إسرائيل تهاجم محكمة لاهاي وجنوب افريقيا تطالبها بادانة الجدار والمظاهرات تتسع إلى عواصم عربية

تاريخ النشر: 23 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

طلبت جنوب افريقيا من محكمة العدل الدولية الحكم بعدم شرعية الجدار الفاصل فيما تواصلت المظاهرات المناهضة للجدار في مدن الضفة الغربية حيث اصيب العشرات بالرصاص وحالات اختناق وبينما سارت جماهير في عواصم عربية مؤيدة للموقف الفلسطيني هاجم بنيامين نتنياهو هيئة محكمة العدل الدولية. 

جلسات المحكمة 

وتواصل فلسطين و14 دولة ومنظمة عربية واجنبية، مرافعاتها في قضية الجدار الفاصل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وعلى مدار ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء ستستمع المحكمة إلى مواقف الدول المساندة للموقف الفلسطيني. 

وطلبت جنوب افريقيا من محكمة العدل الدولية يوم الاثنين الحكم بعدم شرعية الجدار الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية كما قضت في عام 1971 بان احتلال جنوب افريقيا في عهد نظام الفصل العنصري لناميبيا غير مشروع. 

وابلغ نائب وزير الخارجية عزيز باهاد المحكمة الدولية في لاهاي بان ذلك الحكم الذي مضى عليه 33 عاما والذي ادى الى فرض عقوبات دولية على الحكومة البيضاء في بريتوريا ساهم في وضع نهاية لنظام الفصل العنصري في عام 1994.  

وقال باهاد "جنوب افريقيا التي خضعت يوما لحكم من هذه المحكمة تحتفل الان بمرور عشر سنوات على ديمقراطيتنا. لقد وجد ابناء جنوب افريقيا بعد قرون من الانقسام والصراع الارادة السياسية التي تعينهم على بناء مجتمع ديمقراطي جديد." 

واضاف "لقد كانت هذه المحكمة تملك الشجاعة التي مكنتها من الفصل في العواقب القانونية لاستمرار وجود جنوب افريقيا في ناميبيا وساهم هذا في تحقيق الديمقراطية."  

وقال باهاد "الجدار الفاصل لعنة تحيق بعملية السلام كما رسمتها خارطة الطريق حيث انه يقضي على امكانية تنفيذ حل الدولتين 

ومن المقرر ان تستمع المحكمة الى افادة ممثلي الجزائر والعربية السعودية وبنغلادش، فيما ستستمع، الثلاثاء، الى ممثلي كوبا واندونيسيا والاردن، ومدغشقر وماليزيا والسنغال. وتختتم الجلسات، بعد غد الاربعاء، بالاستماع الى السودان ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية.  

وكان أول المتحدثين امام المحكمة، سفير فلسطين لدى الامم المتحدة، ناصر القدوة. 

وأبلغ القدوة المحكمة، التي تضم 15 قاضيا في قصر السلام في لاهاي، ان "الجدار لا يتعلق بالأمن بل يتعلق بتكريس الاحتلال وضم فعلي لأجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية." 

وأضاف "الجدار اذا استكمل سيترك للشعب الفلسطيني نصف أراضي الضفة الغربية فقط على شكل جيوب معزولة وغير متصلة." 

وتقاطع اسرائيل جلسات محكمة العدل قائلة ان القضية سياسية وان المحكمة غير مختصة بنظرها. لكن رغم أن قرار المحكمة لن يكون ملزما تخشى اسرائيل أن يشجع صدور حكم ضدها على اتخاذ خطوات نحو فرض عقوبات دولية عليها وهو ما أبدى القدوة أمله بحدوثه. 

وقال مسؤولون ان المحامين الفلسطينيين سيبلغون القضاة أن الحاجز غير قانوني وينتهك القانون الدولي لابتلاعه قطعا كبيرة من الاراضي المحتلة منها جيوب حول المستوطنات اليهودية إضافة الى أنه يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني. وقد يستغرق صدور قرار من المحكمة بضعة أشهر. 

ورافق افتتاح الجلسة تظاهرات نظمها، في الصباح، المؤيدون لاقامة الجدار، وهم من جندتهم السلطات الاسرائيلية والتنظيمات الصهيونية واليهودية من شتى انحاء العالم. اما في ساعات بعد الظهر فجرت تظاهرات مؤيدة للموقف الفلسطيني المطالب بهدم الجدار وانهاء الاحتلال 

إسرائيل تهاجم المحكمة والفلسطينيين 

هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي، الذين ينظرون في قضية الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية. 

وقال نتنياهو في إطار مؤتمر السياحة المنعقد في القدس: "ثمة أمر مدهش يحدث في لاهاي. محكمة العدل الدولية توجه إصبع الاتهام لنا نحن! لا يجلس القتلة ومن يرسلونهم على مقاعد المتهمين، بل إنهم الضحايا. لسنا نحن من يتعين أن يكون في قفص الاتهام، بل التنظيمات الإرهابية والسلطة الفلسطينية على حد تعبير نتنياهو الذي اضاف : 

إننا ندافع اليوم عن حياة اليهود، ونحول دون وقوع كارثة أخرى، لكن القضاة المحترمين في أوروبا يقررون أنه لا يحقّ للدولة اليهودية الدفاع عن نفسها في وجه القتلة". 

ووجه نتنياهو حديثه إلى قضاة المحكمة، قائلاً: "ليس لكم أي حق في أن تكونوا بمثابة ضمير أخلاقي للشعب اليهودي. لقد وجّه هذا الضمير أعمالنا على امتداد أربعة آلاف عام. إن دولة إسرائيل قائمة على الضمير التوراتي، ووفقـًا لهذا الضمير، فإن الحفاظ على حياتنا أهمّ من الحفاظ على جودة حياة الآخرين. وقال ايضا لا أعرف إذا كانت المحكمة تفهم هذا الأمر، لكننا سنستمر في الدفاع عن أنفسنا، وسنبني الحواجز التي تحول دون قتل المدنيين الأبرياء. إن هذا هو ما سوف يهزم الإرهاب".  

من جهته اتهم الان بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الاسرائيلية الفلسطينيين باستغلال جلسات محكمة العدل الدولية يوم الاثنين لمحاولة وصف إسرائيل بانها "دولة خارجة على القانون" وتدمير شرعيتها. 

ونقلت وكالة انباء رويترز عن بيكر الذي أعد دفوع إسرائيل المكتوبة أن إسرائيل لم تحضر الجلسة بشأن الجدار العازل الذي تبنيه في الضفة الغربية لانها تعتبر القضية ذات دوافع سياسية وليست طلبا صادقا لرأي قانوني. 

وزعم ان "التكتيك الفلسطيني… كان السعي إلى تجريد إسرائيل من شرعيتها وقد فعلوا ذلك في جميع الهيئات التابعة للامم المتحدة." 

وبنت اسرائيل حتى الان 180 كيلومترا من الجدار المقرر أن يبلغ طوله 728 كيلومترا من الاسلاك الشائكة والجدران الخرسانية. 

وقال بيكر إن وثيقة اسرائيل المكتوبة للمحكمة لا تشمل أي دفاع قانوني مفصل عن الجدار سوى تفسير عام لانه بني لحماية مواطني اسرائيل من "الارهابيين" وليس كحدود سياسية. 

وتقاطع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وعدد من الدول الغربية جلسات المحكمة كذلك بعد أن قدمت شهادات خطية تفيد أنه من غير المناسب أن تصدر المحكمة قرارا بشأن الجدار لان الامر يجري التفاوض عليه بين الجانبين. 

حماس 

توقع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم أن تتخذ محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارا ضد بناء إسرائيل لجدار عازل في الضفة الغربية لكنه شكك في إمكانية التزام إسرائيل بقرار يوقف الجدار في حالة صدوره. 

وقال ياسين "نحن تعودنا أن القرار شيء وان التنفيذ شيء ثان. "نحن نتوقع أن تزداد الضغوطات ولكن بشكل عملي قد لا تلتزم إسرائيل بذلك لأنها تعودت على أن تتمرد على كل القوانين الدولية وثم بعد ذلك يخضع العالم (لرغبتها)." 

وصرح ياسين بأن الجدار الذي يصفه الفلسطينيون "بجدار برلين" لن يوقف الهجمات التي يشنها المقاومون الفلسطينيون داخل إسرائيل. 

وأضاف "أنا أستطيع أن أقول إن منع العمليات الاستشهادية والعمليات القتالية لا تتم عن طريق الجدار ولكن يتم عن طريق إزالة الاحتلال وزوال جرائم الاحتلال." 

وقال "عندما يتحول الشعب الفلسطيني ليعيش حرا على أرضه ووطنه ومقدساته عندها يمكن أن تتوقف العمليات والمقاومة لهذا الاحتلال." 

ومضى ياسين قائلا انه "إذا ما اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على أن تمنع الجهاد الفلسطيني والمجاهد الفلسطيني من تنفيذ عمليات عن طريق الجدار فهي واهمة." 

وقال مؤسس حماس "ستكتشف إسرائيل أن هذا الجدار لا يساوي قيمة الأموال التي دفعت لإنشائه وانه لن يمنع الفلسطينيين من الوصول لأهدافهم." 

وأضاف ياسين "أن الإنسان يتطور وكل تطور يمكن أن يحدث معه نقلة جديدة تتحدى كل الصعاب في طريقه 

مظاهرات تعم الاراض المحتلة  

عمت المظاهرات المنددة لجدار الفصل العنصري الاراضي الفلسطينية المحتلة وأصيب 15 مواطناً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الخليل  

وقالت مصادر طبية في مستشفى "عالية" الحكومي بالمدينة: إن عدداً من المواطنين أدخلوا إلى قسم الطوارئ في المستشفى، وتلقوا الإسعافات اللازمة جراء إصابتهم على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، ووصفت المصادر إصاباتهم بأنها بين طفيفة ومتوسطة. 

وفي قرية بدرس وقبيا غربي رام الله وانطلق السكان بمسيرتين سلميتين في مناطق إقامة جدار الضم الاستيطاني، متحدين اعلان سلطات الاحتلال القرى المذكورة مناطق عسكرية  

وفي القدس أصيب ثلاثة صحفيين يعملون لدى محطات فضائية عربية، برصاص جنود قوات الاحتلال خلال اقتحامهم بلدة العيزرية وقالت مصادر طبية أن حالة الصحفيين الثلاثة وهم: أحمد جلاجل، وداود عكيلة، ومأمون صيام مستقرة. 

وفي جنين اعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مسيرة سلمية ضد "جدار الفصل العنصري" في منطقة المطلة شرقي جنين، ومنعت المشاركين من الاقتراب من الجدار تحت تهديد السلاح. 

كما سار اهالي مدينة طولكوم في مسيرة مناهضة للجدار الفاصل واصيب العشرات منهم بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في محيط الجدار المقام في سهل دير الغصون. 

وفي طوباس القريبة من نابلس انطلقت، مسيرة حاشدة وتوقفت الحركة لدقائق معدودة، تعبيراً عن الرفض الفلسطيني القاطع للجدار الذي يسلب أراضيهم. 

مظاهرات في عواصم عربية 

عواصم عربية بدورها انضمت لمساندة الشعب الفلسطيني فقد شهدت بيروت والمخيمات الفلسطينية المجاورة تظاهرات واعتصامات احتجاجاً على الجدار العنصري. وشددت الكلمات، التي ألقيت، على ضرورة إسقاطه وهدمه، كما أكدت على أهمية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. ونفذت منظمات المجتمع المدني اللبنانية والاتحادات والمنظمات الفلسطينية في لبنان، اليوم اعتصاما رمزيا، امام بيت الامم المتحدة "الاسكوا" في رياض الصلح، مع بدء محكمة العدل الدولية في لاهاي، جلسات الاستماع المتعلقة بجدار الفصل، الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية المحتلة. 

وشارك في الاعتصام ممثلو الأحزاب والمنظمات الانسانية والاجتماعية والثقافية والصحية والنسائية والشبابية اللبنانية والفلسطينية، ومجموعات من أنصار السلام، وحشد من أطفال المخيمات .  

ورفع المشاركون لافتات طالبت بأن يكون "23 شباط يوم القدس لازالة الجدار العنصري وخطوة أساسية لإقامة الدولة الفلسطينية" و"لا لجدار الفصل العنصري"، و"لا لشارون ولجداره العازل، ونعم لنصرة الحق على الباطل".  

وفي القاهرة تظاهر الاف الطلبة وسياسيون ونقابيون في القاهرة يوم الاثنين احتجاجا على الجدار العازل 

وقالت مصادر أمنية ان نحو ثمانية الاف طالب تظاهروا داخل حرم جامعة الازهر بمناسبة بدء محكمة العدل الدولية في لاهاي النظر في مدى مشروعية الجدار يوم الاثنين. 

وقالت المصادر ان المتظاهرين في جامعة الازهر رددوا هتافات معادية لاسرائيل ومنددة بالجدار الذي وصفوه بأنه جدار الفصل العنصرى. 

وفي وسط العاصمة اشترك نحو 150 من قيادات وأعضاء أحزاب ونقابات مهنية في مظاهرة احتجاج على الجدار. ورفع المشاركون في المظاهرة التي نظمت في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة لافتات تدين بناء الجدار. كما رددوا هتافات مناهضة لاسرائيل والولايات المتحدة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)