الأسد يخاطب شعبه: مقتل 90 سوريا في يومين

تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2011 - 12:37 GMT
المشفى الوطني في محافظة حمص استقبل الثلاثاء 19 جثة مجهولة الهوية
المشفى الوطني في محافظة حمص استقبل الثلاثاء 19 جثة مجهولة الهوية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المشفى الوطني في محافظة حمص استقبل اليوم الثلاثاء 19 جثة مجهولة الهوية.

وأعرب المرصد في بيان له تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه عن تخوفه أن تكون هذه الجثث لمواطنين اختطفتهم مجموعة من الشبيحة خلال اليومين الماضيين.

وفي حمص أيضا قتل شخصان وجرح نحو 30 آخرون جراء قيام قوات الأمن السورية بقصف حي بابا عمرو بالمحافظة بنحو 50 قذيفة على الأقل.

وقال الناشط المقيم في لبنان عمر إدلبي إن أعمدة الدخان تصاعدت في الهواء واشتعلت النيران في عدد من الشقق جراء القصف العنيف.

وأوضح المرصد السوري إن ثلاثة انفجارات هزت بلدة كفرومة بمحافظة إدلب استهدفت آليات عسكرية للجيش النظامي السوري، مضيفة أن اشتباكات تدور بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون وسط أنباء عن سقوط ما لا يقل عن 14 عنصرا من الجيش النظامي بين قتيل وجريح.

وفي محافظة ريف دمشق، قتل شخص كانت الأجهزة  الأمنية قد اعتقلته فجر الأحد من مزرعته بمدينة داريا خلال حملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية وأصيب بالرصاص عندما حاول الفرار منها.

وكان ناشطون سوريون قد أعلنوا أن حصيلة قتلى يوم أمس الاثنين ارتفعت إلى أكثر من 70 عسكريا ومدنيا بعد معارك عنيفة شهدتها محافظة درعا جنوب البلاد بين الجيش السوري ومنشقين عنه.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد أمس بمقتل 27 مدنياً على الأقل في شمال وجنوب سوريا.

وقال المرصد في بيان له إن 34 عنصراً من الأمن والجيش قتلوا في اشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم من المنشقين الذين قتل منهم نحو 12 مهاجما.

وأشار المرصد إلى أن العدد مرشح للارتفاع في ظل وجود أكثر من 60 جريحا.

خطاب للأسد

من ناحية أخرى، أفاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الرئيس السوري بشار الأسد يعتزم قريبا توجيه خطاب يتحدث فيه عن آخر تطورات الأزمة السورية، وذلك وفق ما نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

كما أشار المعلم إلى عدم مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد غدا في المغرب على هامش مؤتمر عربي تركي ترعاه الجامعة العربية دون أن يقدم أسبابا لذلك الغياب.

وجدد المعلم اعتذار بلاده عن التجاوزات التي حصلت على البعثات الدبلوماسية لدى سوريا، مؤكدا مسؤولية دمشق عن حماية هذه البعثات.

لكنه قال إنه لا يملك أن يمنع تماما ردة فعل المواطن السوري عن المؤامرة.

عقوبات أوروبية

هذا وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على عدد من الشخصيات السورية بعد اجتماع عقده أمس الاثنين وزراء خارجية الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وتضمنت قائمة العقوبات نزار الأسد ابن عم الرئيس السوري لدوره في تمويل عناصر القوات الشعبية المعروفة بالشبيحة في محافظة اللاذقية.

كما تم فرض عقوبات على اللواء جمعة الأحمد قائد القوات الخاصة السورية والعماد فهد جاسم الفريج رئيس هيئة الأركان واللواء غسان بلال القائد العام للفرقة الرابعة ومستشار ماهر الأسد قائد الفرقة ومنسق العمليات الأمنية فيها، والجنرال أوس أصلان احد قادة الفرق في الحرس الجمهوري واللواء زهير حمد نائب دائرة المخابرات العامة لدورهم في استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين في عموم أنحاء سوريا.

وشملت العقوبات أيضا اللواء طلال مصطفى طلاس نائب رئيس هيئة الأركان للدعم والتموين، واللواء فؤاد الطويل نائب رئيس المخابرات الجوية.

كما شملت العقوبات أيضا، عبد الله بري لدوره في دعم الشبيحة في حلب، وجورج شاوي ومجاهد إسماعيل من الجيش الالكتروني وعمار إسماعيل مدير الجيش الالكتروني بالإضافة إلى أسماء أخرى.

مشاورات في الأمم المتحدة

وفي سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية أن بريطانيا وفرنسا بدأتا مشاورات مع دول غربية أخرى بشأن إعادة إحياء مشروع قرار طرح على مجلس الأمن حول سوريا رفض من قبل الصين وروسيا.

وأشار دبلوماسيون إلى أنه سيتم إشراك كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن في مشاورات ستجرى حول مشروع القرار عقب اجتماع الجامعة العربية يوم غد في المغرب.

وكان مشروع القرار الذي استخدمت بكين وموسكو حق الفيتو لإيقافه يدعو إلى وقف فوري لكافة أشكال العنف في سوريا فضلا عن إدانة السلطات القمع الدموي للمحتجين السلميين.

مباحثات أردنية بلندن

هذا وستتصدر التطورات في سوريا أجندة مباحثات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون التي تعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن.

وكان العاهل الأردنين قد دعا في مقابلة بثت على شبكة بي بي سي الإخبارية البريطانية الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي.

فقد قال "أعتقد أنني لو كنت مكانه لتنحيت. كنت سأتنحى وأعمل على ضمان أن تكون لدى أي شخص يأتي من بعدي القدرة على تغيير الوضع الراهن الذي نراه".

وفي أعقاب هذه التصريحات شهدت السفارة الأردنية في العاصمة دمشق تظاهرات منددة بتصريحات الملك عبد الله الثاني.

واشنطن ترحب بقرار الجامعة

في غضون ذلك، رحبت الخارجية الأميركية أمس الاثنين من جديد بالبيان الصادر عن جامعة الدول العربية بشأن تعليق عضوية سوريا بها، مشيرة إلى أن الجامعة العربية وقفت بهذا القرار في الجانب الصحيح من التاريخ.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في تصريحات للصحافيين "إنه تطور مهم، وسنواصل التشاور ليس فقط مع الجامعة العربية وإنما أيضا مع الاتحاد الأوروبي وشركائنا الآخرين من اجل الوصول إلى طرق كفيلة بزيادة الضغوط على الأسد".

وبشأن الخيار العسكري، قال تونر إن الجهد الأميركي ينصب على تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية.