طلب رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان امس الجمعة من القضاة «الغاء» او «تعليق» العمل بمذكرات التوقيف بحق عناصر من حزب الله متهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، ذلك ان الاتهام يعتبر من جهته ان اجراء محاكمة غيابية «سابق لاوانه».
واعرب فرانسوا رو رئيس مكتب الدفاع خلال جلسة نظرت في احتمال اجراء محاكمة غيابية للمتهمين في لايدسندام قرب لاهاي، عن اسفه لان «اصدار مذكرات التوقيف ادى الى ثني المتهمين عن المثول الطوعي» امام المحكمة كما هو وارد في نظامها.
واشار المحامي الفرنسي رو الى امكانية ان يمثل المتهم امام المحكمة عبر حلقة الفيديو المغلقة من منزله.
وقال رو امام القضاة «كيف يمكن ان نتخيل ان مشتبها فيه يواجه مذكرة توقيف يمكنه ان يستشير محاميا في مكتبه في بيروت؟»، معتبرا ان الخيار الوحيد هو «الاختباء لتفادي توقيفه».
والمحكمة الخاصة بلبنان مكلفة بمحاكمة المسؤولين عن التفجير الذي وقع في بيروت في الرابع عشر من شباط 2005 وادى الى مقتل الحريري مع 22 شخصا اخرين.
وجاء في القرار الاتهامي ان اربعة عناصر من حزب الله متورطون في الاعتداء وقد اصدرت المحكمة الدولية مذكرات توقيف بحقهم سلمت في الثلاثين من حزيران الى السلطات اللبنانية، كما اصدرت منظمة الانتربول مذكرات حمراء لاعتقالهم.
وقال رو ان «الاجراء انطلق بصورة خاطئة»، مضيفا «اذا اعتبرتم مثلما فعل مكتب الدفاع ان المهم ليس توقيفهم وانما محاكمتهم، فعندئذ ستتعاملون مع المسالة بالطريقة الصحيحة».
وخلال اول جلسة علنية للغرفة الابتدائية في المحكمة الخاصة بلبنان، اعتبر الدفاع ان اجراء محاكمة غيابية، في غياب المتهمين، «سابق لاوانه» و»يتعين ان تكون المحاكمة الملاذ الاخير وليس الخيار الاول».
واعلن ايان مورلي من مكتب المدعي العام «لم نبلغ المستوى الذي استنفدنا فيه كل السبل لتنفيذ التوقيفات»، مقترحا اعادة طرح مسالة ملاءمة اجراء المحاكمة غيابيا ام لا في غضون ثلاثة اشهر.
والمحكمة الخاصة بلبنان التي بدات عملها في الاول من اذار 2009، هي اول محكمة جنائية دولية تسمح باجراء محاكمات غيابية.
وخلافا للمحاكمة الغيابية، فان المحاكمة في غياب المتهمين تتوقع ان يقوم محام بتمثيل المتهم امام المحكمة، وهو والحالة هذه عضو في مكتب الدفاع لدى المحكمة الخاصة بلبنان.
والمتهمون الاربعة هم سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا.
ومصطفى بدر الدين (50 عاما) «العقل» المدبر للاعتداء، وسليم عياش (47 عاما) الذي نسق عمل الفريق المسؤول عن «التنفيذ المادي»، متهمان بالتآمر و»عمل ارهابي» وجريمة قتل عمد ومحاولة القتل.
اما حسين عنيسي (37 عاما) واسد صبرا (35 عاما) فهما اللذان اعدا شريط الفيديو الذي تم نقله يوم الاعتداء الى قناة الجزيرة الفضائية ويحتوي على اعلان التبني الكاذب للهجوم «بهدف افلات منفذي المؤامرة من العدالة».
وعنيسي وصبرا متهمان ايضا بالتآمر و»الضلوع» في «عمل ارهابي» وجريمة القتل العمدا ومحاولة القتل.
ورفض حزب الله توقيف المشتبه بهم الاربعة. ويتمتع الحزب بالغالبية داخل الحكومة اللبنانية مع حلفائه ويتهم المحكمة الخاصة بلبنان بانها «مسيسة واسرائيلية» ترمي الى استهدافه