اكد ابراهيم صرصور رئيس الحركة الاسلامية ورئيس القائمة العربية الموحدة البرلمانية داخل الخط الاخضر ان الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة بحق المسجد الاقصى لتعويض الخسارة الاسرائيلية في لبنان ودعاية انتخابية لحزب كاديما، وقال في مقابلة مع البوابة ان الوضع الاقتصادي في المدينة بائس جدا كاشفا عن برنامج الحركة الذي يسعى لتعزيز صمود اهل القدس، وقال ان الله لن يعذرنا اذا قصرنا في نجدة الاقصى.
كيف تصف الحركة الاسلامية التي تقود التحرك العربي، عملية الاعتداء الاسرائيلي على المسجد الاقصى ؟
- الوضع في الاقصى والقدس مأساوي جدا، والمأساة بدأت عام 1967، وكلنا يعرف التاريخ عندما اسرائيل احتلت الاقصى قال اول بيان عسكري "جبل الهيكل في ايدينا" ومنذ ذلك التاريخ تحاول اسرائيل اثبات ان ما يسمونه جبل الهيكل بين ايديهم لكن لا يزال عندهم احساس ان العرب والمسلمين خاصة في منطقة القدس لهم السيطرة لذلك هم غير مطمئنين بالتالي لا تستطيع اسرائيل ان تفعل ما تشاء داخل 144 دونما هي مساحة الحرم، بالتالي يحاولون السيطرة من خلال تفريغ محيط المسجد القدسي الشريف من خلال عملية تهويد ممنهج ومخطط له من كل ما هو عربي حول الاقصى، لان هذا المسجد من غير اهله لا يساوي شيئ وفي غياب السند العربي والاسلامي الحقيقي فان الاقصى لن يستطع الوقوف وهذه نظرية يعرفها الاسرائيليين جيدا، والقاعدة البسيطة التي يجب علينا كعرب ومسلمين ان نعرفها ان الاقصى طالما ظل في ايدي الاحتلال فسيبقى التهديد مسلط على رقاب المسلمين والعرب.
هل العملية الاسرائيلية سياسية ام دينية ؟
- من يحاول ان يقسم بين الدين والسياسة في العملية سيقع في خطأ كبير، واشير الى ان اسرائيل ليست دولة علمانية كما يسمونها قد يكون لها بعض ملامح العلمانية، فاسرائيل في جوهرها وفي مبادئها الخفية الايديولوجية والفكرية وحتى في رموزها دولة دينية حتى النخاع، والتيار الديني شريك رئيسي في حكومات اسرائيل منذ اقامتها حتى اليوم، وباستثناء مرة واحدة ولاسباب سياسية لم يكن هناك شراكة دينية في قيادة اسرائيل، لقد كانت الشراكة الدينية العلمانية موجودة منذ الاعتراف بدولة اسرائيل وحتى اكثر الساسة علمانية الا ميرتس ولانهم لايؤمنون بذلك فوضعه يشهد تراجع مستمر على الساحة السياسية الاسرائيلية، وعلى فكرة المتدينين يأخذون الاولوية والاستتثناءات في اسرائيل مثل موضوع التجنيد حيث ان خدمة التوراة والعكوف على دراستها يساوي خدمة الجندي على الجبهة لحماية اسرائيل، هناك اتفاق على معادلة من شقين: ايديلوجية اسرائيل الدينية وايديولجية اسرائيل العسكرية هناك تعانق وتمازج بين الفكرتين لذلك من يتعامل مع الاقصى باعتباره شأن سياسي بعيدا عن الدين او العكس فهذا كلام فارغ لان اسرائيل تغذى سياستها بالدين، ودين اسرائيل هو السياسة وكلاهما محكومان بانماط فكرية بقمة الولاء والتمييز والعنصرية بشكل لا يختلف عليه اثنان مهما زعمت وادعت دولة الاحتلال وهذا ما ثبت من خلال عمليات الحفر الاخيرة عند باب المغاربة.
في ميزان القوة غير المتكافئ بين الجماهير العربية وقوات الاحتلال في مواجهات الاقصى الاخيرة كيف يمكن ان تتصرف الحركة الاسلامية لوقف عملية الاعتداء ؟
- نحن نحاول المواجهه بطريقة لا توصلنا الى الخسارة الكاملة، نحن واعون تماما لقضية عدم توازن القوى لكن قوتنا في ضعفنا، بمعنى آخر عندما نخرج لمواجهة اسرائيل مستثمرين كل السبل المتاحة والهوامش رغم محدوديتها في سبيل ان نقول كلمتنا الصريحة والواضحة فاننا سنحرج اسرائيل، وعلى فكرة فاسرائيل ماضية في تنفيذ المشروع الا اذا حصل موقف دولي يوقف اسرائيل عند حدها عندها ستنصاع وتتوقف، لكن الذي اليوم انه لا المجتمع الدولي متدخل، ولا الشرعية الدولية التي تعتبر القدس ارض محتلة غائبة، علما ان هذه الشرعية تتدخل عندما يكون الامر متعلق بالعرب والمسلمين، المجتمع الدولي منافق، والعالم العربي والاسلامي لم يرتفع مستوى اداؤه، وانا متاكد ان العالم العربي والاسلامي غير راضين لما يجري في القدس ولكن بين ان ترفض الذي يجري وان تتمنى زواله، وبين التحرك لوقف انتهاك اقدس المقدسات، مازالت المسافة كبيرة، ونحن على يقين ان العرب والمسلمين يستطيعوا ان يفعلوا اكثر مما فعلوا حتى هذه اللحظة. علما اننا لا نطالب ان تحرك دول العرب والمسلمين الاساطيل والدبابات والطائرات فهذا كلام غير وارد لاعتبارات لا تخفى على احد لكن متاكدين ان العالم العربي لديه اوراقه ليضغط بجميع الاتجاهات بطريقة تجبر اسرائيل على التراجع.
واقول هنا ان اسرائيل تحكمها توازنات ولا تريد في هذه المرحلة ان تعرض نفسها لضغوطات دولية في الوقت تنفذ اجندة بشكل هادئ بعيدا عن الضغط العالمي
ولن يعذرنا الله ولن يعذرنا التاريخ ما لم نقم بالمجهود في حدود الممكن، فاما ان يحقق هذا الجهود انحسارا لانتهاكات اسرائيل واما ان يكون هذا الموقف جزء من فضح اسرائيل وممارساتها، وبالمناسبة اسرائيل تخشى ان تتعرض للفضيحة في العالم لذلك تحاول ان تنفذ مخططاتها تحت الكليشهات المعروفة "نحن لن نهدد الاقصى- لن نعتدي على المقدسات – ما يجري ترميمات" علما انها تحاول تهويد الاقصى المبارك من خلال هذه المداخل ولكن نحن نحاول ان نفضح مخططاتها ونخشى ان تنجح اسرائيل بفرض تقسيم ما على الاقصى .
بأي صورة ممكن ان يكون هذا التقسيم؟
- نحن لا ننسى المفاوضات التي تمت في كامب ديفيد وكانت تسعى لاقتسام القدس على مبدأ للفلسطينيين فوق الارض وللاسرائيليين تحت الارض وكان ذلك مطلب واضح، واليوم ما اقترح في كامب ديفيد تحاول اسرائيل ان تفرضه كأمر واقع، والحركة الاسلامية والجامعة العربية عندما نفذوا مشروع المصلى المرواني 4000 متر فانها انقذت جزءا من الاقصى لان المشروع الالي كان سيشمله حيث انه على امتداد حائط الاقصى مباشرة، فاسرائيل من خلال حفرياتها من الجهة الجنوبية وقبل ان يفتح المصلى المرواني كان هناك مخطط ان يدخلوا الى المصلى حيث كان عندهم معلومات كاملة عن الورشة الخاصة بالمصلى وهو ما تنبأت به الجماهير في الداخل والضفة وغزة ففرضنا واقعنا.
ومؤخرا كنا في زيارة الى مسجد البراق وهو تحت باب المغاربة، والحائط الغربي للبراق هو المحاذي لعمليات الحفر واذا اكملت اسرائيل مخططها ستصل الى مسجد البراق مباشرة وستدخل الى هذا المسجد وستفرض عليه واقعا جديدا وتحوله الى كنيس، واليوم يوجد غرفتين خارج مسجد البراق تستخدمان كـ كنس للنساء اليهوديات للصلاه.
في ظل اختلال توازن القوى ما هي الخطط المقبلة للحركة الاسلامية لوقف الانتهاكات؟
- لدينا مشروع متكامل اطلقناه قبل عامين تحت اسم "مشروع تعظيم الاقصى المبارك والقدس الشريف" نتحرك من خلاله على جميع المستويات يبدأ بالدفاع المباشر عن الاقصى المبارك من خلال تجنيد اكبر عدد ممكن للسكان العرب لزيارة الاقصى بشكل منتظم ودائم لهدفين: التواجد في الاقصى المبارك بعد ان منع سكان الضفة وغزة والقدس الشرقية من دخوله وثانيا دعم اقتصادي لسكان القدس حيث انه وبسبب الاغلاقات المتكررة للقدس وصل الحد بالتجار في المدينة بالتفكير بالهجرة بعد ان جفت منابع الحركة التجارية فقمنا بتأمين سفر العرب الى القدس للمساندة في تنشيط حركة التجار وسكان القدس حتى يبقوا ثابتين.
وهناك الناحية التثقيفية على مستوى شبابنا واطفالنا كذلك الناحية الاعلامية والاتصال مع المؤسسات العربية والاسلامية والمؤسسات الاوروبية ايضا.
وسمعنا ان اولمرت وعد باستقبال فريق مراقبة تركي وابرقنا الى انقرة مباشرة وحذرنا الا يتحول هذا الوفد لاداة لشرعنة ما يجري من انتهاكات في منطقة الحرم، واذا كان لابد من تدخل وهذا نحن معنيون به فلابد ان يكون لوقف الانتهاكات وليس للوصول الى حلول ليس معروفا نوعها.
بأي سياق تضع عمليات الحفر هل هي تعويض عن هزيمة حرب لبنان ام دعاية لانتخابات مبكرة او صراعات داخلية او غيرها؟
- اعتقد ان هذه الاسباب كلها مجتمعة دفعت الى فتح ملف الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى فـ اولمرت وبيريتس اعتقدا ان الحرب على لبنان سترفع اسهمهما في الشارع الاسرائيلي لكن وجدا عكس ذلك تماما وانا متأكد انهما لن يسيران في طريق التفاوض مع الفلسطينيين حتى لو كانت الحكومة لفتح بشكل كامل وحتى لو حماس تراجعت عن السلطة والمجلس التشريعي لمعرفة اسرائيل ان الدخول في مفاوضات حقيقية سيضطرها لدفع ثمن كبير في منطقها، وتنازلها ليس تنازلا عما هو حق لها، حيث سيتم مطالبتها بتطبيق الشرعية الدولية ولذلك اولمرت يحاول تعزيز موقعه داخل اسرائيل لسببين: الحفاظ على الكرسي، وانه يريد الوصول الى انتخابات قريبة وهو يتمتع بحد معين بقوة وارضيه صلبه في مواجهه الليكود. ويبدو انه دخل على خط القدس والمسجد الاقصى في محاولة للم اكبر قدر من الاسرائايليين وخاصة المتطرفين بدليل انه رفض توصيات لوقف العمل والحفريات ومنها الشركة المنفذه للعمل.
ما هو المطلوب عربيا واسلاميا؟
- كل الخطوط الحمراء اخترقت اسرائيليا ولم يعد الا القدس واي اختراق اخر سيكون هناك كارثة، واعتقد ان العرب قادرين على تحريك الماء الراكد لدول اوروبا لاضاءة الضوء الاحمر امام السياسة الاسرائيلية، واسرائيل يجب ان تقتنع ان هناك من يدافع عن الاقصى خارج الحدود، لقد اختلف العرب والمسلمين على كل شيء الا الاقصى المبارك واعتقد اذا بدؤا بالتحرك بشكل جيد سيكون هناك نتائج ايجابية