دانت بريطانيا اليوم بشدة حادثة انفجار قطار (الصداقة) الذي يربط الهند بباكستان والذي راح ضحيته العشرات من المدنيين الباكستانيين والهنود.
واعرب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاويل في تصريح له عن صدمته للخسائر البشرية الكثيرة التي نجمت عن هذا الانفجار الذي اكدت السلطات الهندية انه عمل تخريبي وارهابي.
وقدم الوزير البريطاني بالنيابة عن بلاده حكومة وشعبا التعازي القلبية لاسر الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار. واعرب هاويل عن استعداد الحكومة البريطانية تقديم كل مساعدة ممكنة للهند وباكستان لاعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة.
كذلك، دانت فرنسا بشدة تفجير قطار (الصداقة) و وصفته ب"العمل الارهابي". وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في تصريح صحافي ان "الهجوم على قطار الصداقة يجب ان يدان بأشد العبارات". وقدم بلازي بالنيابة عن بلاده حكومة وشعبا التعازي القلبية لاسر الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار مؤكدا وقوف فرنسا الى جانب الهند وباكستان في مكافحة الارهاب.
بدوره اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان الاعتداء على "قطار الصداقة" لن يوقف عملية السلام بين البلدين الجارين. ونقل بيان حكومي عن مشرف قوله "ان مثل هذه الاعمال الارهابية المشينة من شانها ان تعزز تصميمنا على التوصل الى غايتنا المشتركة، اي احلال السلام الدائم بين البلدين". واضاف "لن نسمح لعناصر تريد تخريب عملية السلام الجارية في تنفيذ مخططاتهم المغرضة".
وشدد في الوقت نفسه على "ضرورة ان يمضي المسؤولين الباكستانيين والهنود قدما بكل تصميم في سعيهم الى حل خلافاتهم واحلال سلام دائم في المنطقة". وعبر مشرف عن "المه العميق" لسقوط 66 قتيلا على الاقل في هذه العملية، داعيا السلطات الهندية الى "اتخاذ جميع التدابير لتتم احالة المسؤولين عن هذا العمل الذي ينم عن كراهية امام القضاء".
كما دانت باكستان "العمل الارهابي" الذي استهدف "قطار الصداقة". وقال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري "انه عمل ارهابي مريع" مضيفا "ان معظم الضحايا هم من الباكستانيين". واكد للصحافيين "اريد التحلي بالتحفظ في تعليقي" موضحا "ان السلطات الهندية تجري تحقيقا ونحن ننتظر نتائجه". كما اكد الوزير ان هذا الاعتداء "لن يؤثر قطعا" على زيارته المرتقبة الى الهند في 20 الى 23 شباط/فبراير.
من جهتها قالت المتحدثه باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم اسلام "ندين هذا العمل ونعبر عن تعاطفنا مع عائلات الضحايا". واضافت المتحدثة "ان المعلومات الاولية تشير الى ان معظم الضحايا هم من الباكستانيين" معبرة عن املها في ان تجري السلطات الهندية تحقيقا "معمقا" بغية العثور على منفذي الاعتداء.
وعندما سئلت عن وقع هذا الاعتداء على العلاقات بين الهند وباكستان بعد عودة الحرارة اليها، قالت المتحدثة "لا نستطيع الحكم مسبقا على الدوافع الكامنة وراء هذا العمل الارهابي. علينا ان ننتظر نتائج التحقيق الهندي".
ووقع الانفجار في قطار (الصداقة) عندما كان متوجها من مدينة دلهي الهندية الى مدينة لاهور الباكستانية اليوم ما اسفر عن مصرع 66 شخصا واصابة 50 جريحا حتى الآن.
وقد التهمت النيران حوالى منتصف الليل مقطورتين من "قطار الصداقة" الذي يربط نيودلهي بلاهور في باكستان قرب مدينة بانيبات على بعد 100 كلم الى شمال العاصمة الهندية بحسب مصادر رسمية. واكد وزير سكك الحديد لالو براساد ياداف ان الانفجار ناجم عن اعتداء موضحا انه تم العثور على متفجرات في حقيبتين في القطار. وقال للصحافيين قبل ان يتوجه الى موقع الانفجار "ان جنودا قتلوا... الدوافع جلية: انها محاولة لزعزعة عملية السلام بين الهند وباكستان".
واوضح مفوض الشرطة المحلية ام. شوران ان "اثني عشر شخصا نقلوا الى نيودلهي للمعالجة". وذكرت تايمز ناو التلفزيونية ان عبوتين متفجرتين محشوتين بكمية من النفط تسببتا في اندلاع الحريق. واضافت ان فرق الانقاذ احتاجت الى ساعة ونصف الساعة للوصول الى مكان الحادث. وقالت شبكة التلفزة الخاصة "نيودلهي تلفيجن" ان عناصر من اجهزة الاستخبارات ربطوا هذه "الاعتداءات" بالتفجيرات التي وقعت في قطارات ضاحية العاصمة المالية الهندية بومباي في تموز/يوليو الماضي واسفرت عن سقوط 186 قتيلا واكثر من 800 جريح.
وكانت تلك الاعتداءات دفعت الهند الى ان تعلق خلال عدة اشهر عملية السلام التي بدأتها في كانون الثاني/يناير 2004 مع باكستان التي تتهمها الهند بايواء ناشطين يقفون وراء تلك التفجيرات. وقد خاضت هاتان القوتان النوويتان المتنازعتان ثلاث حروب منذ التقسيم في اب/اغسطس 1947، اثنتان منها بسبب كشمير المنطقة الواقعة في جبال هيملايا والمقسمة الى شطرين يطالب كل منهما بكامل السيادة.
وفي اطار عملية السلام تبادل البلدان في الاول من كانون الثاني/يناير لائحة بمواقعهما النووية التي يتعهدان بعدم استهدافها في حال وقوع حرب. وفي اواخر العام 2006 قرر البلدان ايضا التعاون في مجال مكافحة الارهاب. ويربط "قطار الصداقة" بين نيودلهي وواجاه الواقعة على الحدود الباكستانية حيث ينزل الركاب ليستقلوا قطارا اخر ينقلهم الى مدينة لاهور الباكستانية. واكدت الشرطة وجود باكستانيين بين القتلى. وتوفير هذه الخدمة الخاصة على هذا الخط يشكل تقدما جديدا في عملية التقارب بين الجارين العدوين في جنوب آسيا. لكن تشغيل هذا الخط علق في مطلع العام 2002 بسبب توترات جديدة تبعت الاعتداء على البرلمان الهندي في كانون الاول/ديسمبر 2001 الذي نستبه نيودلهي الى ناشطين مدعومين من باكستان. ثم اعيد تشغيل الخط في كانون الثاني/يناير 2004.