اوصى الجيش الاسرائيلي حكومته بانسحاب شبه كامل من قطاع غزة، والذي استبعد زعيم حماس احمد ياسين احتمال تعرضه للاجتياح فيما اعربت الامم المتحدة عن تاييدها وجودا دوليا فيه بعد ان تنسحب منه اسرائيل.وفي الغضون، اعرب اسامة الباز مستشار الرئيس المصري عن قلقه ازاء احتمال انتكاس جهود السلام.
وافادت الاذاعة العسكرية ان قادة اجهزة الامن الاسرائيلية اوصوا رئيس الوزراء ارييل شارون الاربعاء بتفكيك كافة المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والابقاء على انتشار عسكري في ممر يفصل الحدود المصرية عن قطاع غزة.
وتمت هذه التوصيات خلال اجتماع امني استغرق اربع ساعات بهدف وضع اللمسات الاخيرة على خطة الفصل مع الفلسطينيين التي اقترحها شارون للانسحاب من قطاع غزة.
واقترح المسؤولون الامنيون تفكيك المستوطنات والابقاء على "ممر فيلادلفيا" الحدودي مع مصر على ما اضافت الاذاعة.
وتتهم اسرائيل حركات المقاومة الفلسطينية باستخدام انفاق تصل الى الطرف المصري من الحدود لتهريب الاسلحة.
كما اوصى قادة اجهزة الامن الاسرائيلية ايضا باخلاء العديد من المستوطنات المعزولة في شمال الضفة الغربية لا سيما مستوطنتي غنيم وقديم القريبتين من جنين. واوصوا ايضا بضرورة التعاون مع الولايات المتحدة.
وقالت الاذاعة ان العديد من المسؤولين الذين شاركوا في الاجتماع اعربوا عن معارضتهم خطة شارون الاحادية الجانب. ورفض الناطق باسم شارون، رعنان غيسين الرد على سؤال في هذا الصدد.
وعقد شارون اجتماعا مع اكبر المسؤولين الامنيين الاسرائيليين في القدس للبحث في خطته للفصل مع الفلسطينيين.
اوضحت وسائل الاعلام الاسرائيلية مشاركة عشرات الضباط الكبار في الجيش ومسؤولين في جهاز الامن الداخلي (شين بيت) واجهزة الاستخبارات (الموساد) والجنرال جيورا ايلاند رئيس مجلس الامن الوطني في هذا الاجتماع.
وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء يعتزم عرض خطته على موافقة الحكومة ثم البرلمان قبل ان يعرضها على الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقاء في البيت الابيض.
ياسين يؤكد عجز اسرائيل عن اجتياح القطاع
وفي هذه الاثناء، استبعد مؤسس حركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ احمد ياسين الاربعاء فكرة حصول اجتياح اسرائيلي لقطاع غزة، مشيرا الى ان خسائر اسرائيل نتيجة مثل هذا الاجتياح ستكون كبيرة جدا.
وبدأت اسرائيل مساء الثلاثاء سلسلة غارات على قطاع غزة ردا على العملية الفدائية المزدوجة في مرفأ اشدود الاحد التي اوقعت عشرة قتلى.
واستشهد في الغارات الاسرائيلية ستة فلسطينيين وجرح العشرات، فيما يتخوف سكان القطاع من اجتياح اسرائيلي في ضوء الحشود العسكرية الاسرائيلية الكبيرة حوله وداخله.
لكن ياسين قال في حديث ادلى به الى موقع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على الانترنت ان "اسرائيل اعجز من ان تفعل هذا لانها تعرف حجم المقاومة التي ستواجهها وكم ستدفع خسائر وهي تهرب من المقاومة. فهل من المنطق ان تأتي اليها بارجلها؟".
واضاف ان "اسرائيل حاولت القضاء اكثر من مرة على قوة حماس وكل مرة تخرج الحركة اقوى مما سبق".
الأمم المتحدة تؤيد وجوداً دولياً في غزة
الى ذلك، اعلن منسق الامم المتحدة الخاص للشرق الاوسط تيري رود لارسن الاربعاء تأييده لوجود دولي في قطاع غزة للحيلولة دون انتشار "الفوضى والبلبلة" بعد انسحاب اسرائيلي.
وقال رود لارسن متحدثا في القاهرة بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لبحث خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لفك الارتباط مع الفلسطينيين والانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة "اعتقد ان علينا ان نبذل كل ما في وسعنا لمنع حدوث فوضى وبلبلة في غزة بعد الانسحاب". وتابع ان "الوضع قد يستلزم وجودا دوليا وآمل (..) ان نتمكن من تحديد مثل هذا الوجود بشكل يرضي جميع الاطراف المعنية".
الباز يحذر من انتكاسة جهود السلام
وفي غضون ذلك، اعرب اسامة الباز مستشار الرئيس المصري للشئون السياسية اليوم الاربعاء اثر لقائه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن قلقه حيال تطور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.
وقال الباز في ختام لقائه الذي استمر اكثر من ساعتين مع عرفات "نشعر بالقلق البالغ تجاه تطور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والانتكاسة التي يمكن ان تصاب بها عملية السلام في هذا الوقت الحرج".
واضاف الباز "في هذا الوقت ليس العرب فقط وانما العالم ككل يحاول ان يخرج عملية السلام من النفق المظلم الى مرحلة العمل حتى يقي الشعبين من التكلفة الباهظة من استمرار التوتر الزائد".
وقال الباز "سمعنا من الرئيس ما يجعلنا نطمئن الى تصميم القيادة والشعب الفلسطيني على انتهاج طريق السلام".
واوضح "وننظر ببارقة امل الى المستقبل القريب والبعيد على السواء ونامل ان تتوفر الظروف الموضوعية من كافة الاطراف لمساعدة الشعبين الفلسطيني الاسرائيلي على تحديد خطاهما نحو السلام وابعاد شبح عودة الفوضى العارمة التي تخرج الاوضاع عن السيطرة".
وقال عرفات للصحافيين من امام مقره المحاصر في مدينة رام الله "كان هناك حديث مفصل لكل الاوضاع وخاصة ما يجري على الارض ودور اخوتنا في مصر لدفعه الى الامام وبهذا نستطيع سويا ومعا ان ننفذ خارطة الطريق واقامة الدولة الفلسطينية".
واعتبر الرئيس الفلسطيني ان "التصعيد الاسرائيلي المتنقل ما بين رفح ونابلس وبيت حانون لن يركع الشعب الفلسطيني".—(البوابة)—(مصادر متعددة)