نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان صباح اليوم الأحد قولهم إن أفرادا من الجيش المصري قد شكلوا سياجا حول المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير في القاهرة، حيث سمحوا بذلك لحركة السير بالتدفق بشكل طبيعي عبر الميدان للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوعين.
وقد هتف بعض المتظاهرين المحتجين على الخطوة "سلميَّة، سلميَّة"، بينما أصرَّ الجيش على إعادة حركة المواصلات في الميدان إلى ما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم، لترغمه على التنحي يوم الجمعة الماضي.
وقد هتف أحد المتظاهرين في الميدان عبر مكبِّر الصوت قائلا: "إن الجيش هو العمود الفقري لمصر. الحل ليس بإزاحتنا من الميدان. عليهم أن يستجيبوا لطلباتنا".
وقال بعض المتظاهرين الآخرين إن الجنود أبعدوا قادة حركة المظاهرات عن المنطقة لكي يسمحوا لحركة السير بالاستئناف.
مولد الامل
ولا تزال الثورة المصرية التي اندلعت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي تتصدر المواضيع الرئيسية في كافة الصحف.
وتناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية المستقلة في عددها الصادر اليوم الأحد التعليق على الأوضاع في مصر بعد إعلان الرئيس محمد حسني مبارك أول أمس الجمعة عن تخليه عن مهام منصبه.
ورأت الصحيفة أن الفصل الجديد من هذه القصة يقع في معظمه في أيدي الجيش الذي "ورث السلطة إذ أن القوات المسلحة تمثل منذ خمسينيات القرن الماضي العمود الفقري لنظام الحكم في مصر فضلا عن أنه يحظى باحترام المصريين".
وكان الجيش قد أعلن منذ بدء المسيرات الاحتجاجية في مصر أنه لن يستخدم العنف مع الجماهير الحاشدة في هذه المسيرات.
وقالت الصحيفة إن الجيش أمامه الآن مهمة ثقيلة وغير معتادة بالنسبة له إذ أن عليه الإشراف على مرحلة انتقالية للوصول إلى حكومة مستقرة وديمقراطية.
ورأت الصحيفة التي وصفت نجاح الثورة المصرية بأنه يعد بمثابة مولد أمل على ضفاف النيل أن هذه المهمة لن تكون سهلة.