نأت الحكومة السودانية بنفسها عن اللقاء الذي جمع البرهان ونتانياهو في اوغندا الاثنين، مؤكدة انها علمت به من وسائل الاعلام وتتنظر توضيحات حوله من المسؤول العسكري الاعلى حين عودته الى البلاد، فيما اعتبر الفلسطينيون اللقاء "طعنة في الظهر".
أعلنت الحكومة السودانية أنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها بشأن اللقاء بين كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في أوغندا، اليوم الإثنين.
وقال فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة، في بيان، “تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي، البرهان، بنتنياهو، في عنتبي بأوغندا”.
وأضاف “لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء”، و”سننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة”.
وفي وقت سابق من الإثنين، قال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في مدينة عنتيبي بوسط أوغندا.
وجاء في بيان إسرائيلي بعد اجتماع استمر ساعتين “تم الاتفاق على بدء التعاون بما يؤدي إلى تطبيع العلاقة بين البلدين”.
وسيساعد تطبيع العلاقات مع السودان في إبراز المؤهلات الدبلوماسية لنتنياهو قبل شهر من الانتخابات التي ستجرى في إسرائيل في الثاني من مارس/ آذار.
وندد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية باللقاء بين نتنياهو والبرهان ووصفه بأنه “طعنة في الظهر”.
وقال عريقات “هذا اللقاء طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي تصفية القضية الفلسطينية”، حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وكان القادة العرب قد اجتمعوا في العاصمة السودانية الخرطوم في عام 1967 واتفقوا على ثلاث لاءات هي لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للسلام مع إسرائيل، ولا للتفاوض مع إسرائيل.
نتانياهو يلتقي رئيس المجلس السيادي السوداني في اوغندا ويتفقان على تطبيع العلاقات
ويمكن أن يمهد تطبيع العلاقات الطريق أمام تعهد يعلنه الزعيم اليميني الإسرائيلي بترحيل السودانيين الذين يمثلون نحو 20 في المئة من العمال غير الشرعيين في إسرائيل، وهي خطوة يدعمها كثير من مؤيديه.
وكان هؤلاء المهاجرون قد قالوا في السابق إن من غير الممكن تسليمهم لأنهم يواجهون عقابا لسفرهم إلى دولة عدو لبلادهم.
وأضاف البيان الإسرائيلي “يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي”. وتابع أن الزعيم السوداني “يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم”.
واعتبرت إسرائيل السودان فيما سبق تهديدا أمنيا للاشتباه بأن إيران تستخدم أراضيه ممرا لتهريب الذخائر لقطاع غزة. وفي 2009 قالت مصادر في المنطقة إن طائرة إسرائيلية قصفت قافلة عسكرية في السودان.
لكن منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في العام الماضي نأت الخرطوم بنفسها عن إيران ويقول مسؤولون إسرائيليون إنها لم تعد تمثل مثل هذا التهديد.
وأمس الأحد قال مجلس السيادة السوداني إن الولايات المتحدة دعت البرهان لزيارة واشنطن، مما يبرز دفئا في العلاقات الثنائية.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين عقد نتنياهو محادثات مع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني الذي قال إن بلاده تدرس إمكانية فتح سفارة لها في القدس.