التدخل الأميركي في ليبيا لن ياخذ نفس الشكل في سوريا

تاريخ النشر: 29 أغسطس 2011 - 12:57 GMT
طائرة الشبح الأميركية ومشاركتها بمهمات قتالية في الشرق الأوسط
طائرة الشبح الأميركية ومشاركتها بمهمات قتالية في الشرق الأوسط

أعطى وصول الثوار الليبيين لطرابلس مؤخراً مستشاري الرئيس الأميركي باراك اوباما فرصة القول إن انتصاراً هاماً تحقق لعقيدته في الشرق الأوسط بعد أن كانت تعرضت لانتقادات شديدة خلال الأشهر الأخيرة في ما يخص مسألة القيادة من الخلف، وقال مسؤولون أمريكيون إن التدخل في ليبيا لا يمكن أن يأخذ الشكل نفسه في سوريا.

ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن تدخل حلف الأطلسي (الناتو) في ليبيا عبر تنفيذ الهجمات الجوية لحماية المدنيين، لا يمكن تطبيقه بشكل موحّد في نقاط ساخنة مثل سوريا، إلا ان النزاع الليبي بات في بعض النواحي الهامة، نموذجاً لكيفية ممارسة الولايات المتحدة لقوتها في الدول الأخرى حيث يجري تهديد مصالحها.

وقال مدير الإتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن الوطني، بن رودس "قاومنا مفهوم العقيدة (عقيدة اوباما في الشرق الأوسط)، لأننا لا نظن أنه بالإمكان تطبيق نموذج واحد في بلدان مختلفة، هذا يعرضنا لمشكلة وقد يؤدي إلى تدخل بأماكن لا ينبغي التدخل فيها".

وأضاف إنه بالرغم من ذلك فإن التحرك في ليبيا ساعد في خلق مبدأين حول الوضع الذي يمكن للولايات المتحدة أن تمارس فيه قوتها العسكرية للتقدم بمصالحها الدبلوماسية حتى وإن كان أمنها الوطني غير مهدد بشكل مباشر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن الإستراتيجية في ليبيا نفعت بشكل كبير، لأنها اعتبرت جهداً دولياً ضد ديكتاتور وحشي وليس كنهج أمريكي بحت، فمفهوم "صنع في أمريكا" كان سيجعل الأمر وكأنه بين الزعيم الليبي معمر القذافي وواشنطن فقط.

وأضاف المسؤول إن أي اعتقاد أن نموذج ليبيا يمكن نقله إلى مكان آخر مثل سوريا حيث الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون دعوا الرئيس بشار الأسد للتنحي، قد يكون متهوراً.

وقال إن "مدى ترجمة الأمر في سوريا ما زال ينظر فيه"، لافتاً إلى وجود اختلافات بين الدول العربية التي تشهد ثورات.

وأضاف إن "المعارضة السورية لا تريد تدخلاً عسكرياً خارجياً لكنها تريد أن تقطع مزيداً من الدول تجارتها مع النظام وعلاقاتها السياسية معه".

وقال روبري مالي، كبير المحللين بشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن التدخل العسكري في سوريا قد يعرّض الولايات المتحدة وحلفاءها لتحديات لم يواجهوها في ليبيا.

وأضاف أن "ما يميز سوريا عن ليبيا انه لا وجود لإجماع إقليمي او دولي حولها"، وقال إن "المعارضة السورية لا تسيطر على أي منطقة.. ولدى سوريا الكثير من الأساليب التي يمكن ان ترد فيها لجعل الحياة صعبة".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى انه برغم الإستبعاد الكبير للتدخل العسكري في سوريا، فإن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن نهج التعاون بدعوة الأسد للتنحي، وفرض عقوبات مالية على الحكومة السورية، يظهر انهم يطبقون عقيدة أوباما في الشرق الأوسط.