يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الأربعاء بزيارة رسمية الى تركيا أبرز حلفاء اسرائيل في العالم الاسلامي، تتمحور حول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي والبرنامج النووي الايراني.
وقالت المتحدثة باسم اولمرت، ميري ايسين ان "اسرائيل وتركيا تقيمان علاقات استراتيجية مهمة على كل الاصعدة.
وتقوم تركيا بوصفها جمهورية معتدلة تعد غالبية من المسلمين، بدور ايجابي جدا على المستوى الاقليمي". واضافت "ان اسرائيل تأمل زيادة دور تركيا في مجال البحث عن حل للنزاع مع الفلسطينيين، وكعامل توازن مع ايران الدولة المسلمة المتطرفة".
ومن المقرر ان يجري اولمرت، خلال زيارته التي تستمر يومين، مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركي عبد الله غول.
وكانت تركيا التي ترتبط بعلاقات جيدة مع السلطة الفلسطينية، عرضت في الماضي وساطتها من اجل إجراء مباحثات سلام فلسطينية اسرائيلية ومن اجل إعادة اطلاق محتمل لحوار سياسي بين سوريا واسرائيل.
كما ان تركيا منخرطة في مشروع ينص على اعادة فتح المنطقة الصناعية في ايريز على مدخل قطاع غزة، يتم إعفاء المنتجات المصدرة عبرها الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج من الرسوم. ويتوقع ان يوفر هذا المشروع عشرة الاف فرصة عمل للفلسطينيين.
ويخشى ان ترخي الحفريات المثيرة للجدل التي بدأتها السلطات الاسرائيلية الاسبوع الماضي قرب باحة المسجد الاقصى، بظلالها على المباحثات التركية الاسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان شجب الثلاثاء الاشغال التي كانت بدأتها اسرائيل قرب المسجد الاقصى في القدس قبل ان تعلقها الاثنين، مشيرا الى انه سيبحث هذا الامر مع اولمرت.
وقال اردوغان امام كتلة حزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان "لا يحق لاحد ان يتبع سياسة تقوم على اساس لقد قررت ونفذت".
وحث اردوغان الحكومة الاسرائيلية على "تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي يمكن ان تشكل مصدر قلق" وعلى السعي الى "توافق" في كل مبادراتها المتعلقة بالاماكن المقدسة في القدس.
وقال رئيس الوزراء "نتوقع من اسرائيل ان تعتمد موقفا يحترم قداسة الاماكن وان تمنع تصاعد التوتر".
وسعت المتحدثة باسم اولمرت الى التقليل من الجدل بشأن هذه الحفريات. وقالت "سنشرح للمسؤولين الاتراك ان هذه الاشغال تجري خارج جبل الهيكل (باحة المسجد الاقصى) وانه ليست لدينا ادنى نية للاضرار بالاماكن الاسلامية المقدسة".
واعلنت بلدية القدس الاثنين تعليق هذه الاشغال التي اثارت احتجاجا كبيرا لدى الفلسطينيين وفي العالم العربي الاسلامي، دون ان تتمكن من تبديد غضب السلطات الاسلامية التي تطالب بوقف الحفريات للتنقيب عن آثار.
واضافت المتحدثة ان المباحثات بين البلدين تهدف الى تعزيز العلاقات الثنائية من خلال زيادة حجم المبادلات التجارية والتعاون في مجال السياحة كما تتناول المباحثات المكانة الاستراتيجية التي تحتلها تركيا في تزويد اسرائيل بالطاقة.
وترتبط تركيا واسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية مهمة. وتشارك تركيا في القوة الدولية الموقتة في لبنان (يونيفيل) التي شكلت بموجب القرار 1701 الذي كان وضع حدا لمعارك الصيف الماضي في لبنان بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني.