حزب الله يشيع بدر الدين ويعلن تفاصيل اغتياله "خلال ساعات"

تاريخ النشر: 13 أيّار / مايو 2016 - 03:17
اسرائيل ترفض التعقيب على اتهامها باغتيال مصطفى بدر الدين
اسرائيل ترفض التعقيب على اتهامها باغتيال مصطفى بدر الدين

أعلن حزب الله اللبناني يوم الجمعة مقتل مصطفى بدر الدين أحد قادته البارزين في هجوم بسوريا في أكبر ضربة للجماعة الشيعية المدعومة من إيران منذ مقتل قائدها العسكري في 2008.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن عملية القتل وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال مراسم تشييع جثمان بدر الدين في الضاحية الجنوبية لبيروت إن حزب الله سيعلن خلال ساعات نتائج التحقيقات في الانفجار.

وأضاف للمشيعين "أطمئنكم خلال ساعات من الآن أقصاها صبيحة غد سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة وسنبني على الأمر مقتضاه وقد تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة في المئة وإن شاء الله سنعلن هذا الأمر على الملأ."

وسار آلاف من انصار حزب الله في جنازة عسكرية انطلقت من مسجد في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله ملوحين بأعلام حزب الله ومرددين شعارات دينية شيعية وعبارات "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل".

وتعهد حزب الله بالسير على "النهج الذي اختاره بدر الدين" أبرز قائد عسكري في حزب الله يُقتل منذ عام 2008.

وألقى مسؤول واحد على الأقل في الحزب باللائمة على إسرائيل الخصم القديم التي ضربت أهدافا للحزب في سوريا عدة مرات منذ اندلاع الحرب في عام 2011. ورفضت اسرائيل التعليق ولكن مسؤولا اسرائيليا سابقا قال إن الحكومة ستكون سعيدة بموت بدر الدين.

ولدى حزب الله ايضا العديد من الخصوم في سوريا حيث يقاتل لدعم حكومة الرئيس بشار الاسد ضد عدد من الجماعات السنية بما في ذلك تنظيم الدولة الاسلامية.

وذكر تقييم للحكومة الأمريكية أن القيادي مصطفى بدر الدين (55 عاما) هو أحد كبار المسؤولين في حزب الله وكان مسؤولا عن العمليات العسكرية للحزب في سوريا. وبدر الدين هو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري الذي خدم مدة طويلة في صفوف حزب الله وقتل في انفجار قنبلة زرعت في سيارته في دمشق عام 2008 وحمل حزب الله اسرائيل مسؤولية اغتياله.

ويمثل مقتل بدر الدين أكبر خسارة تلحق بالجماعة وإيران في سوريا رغم التدخل العسكري الروسي دعما للأسد وحلفائه في الحرب الاهلية المستمرة منذ خمس سنوات.

وفقد حزب الله أربعة من الشخصيات البارزة فيه منذ يناير كانون الثاني 2015 كما قتل عدد من العسكريين الإيرانيين البارزين على يد مقاتلي المعارضة السورية أو في هجمات إسرائيلية.

وقال حزب الله في بيان إن بدر الدين قتل في هجوم استهدف أحد قواعده قرب مطار دمشق.

وأضاف الحزب في بيان أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي مما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح."

ووصف البيان بدر الدين بأنه "القائد الجهادي الكبير" لكنه لم يذكر متى قُتل وقال إنه "عاد شهيدا ملتحفا راية النصر الذي أسس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا."

وقال نائب حزب الله في البرلمان نوار الساحلي إن إسرائيل هي المسؤولة عن مقتل مصطفى بدر الدين مؤكدا لقناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله "هذه حرب مفتوحة. لا ينبغي أن نستبق التحقيق والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب."

ولم يصدر رد فوري من إسرائيل التي ضربت أهدافا لحزب الله داخل سوريا عدة مرات أثناء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات.

وردا على سؤال لراديو إسرائيل بشأن ضلوع إسرائيل المحتمل أحجم زئيف إلكين وهو مسؤول بالحكومة الإسرائيلية ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التعليق.

وحزب الله هو حركة سياسية وعسكرية وأقوى الجماعات في لبنان بعد ان ازدادت قوة منذ إجبار اسرائيل على إنهاء احتلالها لجنوب لبنان الذي استمر 22 عاما في عام 2000. وخاض الجانبان حربا استمرت 34 يوما عام 2006 وكان هذا اخر صراع كبير بين الطرفين.

وتعتبر اسرائيل حزب الله عدوها الاقوى وتخشى من أن يرسخ وجوده على الجبهة السورية ويحصل على المزيد من الاسلحة الاكثر تقدما.

وقال يعقوب عميدرور مستشار الامن القومي السابق لنتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي "لا نعرف ما اذا كانت اسرائيل مسؤولة عن هذا" وأضاف "تذكروا أن أولئك الذين يعملون في سوريا اليوم لديهم الكثير من الاعداء غير إسرائيل"

ومضى يقول "لكن من وجهة نظر اسرائيل .. كلما اختفى مزيد من الناس من ذوي الخبرة مثل بدر الدين من قائمة المطلوبين يكون أفضل".

وفي العام الماضي خلص بيان لوزارة الخزانة الأمريكية يتضمن تفاصيل عقوبات على بدر الدين إلى أنه مسؤول عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ 2011 وأنه رافق حسن نصر الله زعيم حزب الله أثناء اجتماعات للتنسيق الاستراتيجي مع الأسد في دمشق.

وكان بدر الدين مختفيا عن الانظار ونشر تلفزيون المنار مجموعة صور له قبل مقتله وهو يبتسم ويرتدي القبعة.

وأثار مقتل بدر الدين ادانة واسعة من حلفاء حزب الله السياسيين في لبنان حيث قال وزير المال علي حسن خليل لتلفزيون المنار "ان القائد بدر الدين سقط حيث كان يريد وحقق ما تمنى خلال مسيرته واستشهاده خسارة للبنانيين في معركتهم بوجه الاحتلال والتكفير ويؤكد ان المعركة واحدة مع العدو الصهيوني والارهاب."

ووجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة إلى بدر الدين تهمة الضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005.

وكان صدر عليه حكم بالإعدام في الكويت عن دوره في هجمات بالقنابل هناك في 1983. وهرب من السجن بعد أن غزا العراق تحت قيادة صدام حسين الكويت في 1990.

وعلى مدى أربع سنوات كان بدر الدين العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج وتمكن من تفادي الوقوع في أيدي حكومات عربية وغربية بالعمل في الخفاء.

وقال بيان الخزانة الأمريكية أيضا إنه قاد الهجمات البرية لحزب الله في بلدة القصير السورية في فبراير شباط 2013 والتي كانت معركة حاسمة في الحرب عندما هزم مقاتلو الحزب مسلحي المعارضة في منطقة قرب الحدود السورية-اللبنانية.

وتشير تقديرات إلى أن حوالي 1200 من مقاتلي حزب الله قتلوا في الحرب في سوريا ومن بينهم سمير القنطار وجهاد مغنية ابن عماد مغنية.

مواضيع ممكن أن تعجبك