مجزرة حماة ١٩٨٢: جثث وأشلاء ونوم في الحمام

تاريخ النشر: 31 يناير 2012 - 01:37 GMT
الذكرى الثلاثون لمجزرة حماة في سوريا.
الذكرى الثلاثون لمجزرة حماة في سوريا.

لا تزال ذكريات مجزرة حماة التي وقعت أحداثها في العام ١٩٨٢م ماثلة في أذهان العديد ممن عاصروها وخصوصا في طفولتهم. تحل بعد غدٍ الثاني من فبراير الذكرى الثلاثون لهذه المجزرة التي راح ضحيتها الآلاف من القتلى والمفقودين على يد النظام السوري حتى يومنا هذا؛ ومع تصاعد الدعوات التي أطلقها نشطاء ومعارضون سوريون لإحياء ذكرى المجزرة ينشغل مدونون آخرون باسترجاع ذكرياتهم الشخصية عن أحداث حماة. على مدونة المندسة السورية؛ يكتب "السوري" عن ذكرياته مع وقائع حماة ومع ما استطاعت ذاكرته التقاطه من تلك الفترة البعيدة حين كان عمره ٤ سنوات ومنها النوم في الحمام للاختباء من جنود النظام:
"اتذكر كيف كنا نحن الاطفال والنساء نختبئ في الحمام بعد أن تفرش الارض بالاغطية والوسائد".
ويضيف المدون:
"وذلك خوفا من القصف العنيف الذي كان يطال المدينة والظاهر أن الحمام كانت أكثر امانا وحماية من باقي الغرف بالمنزل واذكر كيف كانت النساء تقرأ سورة يس بصوت مسموع والله الى الآن صداها في أذني من كثرة قراءتها
وعندما كانوا يصلوا الى قوله تعالى ‪'‬وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون‪'‬ كانوا يقولوها 3 مرات وينفخون على امل ان ينجينا الله من بطش الجيش والقصف".
وعن الجثث التي انتشرت في شوراع مدينة حماة في تلك الفترة:
"الصراحة لا أعلم كيف ومتى ولماذا بالاصل اصطحبوني معهم ذالك اليوم ولكن كل ما اتذكره انني في باص
نقل داخلي كبير وكان الباص مليئ بالنساء والاولاد وكان يمشي ببطئ وانا كنت جالس في حضن خالتي
وانظر من النافذة وأرى جثث وأشلاء وارجل وايادي ملقيه في الشارع لم اكن افهم ماكنت أرى ولكن بعد ما كبرت أخبروني انهم بعد ان اعتقلوا الرجال سمعت نساء الحي ان مجزرة جماعية حصلت في مقبرة سريحين فذهبت النساء لتتعرف ولتشاهد ان كان زوجها او ابنها أو احد تعرفه من بين هؤلاء الجثث هذا كل ما اتذكره من ذاك المشوار الأليم!".

أما أمنية صاحبة مدونة "شخبرة"، فمع إقرارها بأنها لا تذكر الكثير عن تلك الفترة العصيبة؛ إلا أنها تسترجع ذكرى "الإقامة الجبرية" التي فرضت على عائلتها:
"بتعرفوا شو يعني أقامة جبرية؟ يعني أفراد من الجيش تضل بلبيت مع العيلة. أمي تستذكر ان من عاشوا معنا في المنزل اسبوع كانوا ‪'‬حبابين كتير‪'‬ و خجولين من بقائهم، أحدهم كان يجلسني على حجره و يلاعبني".
وتتابع ذكرياتها:
"و في الليل يناموا على باب المنزل. يمر خوالي وجدي ليطمئنوا علينا من الشبابيك، بقي أبي حتى اعترف عمي بالكامل ومن بعدها خرج.
لا أذكر شيء من أحداث حماه، أذكر رسائل عمي التي كان يكتبها لأبي على علب سجائر الجمل. الكلمات المتراصة كالنمل على غلاف ‪'‬الجمل‪'‬ لا تتجاوز كف اليد. اتسائل اليوم كم خطط عمي لكتابتها . وكم دفع أبي ليحصل عليها؟
أذكر التحضير العظيم للزيارة اليتيمة ذي الخمس دقائق في سجن تدمر.
أذكر القصص التي تناثرت هنا و هناك.
لا اذكر شيء من أحداث حماة. لأن حماة ليست في الذاكرة، حماة مازالت حاضرة. و تلوح لي كل يوم في المدينة التي تجاورها".

ويخالف صاحب مدونة المفكر السوري الرأي السائد بخصوص استذكار مجزرة حماة؛ ويدعو إلى وقف المجازر الحالية التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه:
"المجازر التي تحدث هذه الأيام ليست أقل شأناً مما حدث في الثمانينات بل هي أهمّ وأولى من إحياء ذكرى مجزرة حدثت وانتهت، بالتأكيد لا أقصد ولن أقصد إهمال أو تجاهل ما حدث في الثمانينات.
هل من الصواب أن نترك المجازر التي تحدث بشكل يومي ونلتفت إلى مجزرة لم تُنسَ حدثت منذ 30 سنة؟
أليس من الأولى أن نقوم بإيقاف المجازر التي تحدث الآن ونوقف الدماء التي تسيل ثم نعود لنحيي ذكرى حماة ومن ثم ذكرى المجازر التي تحدث هذه الأيام ونطالب بمُحاسبة القتلة؟".
مضيفا:
"ما أراه لإيقاف المجازر هو دعم الجيش الحر بكل شيء، وتوجيه كل الدعوات لدعمه فقط، أما ذكرى حماة فأرى أن نؤجلها إلى ما بعد إسقاط النظام فستكون عبرة للمستبدين ونهايتهم.
لن أنسى ما حدث في حماة منذ 30 سنة، لكنني أيضاً لن أسامح نفسي ولا غيري إن قصّر أحدٌ منا في إنهاء المجازر والمذابح التي تحدث!".

 لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن