الانتخابات الايرانية: الاصلاحيون يقرون بالهزيمة مع اظهار النتائج الاولية تقدما كاسحا للمحافظين

تاريخ النشر: 21 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اقر ابرز حزب اصلاحي في ايران بهزيمة الاصلاحيين في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة، واظهرت نتائجها الاولية تقدما كاسحا للمحافظين. وينتظر الاعلان غدا الاحد عن النتائج النهائية لعمليات فرز الاصوات التي ما تزال متواصلة.  

وقال مصطفى تاج زاده، المسؤول في جبهة المشاركة، ابرز حزب اصلاحي في ايران، ان المحافظين سيحصلون على الاكثرية في البرلمان، مشيرا الى ان الاصلاحيين سيشكلون اقلية يتراوح عدد افرادها بين 60 الى 100 عضو من اصل 290 في مجلس الشورى.  

واضاف "بحسب تقديراتنا، ان نسبة المشاركة في الانتخابات كانت ادنى من 30% في طهران، وادنى من 50% في كل انحاء البلاد".  

ورأى ان الانتخابات "لم تكن عادلة"، وقال "لو تم تنظيم انتخابات حرة، لحصل الاصلاحيون على غالبية من 200 مقعد".  

ورفض مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون ترشيحات عدد ضخم من الاصلاحيين بينهم ترشيح رئيس جبهة المشاركة رضا خاتمي. وقررت الجبهة مقاطعة الانتخابات نتيجة ذلك. 

وتابع عضو اللجنة المركزية في الجبهة تاج زاده "يمكنني ان اقول بثقة ان المحافظين يحظون بدعم 15% فقط من المجتمع|.  

ودلت النتائج الاولية للانتخابات في عدد من الدوائر الانتخابية على تقدم واضح للمحافظين. 

وقالت مصادر رسمية اليوم السبت ان المحافظين تقدموا على الاصلاحيين في حوالى خمسين دائرة انتخابية انتهى فرز الاصوات فيها.  

واوضحت المصادر ان الدوائر الخمسين هي دوائر صغيرة في الارياف، مشيرة الى ان النتائج الاولية في دوائر اخرى لم ينته فرز الاصوات فيها بعد تدل على تقدم مماثل للمحافظين. 

ومن المتوقع ان يتم الاعلان رسميا عن النتائج النهائية للانتخابات غدا الاحد. 

وقد بدت الصحف الايرانية المحافظة الصادرة اليوم السبت وكانها تحتفل بفوز المحافظين حتى قبل الاعلان عن النتائج، وركزت في الوقت نفسه على كثافة المشاركة في الانتخابات، خاصة بعدما تجاهل الايرانيون الى حد دعوات الاصلاحيين الى مقاطعتها اثر منع مجلس صيانة الدستور غالبية مرشحيهم من خوضها. 

وكان موعد اغلاق مراكز الاقتراع قد ارجئ أربع ساعات امس للسماح للناخبين المتأخرين بالادلاء بأصواتهم. 

وقال مصدر في وزارة الداخلية ان التقديرات الاولية تفيد ان نسبة الاقبال على التصويت تتراوح بين 47 و52 في المئة. 

وكانت نسبة الاقبال بلغت 67 في المئة في انتخابات عام 2000 عندما انتزع الاصلاحيون أنصار خاتمي ثلثي مقاعد البرلمان.  

ودعا زعماء ايران ووسائل الاعلام الرسمية الناخبين "لتوجيه صفعة لاميركا" بالمشاركة القوية في التصويت. 

وقاطع حزب الاصلاحيين الرئيسي بقيادة محمد رضا شقيق خاتمي وحركة الطلاب الرئيسية المؤيدة للاصلاح الانتخابات.  

وفي طهران حيث يحظون باقوى تأييد قال مصدر بوزارة الداخلية ان نسبة الاقبال انخفضت الى ما بين 20 و25 في المئة. 

لكن توقعات الاصلاحيين بان تكون نسبة الاقبال على التصويت على مستوى البلاد أقل من 40 في المئة تبددت.  

وتوقع المحافظون اقبالا بنسبة تصل الى 60 في المئة لكنهم سارعوا بالاشارة الى انه حتى لو كانت النسبة 50 في المئة فانها ستقترب من نسبة لاقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة الاميركية. 

وقال مراسلون صحافيون في طهران ان كثيرا من الناخبين صوتوا لصالح "التحالف من أجل تقدم ايران الاسلامية" المحافظ الرئيسي الذي يعارض سياسة خاتمي التي تدعو لحرية سياسية واعلامية وثقافية أكبر. 

وكان الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي من أول من أدلوا بأصواتهم وقال ان أعداء الجمهورية الاسلامية يحاولون منع الشبان من الانتخاب في اشارة الى المقاطعة التي ينظمها نواب اصلاحيون منعوا من الترشيح لاعادة انتخابهم ومنظمات طلابية قالت ان الانتخابات مزورة. 

وقال خامنئي للتلفزيون الايراني "ترون كيف يحاول من هم ضد الامة الايرانية والثورة الاسلامية بكل جهدهم منع الناس من التوجه الى مراكز الاقتراع."ولا أعتقد ان الشبان المتحمسين سيمنعون عن أداء واجبهم." 

وكان مجلس صيانة الدستور الذي يضم 12 عضوا وهو هيئة رقابية غير منتخبة استبعد 2500 مرشح أغلبهم من الاصلاحيين بالاضافة الى انسحاب 1179 مرشحا اخرين. 

وأدلى خاتمي الذي بدا عابسا بصوته في مقر وزارة الداخلية.  

وقال في انتقاد غير مباشر للانتخابات التي وصفها بانها غير عادلة "هذه الامة هزمت مرات عدة لكنها واصلت طريقها وأحدثت معجزات." 

وكان الرئيس الايراني حذر من مخاطر الحكم المطلق عشية الانتخابات البرلمانية التي وصفها بانها غير عادلة بسبب استبعاد المرشحين الاصلاحيين. 

وبذلت أجهزة الاعلام الرسمية التي يهيمن عليها المحافظون قصارى جهدها لدفع الناخبين الى مراكز الاقتراع وأذاعت أناشيد وطنية وصورا أرشيفية لمسيرات ثورية وجماهير غفيرة وهي تدلي بأصواتها في انتخابات سابقة. 

واستغل اية الله احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور خطبة الجمعة في طهران ليهاجم الاحزاب الاصلاحية والمنظمات الطلابية التي تقاطع الانتخابات قائلا ان قرار المقاطعة "جذوره في القصور الاميركية." 

وأضاف جنتي "من يهمس قائلا (لا تصوت) هو خائن لبلاده وللاسلام." وأعرب بعض الاصلاحيين عن خشيتهم من بدء حملة اعتقالات بعد الانتخابات. 

وقال أحمد أمجدي (42 عاما) وهو موظف حكومي في مدينة قم المقدسة جنوبي طهران "واجبنا الديني ان نصوت. الايرانيون متحدون ضد الاعداء. سنصوت لنوجه صفعة الى الامريكيين" مكررا عبارات خامنئي نفسها. 

وأثار منع المرشحين الاصلاحيين من خوض الانتخابات قلقا دوليا بشأن أوضاع الديمقراطية الايرانية ودفع الطلاب وبعض الاحزاب الاصلاحية للدعوة لمقاطعة الانتخابات. 

ويمكن للانتخابات الجديدة ان تضع نهاية لجهود خاتمي الاصلاحية التي عطلها مرارا متشددون غير منتخبين.  

ويلقي العديد من الايرانيين باللوم على خاتمي لاخفاقه في الوقوف في مواجهة المتشددين الذين استخدموا سيطرتهم على مجلس صيانة الدستور والقضاء لوقف اصلاحاته وسجن النشطاء الاصلاحيين. 

وقالت شيرين عبادي المحامية الايرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام هذا الاسبوع تأييدها لمقاطعة الانتخابات وقالت انها لن تدلي بصوتها.—(البوابة)—(مصادر متعددة)