روت طالبات في جامعة أردنية عبر برنامج تلفزيوني جرى بثه على الهواء الاحد، وقائع "تحرش" أحد الاساتذة بهن وبعدد آخر من زميلاتهن، وهو ما نفاه الأخير خلال نفس البرنامج، مؤكدا انه ضحية حملة "مشبوهة وشرسة" لاغتيال الشخصية.
وانشغل الاردنيون على مدى الايام الماضية بقضية ما بات يعرف ب"متحرش التكنو"، اشارة الى جامعة العلوم والتكنولوجيا، والتي تفجرت عقب نشر طالبات عبر وسائل التواصل قصصا عن حوادث تحرش قلن انهن تعرضن لها على يد استاذ مادة الفيزياء في الجامعة أحمد السعد.
ودفعت حساسية القضية رئاسة الجامعة الى الاعلان عن توجهها الى فتح تحقيق في القضية، داعية الطالبات اللواتي اتهمن السعد عبر وسائل التواصل بالتحرش بهن، الى التقدم بشكاوى رسمية حتى يتسنى لها السير في اجراءت هذا التحقيق.
ومساء الاحد، أكد رئيس الجامعة خالد السالم عبر مداخلة هاتفية مع قناة "المملكة"، تلقي الجامعة ثلاث شكاوى رسمية من طالبات يتهمن فيها الاستاذ السعد بانه تحرش بهن مستغلا موقعه الاكاديمي.
وخلال مقابلة مع برنامج "نبض البلد" على قناة "رؤيا"، قال السعد إنه يتعرض لحملة شرسة وممنهجة من طلبة الجامعة هدفها اغتيال الشخصية.
وأضاف إن الفيديوهات التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفبركة وتحمل مغالطات، مبيننا انه تقدم للجرائم الالكترونية ولمحكمة لواء بني عبيد في محافظة اربد بلائحة ادعاء بالحق الشخصي والاعتباري.
وتضمنت والمنشورات حديثا عن ان السعد كان يبادر الطالبة التي يستدرجها الى مكتبه بطلبه منها ان تقوم بإنزال البنطال، واذا ما رفضت واحتجت، فانه يخبرها انها أساءت فهمه، وانه إنما يقصد بنطالا كان يعلقه بالفعل على باب المكتب من الداخل..
وفي حديثه لقناة "رؤيا" اعتبر السعد ان الادعاء بوجود "بنطلون معلق" في مكتبه مخجل ومضحك، مؤكدا ان هناك أيادٍ خفية وراء الحملة الشرسة التي يتعرض لها وفق قوله.
وحول ادعاء احدى الطالبات عبر البرنامج رد السعد: "وضع يدي على مناطق حساسة في أجساد الطالبات غير صحيح وهذه ادعاءات باطلة".
وفي ذات القضية قالت طالبة للبرنامج ان "الدكتور أصر على حضوري إلى مكتبه لمعرفة علامتي.. وتعرضت لتحرش لفظي ولدي رسائل".
وأضافت طالبة اخرى في الجامعة: "تقدمت بشكوى للجامعة ولكن تم رفضها بحجة وجود شكاوى كثيرة بحق الدكتور".
شكاوى رسمية
وفي سياق متصل، قال رئيس الجامعة خالد السالم لبرنامج "صوت المملكة" إن الجامعة علمت بهذه القضية من مواقع التواصل الاجتماعي، و"نظرا لحساسية الموضوع قررت الجامعة التعامل بواقعية وجدية مع الحادثة".
واضاف ان الجامعة شكلت لجنة "لكل متضرر لديه شكوى أو أدلة، وتقدم مجموعة طلاب وطالبات" بحسب مشرا إلى أن "3 طالبات تقدمن بشكاوى بحق أستاذ واحد بعينه تتعلق بهن شخصيا ...".
وأوضح السالم أن "اللجنة وجهة لمن ترغب، أو يرغب من بناتنا أو أبنائنا الطلبة المتضررين بتقديم أي شكوى، أو أي أدلة بهذا الخصوص".
وفي وقت سابق الأحد، أكّدت نائبة رئيس الجامعة سهاد الجندي لقناة "المملكة"أن الجامعة "مستمرة بتلقي شكاوى من الطلبة بقضية تحرش، وحتى الآن تلقينا 6 على الأقل".
وكانت الجامعة أصدرت بيانا لدى تفجر القضية قالت فيه، إنه تم تشكيل لجنة للتحقيق والتأكد من حيثيات الموضوع برئاسة أحد نواب رئيس الجامعة ودعت أي شخص متضرر الى تقديم شكواه، أو ما لديه من بيانات، مؤكدة انه سيتم التعامل معها بمنتهى السرية والكتمان.
وقال السالم أن اللجنة "بدأت مساء اليوم (الأحد) بمقابلة المعنيين، والاطلاع عما لديهم من بيانات وبينات وأدلة متعلقة بالقضية، وسيتم الاستماع لجميع الأطراف".
ومن جانبه، قال منسق الحملة الوطنية لحقوق الطلبة (ذبحتونا)، فاخر دعاس، أن حالات التحرش في الجامعات "فردية" لكنها "قابلة لأن تتحول إلى ظاهرة إذا لم تتم معالجتها".
واكد دعاس انه "ليس من السهل إثبات الإدانة على المتحرش، ونحن نتحدث بشكل عام، وليس بقضية معينة، وفي الجامعات بحاجة إلى أدلة دامغة وقوية حتى تستطيع أن تحاسب، وغالبا لا تكون موجودة؛ بسبب طبيعة المكان والآلية والصلاحية".