اشارات استفهام حول الربيع الأردني

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2014 - 09:11 GMT
البوابة
البوابة

رغم كل ما يحيط بنا من سواد، فما زلت مصرا على أن الربيع العربي لم يكن مؤامرة خارجية ، بل هو تمرد شبابي شعبي من اجل الحصول على الديمقراطية والكرامة معا .


ورغم ان الحكومات العربية حاليا تربط خطاباتها حول الربيع العربي بالمؤامرة الخارجية ، وتضع الشعوب العربية بين خيارين - لا ثالث بينهما- إما نحن كما نحن وكما نريد ان نحكم ، وإما الفوضى والدمار، إما الرضى بالإستبداد أو الدمار...رغم كل ذلك ما زلت مؤمنا بشباب الربيع العربي .


"أنتوي..." أن أتحدث عن الربيع الأردني ، وعن جمر البدايات ، حيث التقى شابان حميديان – من منطقة جبل بني جميدة ولواء ذيبان- في منتصف الطريق بين بيتيهما القريبين، كان كل واحد منهما متجه الى الآخر ليستدين منه ثمن باكيت سجاير ، من النوع الرخيص طبعا .وأدرك الصديقان بأنهما، وكل من يعرفان من الشباب، حولهما من أقارب وأصدقاء، لا يملكون ثمن سفط الدخان، بينما تنتشر القصور والفلل في عمان كما ينتشر الفطر السام.


ربما ضحكا في البداية على هذه المفارقة المبكية ، لكنهما جلسا على حجر في منتصف الطريق، وقررا أن يشعلا جمرة الإحتجاج على اوضاعهما ، ومن تلك الليلة خططا لأول اعتصام على الدوار ، وحملا لافتات مكتوبة على الكراتين، بخط اليد ، في اليوم التالي انظم اليهما خمسة شباب ، وفي اليوم الذي يليه سار الفا وخمسماية حميدي يرفعون راية الإحتجاج ضد الظلم والفساد. 


في الأسبوع التالي عمت التظاهرات المماثلة ارجاء الأردن من شماله الى جنوبة ، بينما الأحزاب التقليدية ، من أقصى اليمين الى ادنا اليسار تنام ،وكل حزب يحلم بالوسائل التي يستطيع فيها أن يرفع من مبلغ العشرة الاف التي تدفعها الحكومات لهم للمشاركة في تزوير الإنتخابات ..أي انتخابات، لغايات اضفاء شرعية وهمية أمام الغرب الذي لا يدرك أن الحكومات ترشي احزاب اليسار الأردني، لتكون جزءا من اللعبة الفاسدة وثمرتها الأفسد ، التي تسمى برلمان .

- ترى لو كان الشابان من غير المدخنين ، هل كانت الأردن ستنجو من وهج الربيع العربي ؟؟
- ولو وزعت الحكومات كروزات سجائر على الشباب اسبوعيا ، هل كانت حكومة سمير الرفاعي ما تزال تعتلينا؟؟؟
- هل تنفع اكياس الهيشي لقمع ثورة؟؟؟
- أو حملة لمكافحة التدخين؟؟؟
- أو سجائر الملوخية الناشفة التي دخناها صغارا على سبيل التقليد؟


لا اعتقد ذلك ..اعتقد ان الربيع العربي كان يبحث عن الشرارة بعدما رأى أن شرارة احزاب اليسار الاردني مطفأة عن سابق اصرار وتصميم ، وشرارة "الأخوان المسلمون" مخبأة لإنتهاز الفرصة للوصول الى جزء أكبر من الكعكة ( أو ما تبقى منها).
التاريخ لا ينتظر أحدا ، بل يلقيه في مزبلة التاريخ، ويبحث عن شرارة ولو من سيجارة غير موجودة أصلا، من اجل أن يملأ الحقل سنابل .

إقرأ أيضا:

صور تثبت أن سوريا لن تدمرها الحرب

اسئلة حول عبثية الأحداث المتفاقمة في الوطن العربي

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن