شهد هذا الأسبوع قيام موقع ويكيليكس بنشر أكثر من 1,7 مليون وثيقة ديبلوماسية سرية اميركية تعود للسبعينيات الأمر الذي تسبب في ضجة. وتضاف هذه التسريبات إلي سابقاتها من الوثائق السرية التي عمل موقع ويكيليكس على توفيرها على شبكة الإنترنت بالمجّان مما أحدث إحراجا للأطراف صاحبة العلاقة والتي كان للولايات المتحدة بسياساتها الخارجية نصيب كبير منها.
وقد اشتهر هنري كيسنجر -والذي نشر موقع ويكيليكس مراسلات سرية له- والذي كان وزير الخارجية الأمريكية إبان فترة السبعينيات بجولاته المكوكية في الشرق الأوسط وخصوصا إبان حرب أكتوبر التي اندلعت بين العرب والإسرائيليين وقد عرفت السياسة التي أرساها كيسنجر باسم "الدبلوماسية المكوكية" وأدت لاحقا إلى توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين إسرائيل ومصر.
وبالعودة إلى وقتنا الحاضر؛ يبدو بأن وزير الخارجية الأمريكية الجديد جون كيري سائر على خطى كيسنجر. فالرجل في سعي دؤوب لتنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى جانب جهوده المختلفة في نقل الرؤى الأمريكية بخصوص القضايا العالقة في المنطقة ومنها الأزمة السورية على سبيل المثال.
وبرغم تواضع وبساطة الإنجازات التي يحققها وزير الخارجية جون كيري. إلا أنه لا يزال أمامه متسع من الوقت لإعادة أمجاد كسنجر في محاولة لاسترجاع الثقة في مساعي الدبلوماسية الأمريكية بعد أن اهتزت صورتها مؤخرا في الشرق الأوسط.