حمل ممثل للمرجع الشيعي اية الله علي السيستاني الجمعة السياسيين العراقيين مسؤولية موجة العنف التي ضربت البلاد اخيرا، بينما أعلن تنظيم القاعدة عن شن حملة جديدة تستهدف "القوات العراقية ردا على مقتل ابرز زعيمين من قادته.
وقال احمد الصافي ممثل السيستاني في كربلاء في خطبة الجمعة "عندما نتكلم عن التفجيرات الاخيرة (...) نلوم من واي جهة هي المسؤولة عن الاجهزة الامنية؟ المسؤولون السياسيون ام مجالس المحافظات؟
".واضاف ان "المسؤولين يعرفون وظيفتهم، اريد منهم حلا حقيقيا لا حلا صحفيا"، مؤكدا ان "المسؤول بحاجة لظهور جريء لتشخيص المشكلة
".وتابع الصافي متحدثا امام مئات المصلين في صحن الامام الحسين وسط كربلاء "اخشى ان تستمر هذه الاعمال وكل يقول انت السبب"، في اشارة الى المسؤولين السياسيين والامنيين
.وضربت موجة اعمال عنف خلال الايام الماضية مناطق متفرقة في العراق، وقع معظمها الاثنين الماضي وادى الى مقتل نحو 110 اشخاص وجرح ما لا يقل عن 500 اخرين
.وشدد الصافي على ان "هذه الدماء البريئة تحتاج الى حملة طوارئ من كل الكيانات السياسية ومن الجهات المسؤولة في البلد"، معتبرا "عملية التفريط بدماء ابناء العراق خيانة
".وناشد ممثل المرجع الشيعي السياسيين اتخاذ خطوات جدية لتسريع تشكيل الحكومة المقبلة، قائلا ان "الحراك السياسي مسؤولية الجميع (...) كل الحوارات السياسية مباحة في سبيل الوصول للطريقة الامثل والافضل لتشكيل الحكومة
".ولكنه تدارك "ليس من حق السياسي ان يمارس حالة العنف
".وتجري القوائم السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار/مارس الماضي، لقاءات متواصلة في محاولة تشكيل حكومة جديدة من دون اي نتيجة حتى الان
.حملة للقاعدة
في الاثناء، أعلن تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بتنظيم القاعدة يوم الجمعة عن شن حملة جديدة تستهدف "المفارز الامنية والعسكرية" العراقية ردا على مقتل ابرز زعيمين من قادته "وثأرا للدين والعرض."
ويعتبر تنظيم دولة العراق الاسلامية احد ابرز التنظيمات المسلحة المرتبطة بالقاعدة والتي تستهدف بعملياتها القوات الامنية العراقية والامريكية على حد سواء وترفض الاعتراف بالعملية السياسية في العراق
.ويستهدف التنظيم في عملياته الشيعة في العراق ويصفهم "بالرافضة" ويعتبرهم مرتدين عن الاسلام
.وكان العراق قد اعلن في التاسع عشر من الشهر الماضي مقتل زعيمي التنظيم وهما ابو عمر البغدادي والذي يعرف بانه قائد تنظيم دولة العراق الاسلامية وابو ايوب المصري ويسمى احيانا ابو حمزة المهاجر في عملية عسكرية غرب البلاد
.ورغم ان العراق كان قد اعلن في السابق ولاكثر من مرة انه تمكن من قتل البغدادي والمصري الا ان التنظيم كان يكذب باستمرار مثل تلك البيانات. وفي العملية الاخيرة اعترف التنظيم بعد ايام من الحادثة بمقتل زعيمي التنظيم في العملية التي اشتركت فيها ايضا قوات امريكية غرب البلاد
.وأعلن تنظيم دولة العراق في بيان نشر على مواقع اسلامية على الانترنت تعيين "وزير حرب" جديد بدلا من المصري هو الناصر لدين الله ابو سليمان
.وحمل البيان توقيع "الناصر لدين الله ابو سليمان وزير الحرب بدولة العراق الاسلامية" وقال مخاطبا "امة الاسلام" في بيانه الذي وضع على موقع على الانترنت يستخدم عادة من قبل التنظيم " لقد اثرنا أن لا نخاطبك بعد مصابك في الشيخين الاميرين الشهيدين الا بكلمات تحمل اليك جميل البشارة بعظيم الفعال فها هم أحفاد الصحابة في دولة الاسلام كما عهدتهم ماضون في درب الجهاد اخوة في الدين مهاجرين وأنصاراً
."واضاف البيان ان افراد التنظيم "قد هبوا في غزوة جديدة للمفارز الامنية والعسكرية في بغداد وغيرها ثأرا للدين والعرض فلقد والله طفح الكيل وبلغ السيل الزبى واستأسد الفجار بأرض الاخيار وقد أسمينا هذه الغزوة صولة الموحدين ثأرا للاعراض في سجون المرتدين
."وتوعد التنظيم في بيانه بشن المزيد من العمليات والهجمات واستهداف الشيعة الذين اعتاد التنظيم وقادته وصفهم "بالرافضة" وقال "أما الرافضة المشركون فنقول لهم كلمات قليلة.. أبشروا أيها الانجاس بليل طويل عبوس وأيامٍ سود مخضبة بالدم
."وبرغم توقعات باحتمال تعرض التنظيم بعد مقتل زعيميه لانتكاسة كبيرة وخاصة في عملياته المسلحة والدامية في العراق الا ان ما شهده العراق من عمليات دموية اجتاحت مدنه في الشمال والجنوب في الايام القليلة الماضية وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى دفعت بعض قادة الجيش الامريكي الى الاعلان أن القاعدة مازالت تحتفظ بقدرتها على اثارة العنف في أنحاء العراق وان قدرات القاعدة في العراق لم تتراجع جراء اعتقال ومقتل كبار عناصرها
.ورغم ان السلطات العراقية حملت التنظيم مسؤولية الهجمات الاخيرة التي اجتاحت البلاد يوم الاثنين الماضي الا ان التنظيم لم يعترف في بيانه بمسؤوليته عن تلك الانفجارات
.