يأمل العالم العربي أن تمر احتفاﻻت عيد الميلاد المجيد ورأس السنة ٢٠١١م-٢٠١٢م بأمان، حتى ولو لم تكن سعيدة وذلك بسبب الأحداث الذي يشهدها الوطن العربي.
يجب أن لا ننسى في يوم الميلاد المجيد أن هذه البلاد هي مهد المسيحية وموطن الطوائف المسيحية الأقدم في العالم. نعرض هنا للاحتفالات التي تقوم بها الأقلية العربية المسيحية في الشرق الأوسط من لبنان الى مصر وحتى في بعض دول الخليج العربي ويتميز عيد الميلاد المجيد ٢٠١١م بمشاركة العديد من المسلمين للمسحيين في الاحتفال بهذه المناسبة وبأجواء العطلة.
غالبا ما يحتفل أبناء البلد المحليين وبعض المغتربين بعيد الميلاد في الشرق الأوسط ففي دول عربية مثل مصر ولبنان وسوريا وفلسطين، قد تصل أعداد المحتفلين إلى ملايين؛ فيما تكون أعداد المسحيين المحتفليين بالكريسماس قليلة نسبياً في دول مثل الأردن والعراق وبعض دول الخليج العربي.
العطلة في الشرق الأوسط:
يعتقد بأن يسوع المسيح ولد في فلسطين التاريخية أو الأراضي المقدسة ومن غير المعروف على وجه التحديد التاريخ المحدد لميلاده. في أوائل القرن الرابع اعتمدت الكنيسة المسيحية الغربية يوم ٢٥ ديسمبر يوم ميلاد المسيح وهو اليوم الذي اعتمد ﻻحقاً في الشرق أيضاً؛ وقد يكون السبب الذي جعل المسيحية تعتمد هذا التاريخ هو قيام رجالها بحساب تسعة أشهر فترة الحمل او تكوّن يسوع في رحم أمه.
كان اليوم الأصلي الذي يحتفل به المسيحيون الشرقيون بالعيد هو يوم ٦ يناير بالتزامن مع "عيد الغطاس" (معمودية نهر الأردن) ومازال المسيحيون الأرمن يحتفلون به. أما الأقباط المسيحيون فيحتفلون بالكرسماس في يوم ٧ يناير وهو الموعد الجديد الذي اعتمدته الكنيسة لمسيحية الشرقية.
على سبيل المثال ل الحصر تحتفل روسيا وأثيوبيا بعيد الميلاد في يوم ٧ يناير حسب التقويم الشرقي (أي بعد ١٣ يوماً) من التقويم الغربي في يومنا هذا. أما في الشرق الأوسط فيعتبر يوم ٢٥ ديسمبر هو يوم عطلة دينية وثقافية بسبب عيد الميلاد، وينهي هذا العيد أيام الاحتفاﻻت الإثنتي عشر.
زخارف من الشرق والغرب: حين تخالط العادات الغربية الشرقية
يتم الاحتفال بعيد الميلاد في الشرق الأوسط مؤخرا وفقاً للعادات الغربية ولا يحدث المثل في أمريكا وأوروبا، يقوم الناس بتزيين الأشجار رغم وجود بعض الأذواق الغربية في عملية الزينة حيث يستخدم البعض اللون الذهبي فقط في التزيين ويفضل البعض الآخر اللون الأحمر فيما يقوم البعض باستخدام زينة متعددة الألوان.
في عشية عيد الميلاد يتم تناول ديك الحبش أو الديك الرومي، أما في يوم الميلاد فالوجبة الأساسية هي الأرز مع لحم الغنم، يتشارك المسيحيون الغربيون مع الشرقيين في عادات الاحتفال في الطعام مع احتفاظ أبناء الشرق الأوسط ببعض التقاليد الخاصة بهم في مزيج غريب من العادات الشرقية مع بعضٍ من العادات الغربية الأساسية.
تتكون وجبة عيد الميلاد من الدجاج والأرز والكبة (هي خليط من القمح المجروش والمطبوخ مع البرغل والبصل واللحم والملح والفلفل).
المغلي: وهي حلوى مصنوعة من الجوز واللوز المطحون وتكون جاهزة للتقديم عند ولادة طفل في فترة عيد الميلاد، وتقدم لأعضاء الأسرة والضيوف الذين ياتون لتقديم التبريكات بمولد الطفل.
كهوف لبنان (ليست مغارة جعيتا):
يعتبر لبنان الموطن الأصلي لعدد كبير من السكان المسحيين الذين يعيشون بتوافق واحترام متبادلين مع بقية السكان.
تعد الكنيسة المارونية أكبر الكنائس في لبنان وتعود أصولها الى القرن الرابع في عهد القديس مارون، اتحدت الكنيسة المارونية مع الكنيسة الكاثوليكية في ١٧٣٦م، مما جعل الموارنة موارنة كاثوليك على الرغم من احتفاظهم ببعض الممارسات الخاصة بهم.
وضع سرير الطفل يسوع في الكهف ليقوم الناس بتأدية الصلاة والعبادات فيه، فيما يقوم الزائرون والضيوف العاديون بزيارة بعضهم في المنازل، وتستخدم هذه الأسرّة في جني المحاصيل المزروعة من الصوف والقطن قبل عيد الميلاد، في أوائل ديسمبر يقوم المسيحيون اللبنانيون ببناء الأسرة في في مكان استقبال ضيوفهم الموسميين في فترة العيد.
يتكون عشاء عيد الميلاد التقليدي في لبنان من ديك الحبش والبط المشوي والتبولة وبعض الحلويات مثل كيكة العسل أو بوشي دي نويل. في الوقت التي تكون الأسرة مشغولة بالعشاء في قداس منتصف الليل يدخل بابا نويل او سانتا كلوز بالهدايا الى المنزل، ويعد صباح يوم الميلاد مناسبة لزيارة الأصدقاء والجيران وتقديم التهاني بمناسبة العيد، وتتكون الضيافة من اللوز المحلى بالسكر والقهوة والمكسرات.