يمكّن الباحثين من تقدير قياسات النوم بدقة وموضوعية، وطُلب منهم ارتداء الجهاز لمدة سبعة أيام وليال متتالية. وفي إطار هذه الدراسة، تم قياس محيط الرقبة والخصر لكل طالب منهم واحتساب مؤشر كتلة الجسم وتدوين نسبة الدهون في الجسم وكتلة الدهون لكلّ منهم.

وقد أظهرت دراسات سابقة العلاقة بين السمنة وقلة النوم، غير أن معظم تلك الدراسات اعتمد على تقديرات ذاتية للنوم ومؤشر واحد لا أكثر للسمنة. وفي المقابل، استعان فريق الباحثين من وايل كورنيل للطب - قطر بخمسة مؤشرات للسمنة بما يكفل تعريف الحالة بالدقة المتوخاة. ومن المؤكد أن النوم ليس العامل الوحيد المسبّب للسمنة، لكن الباحثين يقولون إنه يسهم كما يبدو في الإصابة بالسمنة ضمن عوامل أخرى. وتؤثر مدة النوم في كمية الأطعمة المتناولة، وانتقاء الأطعمة، وإنفاق الطاقة، ويؤثّر كل ما سبق في دهون الجسم.

وقال الدكتور شهراد طاهري، مدير مختبر البحوث الإكلينيكية والعميد المساعد للدراسات الاستقصائية الإكلينيكية في وايل كورنيل للطب - قطر إن ثمة أدلة تشير إلى أن قلة النوم تؤثر في وزن الإنسان، وثمة أدلة متزايدة مستمدة من دراسات أجريت على الأطفال والبالغين تؤيّد ما سبق.

وأضاف قائلاً: "رصدنا من خلال هذه الدراسة العلاقة بين النوم والسمنة، وهي أول دراسة عن النوم عند أطفال المدارس في قطر. وتظهر الدراسة أن السمنة مسألة أكثر تعقيداً بكثير مما كان يُعتقد ولا بدّ من منهجية شاملة في مواجهتها. ومع ارتفاع معدل انتشار السمنة في قطر ثمة حاجة إلى تحسين أنماط النوم للوقاية من أحد مسببات السمنة والتغلب عليه. ونحن نعتزم القيام بدراسة لاحقة للتعرف على إمكانية الحد من السمنة من خلال تغيير أنماط الحياة مثل الحمية الغذائية والحركة البدنية والنوم".