غيتس يتحدث عن فرص حقيقية للتفاوض مع طالبان

تاريخ النشر: 04 يونيو 2011 - 06:41 GMT
وزير الدفاع الامريكي يؤكد أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري "متين" في اسيا
وزير الدفاع الامريكي يؤكد أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري "متين" في اسيا

صرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس السبت في سنغافورة ان الضغط العسكري على حركة طالبان يؤدي إلى "فرص حقيقية" لإجراء مفاوضات سلام مع قادة المتمردين في افغانستان.

وقال غيتس خلال مؤتمر اقليمي حول الدفاع قبل أن يتوجه إلى كابول في ختام جولة في العالم بدأها مطلع الشهر الجاري "من وجهة نظري، الفرص السياسية ستأتي من الضغط العسكري".

واضاف إن "امكانية اجراء شكل من المحادثات السياسية والمصالحة واقعية الى حد كاف لمنح الامل في التقدم".

لكنه قال انه اذا ارادت حركة طكالبان أن يكون لها دور سياسي في افغانستان، فعلى المتمردين الاقرار بانهم لن ينتصروا على الحملة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.

واضاف انه على حركة طالبان ايضا قطع علاقاتها بتنظيم القاعدة وتسليم كل اسلحتها اذا كانت تطمح لاي دور سياسي في المستقبل في البلاد.

تابع وزير الدفاع الأمريكي "اعتقد انه من المعروف بشكل عام أن كل النزاعات من هذا النوع تنتهي مبدئيا ببعض التسويات السياسية".

وقال غيتس "لكن الحقيقة هي أن آفاق تسوية سياسية لا تصبح حقيقية قبل ان تبدأ طالبان والخصوم الآخرون بالاعتراف بانها لا يمكن ان تنتصر عسكريا".

وأكد أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة طردت طالبان من معاقلها في الجنوب وهناك تأكيدات متزايدة بان المتمردين يواجهون انتكاسات على ارض المعركة.

وقال غيتس "اذا كنا نستطيع الاستمرار في هذه النجاحات وان نوسع دائرة الامن (...) ربما في الشتاء، فان امكانية اجراء نوع من المحادثات السياسية او مصالحة قد تصبح حقيقية الى حد كاف لاثارة امل في التقدم".

ورأى أن اضعاف التمرد يمكن أن يعني ايضا أن الدول المجاورة سيكون لها دور اكبر في تشجيع نهاية تفاوضية للنزاع. وقال "اعتقد انه في هذه الظروف يمكننا ان نتوقع فرصا حقيقية خلال السنة المقبلة".

وأكد وزير الدفاع الامريكي أن تأهيل قوات افغانية اكثر قدرة يفترض ان تتولى مسؤولية الامن تدريجيا خلال السنوات المقبلة، سيساعد ايضا في اعداد الارضية لانهاء الحرب.

وبعد زيارته لكابول، سيتوجه غيتس الى بروكسل لحضور اجتماع وزراء الدفاع لدول الحلف الاطلسي يتوقع ان تشكل الحملة الجوية ضد ليبيا والحرب في افغانستان اهم موضوعين على جدول اعماله.

وحدد الرئيس الامريكي باراك اوباما الشهر المقبل موعدا لبدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان ونهاية 2014 موعدا لنقل قوات الحلف الاطلسي مسؤولية الامن الى القوات الافغانية.

وينتشر نحو 130 الف جندي من قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) ثلثاهم من الاميركيين لدعم حكومة الرئيس حميد كرزاي في مواجهة تمرد حركة طالبان التي طردت من السلطة بعد تدخل ائتلاف دولي نهاية العام 2001.

ومنذ مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الثاني من ايار/ مايو، طالب عدد من اعضاء الكونغرس الامريكي بانهاء الحرب في افغانستان التي باتت بنظرهم غير ذي جدوى.

ومن جهة اخرى، أكد وزير الدفاع الامريكي أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري "متين" في اسيا مع اسلحة جديدة لحماية حلفائها وتأمين امن الطرق التجارية البحرية.

وقال غيتس إن الجيش الأمريكي سينشر بطريقة "تضمن الابقاء على وجودنا في شمال شرق اسيا (...) وتعزيز وجودنا في جنوب شرق اسيا وفي المحيط الهندي".

واضاف وزير الدفاع الاميركي ان "الموقف الأمريكي من الأمن البحري يبقى واضحا: لدينا مصلحة قومية في حرية الملاحة" لاسباب اقتصادية وتجارية.

ويأتي التذكير بالمصالح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة بينما تخشى واشنطن مواجهات في بحر الصين الجنوبي بسبب خلافات على أراض بين الدول الواقعة عليه، على حد قول غيتس.

وقال وزير الدفاع الأمريكي "هناك مخاوف متزايدة. اعتقد انه علينا الا نضيع أي وقت في محاولتنا تعزيز هذه الآليات التي تحدثت عنها لمعالجة المطالب في بحر الصين الجنوبي".

واضاف "اخشى ان تحصل مواجهات اذا لم توضع قواعد للعمل واساليب لمعالجة هذه المشاكل واعتقد ان هذا لا يخدم مصلحة احد".

والجزر المتنازع عليها في هذه المنطقة هي ارخبيل باراسيل وسبارتليز جنوبا. وتطالب الصين والفيليبين وتايوان وبروناي وماليزيا وفيتنام بقطاعات من هذه الاراضي.