لا تقتصر الخسائر في سوريا على القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين على حد سواء بل امتدت لتشمل أجزاء لا بأس بها من الآثار التاريخية العريقة التي يمتاز بها هذا البلد الذي مرت على ترابه حضارات وأجناس مختلفة الأمر الذي يضيف إلى مأساة الدماء مأساة من نوع آخر مختلف.
فقد اتخذت الحرب الدائرة حاليا بين قوات النظام السوري وبين مقاتلي المعارضة من الآثار التاريخية ساحة لها فتعرضت مواقع مثل قلعة حلب والأعمدة الرومانية في أفاميا للدمار بفعل إطلاق النار المتبادل بين الطرفين. كما وكان للآثار السورية شأن آخر حيث نبهت منظمة "اليونيسكو" إلى خطر نهب الآثار والمقتنيات التاريخية الموجودة في المتاحف السورية التي ذهبت نتيجة الصراع مما أدى إلى نشاط لصوص الآثار ونشوء سوق سوداء لبيعها في الخارج.
ومع إدراكنا لحقيقة أن بعض المواقع الأثرية السورية تضرب في التاريخ عمرا يتجاوز الـ 5000 سنة؛ فإننا لا نملك إلا الصلاة لسوريا وشعبها وآثارها أيضا كي تخرج من الأزمة الدائرة في البلاد بسلام.