خبر عاجل

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لعقد اجتماع رفيع مع عدد من القادة العرب والمسلمين، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل التوصل ...

الرباعية ترجئ تحديد موقفها من الحكومة الفلسطينية وسط خلافات اميركية روسية

تاريخ النشر: 22 فبراير 2007 - 08:08 GMT
أرجأ رباعي الوساطة في الشرق الاوسط اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة وسط خلافات بين الولايات المتحدة وروسيا فيما بدأ خالد مشعل جولة للترويج لاتفاق مكة

خلافات في الرباعي

واجتمع رباعي الوساطة الذي يضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة في برلين لمناقشة كيفية المضي قدما في مواجهة اتفاق جديد لاقتسام السلطة بين حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وفي حديث مع الصحفيين بعد اجتماع دام ساعتين ونصفا كرر ممثلو الرباعي طلب أن تلبي أي حكومة فلسطينية ثلاثة شروط هي نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام باتفاقات السلام الموقعة بين الفلسطينيين واسرائيل. غير أن لهجة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس كانت أكثر حدة من لهجة نظرائها من روسيا وأوروبا الأمر الذي يعبر عن المخاوف الأمريكية العميقة من التعامل مع حكومة تضم حركة حماس. وفي إشارة الى رفض حركة حماس لاسرائيل قالت رايس "كيف يتأتى ان تجري مباحثات سلام اذا كان أحد الأطراف لا يقبل حق الطرف الآخر في الوجود." واضافت قولها "كيف يتسنى إجراء مناقشات بشأن السلام حينما لا ينبذ طرف ما العنف." وأشار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى أنه قد يكون مستعدا لتبني موقف أخف. وبعد اجتماعه مع عباس في لندن قال انه من الممكن إحراز تقدم في الشرق الاوسط مع أعضاء "حصفاء" من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتتحفظ روسيا على مواصلة حظر المساعدات الساري منذ تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية ودعت الى تخفيف موقف رباعي الوساطة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "يجب على المرء يقينا ألا يتحدث عن مقاطعة."

وتحبذ الحكومات الاوروبية الاخرى فيما يبدو تخفيف النهج وترى أن اتفاق الحكومة الائتلافية الجديدة قد يكون حلا يمكن أن يجنب نشوب حرب أهلية بين الفصائل المتنافسة. ويخشى الاوروبيون ان يؤدي مقاطعة حكومة جديدة قبل تشكيلها كما فعلت اسرائيل الى إضعاف الزعيم المعتدل عباس ويفسد الآمال في المضي قدما في مساعي السلام. ومن المقرر أن يزور عباس الذي يقوم بجولة في عواصم اوروبية لكسب التأييد لاتفاق الحكومة الجديدة المانيا يوم الجمعة المقبل للاجتماع مع المستشارة انجيلا ميركل. وبدأ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جولة مماثلة يوم الاربعاء اذ وصل الى القاهرة في بدء جولة تشمل ايضا روسيا وايران لحشد الدعم لاتفاق حكومة الوحدة الوطنية. وقالت حماس انها تأمل أن تخفف واشنطن وبقية أعضاء رباعي الوساطة من موقفهم. وتعتقد دول عربية مثل مصر والمملكة العربية السعودية التي توسطت في اتفاق حكومة الوحدة الوطنية أنه يتعين منح الحكومة الجديدة فرصة. وأطلعت وزيرة الخارجية الامريكية رباعي الوساطة على نتائج قمة رتبتها في القدس يوم الاثنين الماضي بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. ويعقد رباعي الوساطة اجتماعه القادم في بلد لم يكشف عنه في الشرق الاوسط. (شارك في التغطية بول تيلور في بروكسل وجيمس كيلنر في موسكو ونواه باركين ومادلين تشيمبرز في برلين)

لكن أعضاء اللجنة اتفقوا على عقد اجتماع آخر قريبا في إحدى دول الشرق الأوسط، ولم يشر البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تحقيق أي تقدم ملموس في جهود استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال بان كي مون إن أعضاء اللجنة قرروا أن يواصل ممثلوهم في المنطقة "مراقبة تطور الوضع والأعمال التي قامت بها الأطراف".

ودعا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الفلسطينيين إلى اختيار طريق السلام. وقال "آمل كثيرا أن تكون حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية جزءا من الحل وليس من المشكلة".

وأفادت مصادر مطلعة بأن الدول الأوروبية تفضل -على ما يبدو- تخفيف اللهجة وترى أن اتفاق مكة المكرمة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) قد يكون حلا.

محادثات عباس

وفي لندن كرر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس شروط الرباعية. وقال بلير خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس مع عباس "بالتأكيد، أدعم حكومة وحدة وطنية. المسألة هي معرفة حكومة على أي أساس، إذا كانت حكومة تقترح حلا في الشرق الأوسط فيجب أن يكون على أساس قيام دولتين".

وأوضح أنه "من الصعب معرفة كيف يكمن إيجاد حل مع دولتين بدون القبول بحق كل دولة في الوجود ومن المهم أيضا أن يكون هناك تخل عن العنف".

ومن ناحيته، أكد عباس أن حكومة الوحدة ستلتزم بمبادئ الرباعية وستحترم الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير. وأعرب عن أمله في أن يقف المجتمع الدولي بجانب الفلسطينيين في مسعى تشكيل الحكومة.

مشعل يروج للاتفاق

الى ذلك قال عضو كبير بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وصل الى القاهرة يوم الاربعاء في بدء جولة تشمل روسيا وايران لحشد الدعم لاتفاق حول حكومة وحدة فلسطينية. وقال عزت الرشق من القاهرة ان وفد حماس يضم عماد العلمي وهو مسؤول عسكري كبير واعضاء اخرين على مستوى رفيع في الحركة. واتفق مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكة في الثامن من فبراير شباط على تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن ان تدفع الغرب الى انهاء الحصار الاقتصادي المفروض على الحكومة الحالية التي تهيمن عليها حماس.

وتشمل جولة مشعل ايران وهي داعم رئيسي لحماس بالاضافة الى روسيا العضو في اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الاوسط والتي تضم ايضا الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.