مع اقتراب المعارك من العاصمة السورية دمشق، بدأت بعض مخاوف وقوع حرب أهلية أو حرب طائفية في سوريا بالظهور. كتب أحد المدونين على مدونة المندسة السورية يقول مشككا في احتمالية وقوع حرب أهلية:
"لو أمعنا النظر فيما يجري في سوريا… لأدركنا أن الثورة قامت بالأصل طلباً للكرامة والحرية… فلو كان مفهوم الكرامة والحرية هو الذي يفصل بين أبناء المجتمع, وكان هناك فئات تريد الحرية وفئات تريد العبودية… نستطيع القول حينها أن سوريا على أعتاب حرب أهلية… ولكن ما حدث ويحدث هو خلاف بين شعب يريد الحرية, وبين قلةٍ حاكمة مجرمة تستعبد هذا الشعب وترفض عتقه".
يتابع المدون:
"طبعاً لهذه القلة الحاكمة أتباع ومريدين وعسكر يساعدونها في قمع هذا الشعب… فأين مفهوم الحرب الأهلية في هذا الواقع أو المستقبل؟؟؟؟؟ وعلى أي اختلاف بين أطياف الشعب ستتم هذه الحرب؟؟؟؟ وحتى لو افترضنا جدلاً أن أتباع تلك القلة الفاسدة هم كثيرون… فكم ستبلغ نسبتهم؟؟؟ هي في أحسن الأحوال لا تتجاوز الـ 5%… فهل صراع بين ما نسبته 95% وما نسبته 5% هو حرب أهلية؟؟؟ وهل هؤلاء التابعين سيدافعون عن تلك القلة الحاكمة حتى آخر رمق؟؟؟ أشك في ذلك… فهؤلاء التابعين سيسارعون إلى الإنقلاب على رؤسائهم حين تبدأ الموازين بالإنقلاب لصالح الشعب محلياً ودولياً".
فيما تطالب المدونة السورية شيرين الحايك بالمحافظة على سلمية الثورة رغم أن الحديث عن الحفاظ على السلمية هو حديث هزلي في نظر الكثيريين على حد قولها، فتقول في مدونتها طباشير:
"على الرغم من أنّ الحديث عن 'السلميّة' أصبح َ هزيلا ً بالنسبة للكثيرين، بشكل ٍ خاص إبان ما يحصل الآن من قتل ٍ عشوائيّ يقتحم ُ المنازل و يطال الأطفال والنساء دون أيّ رادع ٍ أخلاقيّ، لكنّهُ ضروريّ - برأيي- حتّى نحافظ على ثورتنا. تصل ُ أعداد ُ القتلى في اليوم الواحد في هذه الفترة إلى ما يقارب التسعين أو المئة شهيد من سوريين مدنيين و قد تتعداها فيما لو أخذنا بعين الإعتبار مجموع القتلى الكلّي من جيش ٍ و رجال أمن و 'شبيحة' ومدنيين و رجال الجيش الحر. بالحديث عن هذه الأرقام الكبيرة من القتلى تصبح ُ المسألة أكثر تعقيدا ً ، فالقضية لم تعد فقط قضيّة إجرام ٍ ممنهج من قبل النظام ليأخذ بالشعب نحو خيار “أنا أو لا أحد “ و حسب إنما القضية هنا هي قضيّة فوضى تامة تكلّف السوريين دماء أغلبها يعود لأبرياء مدنيين".
وتضيف في نهاية المدونة أن الشعب السوري هو الخاسر الوحيد في حال انتقال الثورة إلى ما يسمى "مرحلة التسليح" فتقول:
"وإن تحولت الثورة إلى مسلحة سيكون الشعب السوري الخاسر الوحيد من كل النواحي… رغم أنه وحده من سيدفع الثمن غاليا بالمال والأرواح وكل شيء ليأتي غيرنا وينتهز الفرصة ليصل إلى سدة الحكم .ويظهر وكأنه هو من ضحى وهو من قاد الثورة وفي الحقيقة سيكون الإنتهازي الذي ضحى بنا كما يضحي النظام اليوم بنا… وسيكون هو والنظام وجهان لعملة واحدة".
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.