ابلغت سوريا الوسيط الدولي كوفي عنان بانها بدأت سحب قواتها من درعا وادلب والزبداني، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين هذه القوات والجيش الحر في عدة مناطق بينها بلدة قرب دمشق، وفر اكثر من الف سوري الى تركيا خلال الساعات الماضية.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان ان السلطات السورية أبلغت عنان بأنها بدأت في سحب قوات من ثلاث مناطق هي درعا وادلب والزبداني.
وقال فوزي أيضا انه هناك طلبات في الوقت الحالي من دول أعضاء بالامم المتحدة بأن تشارك بقوات في مهمة مراقبة وقف اطلاق النار المقرر أن تبدأ في سوريا بعد العاشر من أبريل نيسان.
ومن المنتظر أن يصل فريق طليعي أوفده عنان الى دمشق يوم الخميس لبحث نشر أفراد مهمة المراقبة والذي يتطلب قرارا من مجلس الامن الدولي.
وقال فوزي في افادة صحفية في جنيف "نعم.. لقد أبلغونا بأنهم بدأوا سحب القوات من مناطق معينة... ذكروا ثلاث مدن هي درعا وادلب والزبداني."
الى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة الخميس بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في مناطق عدة من البلاد بينها بلدة قرب العاصمة دمشق.
وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق ان الانفجارات ونيران الاسلحة الالية الثقيلة هزت دوما على بعد 12 كيلومترا فقط من دمشق.
وذكر ان اعمدة الدخان تصاعدت من عدة مبان.
وجاء تجدد العنف قبل وصول فريق طليعي من المنظمة الدولية الى دمشق في مسعى للتوصل الى اتفاق يسمح بنشر مراقبين لخطة وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان الجيش السوري أرسل تعزيزات الى دوما مع تواصل القتال وسط أنباء غير مؤكدة عن وقوع خسائر في الارواح بين المدنيين.
وفي محافظة حلب الشمالية قرب الحدود التركية قال المرصد ان قوات الامن السورية تحاول مداهمة قريتين وانها تشتبك مع مقاتلي المعارضة منذ أكثر من ساعتين.
وقال المرصد "مكبرات الصوت في المساجد دعت أفراد الجيش النظامي الى الانشقاق."
وذكر ان أربعة جنود سوريين قتلوا كما وردت تقارير عن اصابة عدد من المدنيين.
وأضاف انه في محافظة ادلب القريبة قتل قناصة بالرصاص مقاتلا من المعارضة كما أصيب ثلاثة مدنيين من اطلاق النار العشوائي في بلدة خان شيخون.
وفي الاثناء، صرح مسؤول تركي يوم الخميس بأن ما بين 800 و900 سوري فروا الى تركيا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه "هناك زيادة في تدفق الاعداد عبر الريحانية وكان العدد بين 800 و900 أمس."
والريحانية بلدة حدودية في اقليم هاتاي بجنوب تركيا.
وهناك الان ما يقرب من 21 ألف لاجيء سوري يقيمون في عدد من المخيمات في هاتاي وفي اقليم غازي عنتاب التركي المجاور.
وتاتي هذه التطورات فيما يزيد مشروع بيان لمجلس الامن الدولي صاغته الولايات المتحدة ضغوط المجلس المؤلف من 15 دولة على سوريا من خلال مطالبتها بالامتثال لمهلة العاشر من أبريل نيسان لوقف القتال وسحب قواتها من المراكز السكانية.
وأبلغ كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا مجلس الامن يوم الاثنين بأن الحكومة السورية قبلت المهلة مضيفا أنه سيسعى من أجل انهاء العمليات العسكرية للمعارضة في غضون 48 ساعة بعد أن تتوقف القوات الحكومية عن القتال وتسحب قواتها. وحث عنان مجلس الامن على تأييد المهلة.
واستجابة لطلب عنان أعدت الولايات المتحدة مسودة لما يعرف "ببيان رئاسي" يؤيد الجدول الزمني الذي وضعه لانهاء الصراع في سوريا.
ويقول دبلوماسيون في الامم المتحدة ان مجلس الامن قد يوافق على مشروع البيان في وقت لاحق يوم الاربعاء أو يوم الخميس بافتراض أن القوى الغربية تتمتع بتأييد روسيا والصين.
وجاء في نص مشروع البيان الذي حصلت رويترز على نسخة منه "ان مجلس الامن الدولي يطالب الحكومة السورية بأن تنفذ على الفور وعلى نحو يمكن التحقق منه التزامها... بأن (أ) توقف على الفور تحركات القوات نحو التجمعات السكنية و/ب/ الكف عن أي استخدام للاسلحة الثقيلة في مثل هذه التجمعات و/ج/ بدء سحب التركزات العسكرية داخل التجمعات السكنية وحولها... بحلول العاشر من أبريل 2012."
ويضيف مشروع البيان أن المجلس "يدعو جميع الاطراف بما في ذلك المعارضة الى وقف العنف المسلح خلال 48 ساعة من التنفيذ الكامل لهذه الاجراءات من قبل الحكومة السورية."
وقال دبلوماسي في مجلس الامن لرويترز انهم ما زالوا يتفاوضون على صياغة البيان الذي أعدت مسودته الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ويقولون انه قد يعديل قبل أن يوافق عليه المجلس سميا.
ويطالب مشروع البيان عنان بالاستمرار في ابلاغ المجلس بالمستجدات فيما يتعلق بالتزام سوريا بالمهلة والتقدم في اتجاه تنفيذ خطته ذات النقاط الست لتحقيق السلام والتي تدعو الى انهاء العنف والحوار بين الحكومة والمعارضة على تحقيق "انتقال سياسي" في البلاد.
ويقول مشروع البيان "سينظر مجلس الامن في اتخاذ خطوات أخرى مناسبة في ضوء هذه التقارير" الواردة من عنان. ولا توجد تفاصيل بخصوص الخطوات التي قد تتخذ رغم أن روسيا والصين ترفضان الى الان اقتراحات غربية بعقوبات تفرضها الامم المتحدة على دمشق.
وينص المشروع أيضا على أن يدعو مجلس الامن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى أن يقدم أيضا مقترحات لتشكيل بعثة لمراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار في أي هدنة في المستقبل.
وفي اطار خطة السلام التي اقترحها عنان تخطط ادارة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لتشكيل بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار تضم ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلح. ويستلزم انشاء البعثة قرارا من مجلس الامن.
وتحتاج البيانات الصادرة عن مجلس الامن موافقة الاعضاء بالاجماع. ولم يتضح على الفور موقف روسيا من مشروع البيان رغم أن موسكو قالت بالفعل انها تؤيد مهلة العاشر من أبريل وحثت دمشق على أن تتخذ الخطوة الاولى نحو انهاء القتال بين الجيش والمعارضة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف من موسكو ان القوات السورية بدأت بالفعل الانسحاب من المدن والبلدات وفقا لخطة عنان. وأضاف أن روسيا تأمل أن تفي سوريا بمهلة العاشر من أبريل لكنه اوضح انها ستكون حذرة من أي تحرك رسمي جديد من جانب مجلس الامن.
وقال ان روسيا ستكون مستعدة لدراسة "وسائل مساعدة اضافية من مجلس الامن"اذا اعتقد بعض الاعضاء أنها ضرورية لكنه أضاف أن "أي رد فعل من مجلس الامن يجب ان يكون متوازنا ويحتوي على مناشدة للجانبين - الحكومة والمعارضة."
ونقلت وكالة انترفاكس قوله "نأمل أن تلتزم السلطات السورية بمهلة العاشر من أبريل."
وأعلنت سوريا قبولها المهلة ولكن دبلوماسيين غربيين أبدوا شكوكا في نوايا الرئيس السوري بشار الاسد. وقالوا ان هناك شكوكا في أن يلتزم بالمهلة بشكل كامل لانه نكث بجميع الوعود السابقة بوقف التحرك العسكري ضد المحتجين المدنيين.
ولكن مبعوثين في الامم المتحدة يقولون ان روسيا وهي حليف وفي لدمشق ومفتاح نجاح خطة عنان أو فشلها أصبحت محبطة على نحو متزايد من الاسد وتضغط عليه لانهاء القتال.
وقالت متحدثة باسم الجمعية العامة للامم المتحدة ان عنان سيطلع أعضاء الجمعية المؤلفة من 193 دولة على الوضع في سوريا في العاشرة صباح الخميس ( 1400 بتوقيت جرينتش) من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.