أفاد باحثون فرنسيون أن الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظم الأيام والليالي لدى الإنسان وغالبية الكائنات الحية تنتقل وراثيا من الأم وتبدأ بالعمل منذ تكون الجنين.
وكانت الأبحاث التي شملت الكائنات الثديية تشير حتى الان إلى أن هذه الآلية التي تعرف باسم "الساعة اليومية" تبدأ في العمل عند الولادة. وقد اثبت باحثون فرنسيون خلاف ذلك في دراسة ستنشر في مجلة "ساينس" الاميركية الصادرة اليوم الجمعة.
واعتبر الباحثون أن هذه الساعة تبدأ عملها منذ اللحظات الأولي لتكون الجنين وهي تنتقل وراثيا من ألام وتنتظم بحسب ساعة الأم البيولوجية.
وتنظم الساعة اليومية لدى البكتيريا والثدييات على حد سواء تصرف غالبية الكائنات الحية وتسمح لها بالتكيف مع التغييرات اليومية -وفقا وتيرة من أربع وعشرين ساعة مع تفاوت بين الليل والنهار- الناجمة عن الظروف البيئية التي تسببها حركة دوران الأرض.
وتنظم هذه الآلية العديد من الوظائف الفيزيولوجية، وتستخدم كل الساعات البيولوجية التي شملتها الدراسة مورثات "كلوك" أو ساعات تتفاعل في ما بينها لتكوين رقاص جزيئي يتحكم بمورثات أخرى تعرف بالمورثات المستقبلة.
وللتعمق في آلية اكتساب هذه الساعة خلال تكون الجنين عكف الباحثون على دراسة السمكة المخططة التي تعتبر نموذجا للتطور البيولوجي.
واشار الباحثون إلى أن الساعة البيولوجية لدى الجنين لا علاقة لها بوقت التخصيب وهي تنتقل اليه وراثيا من ألام.
وللمرة الأولى أثبتت هذه النتائج وجود ساعة يومية عاملة بشكل تام لدى جنين كائن فقري إذ تملك أجنة السمكة المخططة منذ الاباضة ساعة جزيئية عاملة تماما ينتظم عملها مع عمل الساعة البيولوجية للام—(أ.ف.ب).
