في زمن الربيع العربي، بدأت رياح التغيير تهب على المنطقة بشكل متسارع أدى إلى حدوث تطورات لم يكن ليتخيلها أحد. زعماء أطيح بهم وتبدلت حكومات فيما بدأت وجوه جديدة كانت محظورة في السابق في تصدر الشاشات.
إلا أن حالة من عدم الاستقرار لا زالت تسيطر على المنطقة عموما برغم التفاؤل الذي سادها أول الأمر؛ حيث أن استبدال الأنظمة القديمة بأخرى جديدة بات لا يروق للكثيرين وخصوصا بعد وصول العديد من التيارات الإسلامية إلي مركز صناعة القرار في بلاد مثل مصر وتونس. الأمر الذي يدعو للتساؤل حيال منافع "الديموقراطية" الجديدة.
وبرغم مطالبة الاحتجاجات التي أدت للثورات العربية خلال العام 2011 بمحاربة الفساد والمحسوبية وبحرية التعبير؛ غير أن الفساد في العهد الجديدة يبدو شبيها بما سبقه غير أنه اكتسى حلة جديدة يصفها البعض بـ "الإسلامية" حيث تتصاعد الشكاوى في مصر ضد التيارات الإسلامية أما في تونس؛ فقد أعلنت حركة "النهضة" عن عزمها "تطهير" الإعلام وهر الأمر الذي قد لا يختلف عن عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
نقرأ كل يوم عن اعتداء السلفيين في تونس على دور السينما والعروض الفنية والتي كان آخرها مهاجمة مهرجان لنصرة الأقصى بسبب رفضهم لتصريحات عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار بخصوص الوضع في سوريا التي يتوافد المقاتلون التابعون لتيارات إسلامية مختلفة إليها كل يوم بغرض الجهاد ضد النظام السوري.
ومع فشل مظاهرات يوم 24 أغسطس التي كانت تدعو إلى إسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر؛ فهل من الممكن أن نشهد ردود فعل أعنف في دول أخرى على تصدر التيارات الإسلامية للمشهد السياسي في تلك البلاد؟.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد بحدوث رد فعل عنيف تجاه الحركات الإسلامية في السلطة؟.