الصليب الاحمر يؤكد شيوع التعذيب ومحكمة بريطانية تسمح لاسر الضحايا الطعن بقرارات الحكومة

تاريخ النشر: 11 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

نشر اليوم تقرير الصليب الاحمر الذي كان اكد منذ اشهر وجود انتهاكات كبيرة لحقوق المعتقلين العراقيين في السجون الاميركية فيما سمحت المحكمة البريطانية العليا لاسر المعتقلين بالطعن بقرارات الحكومة وادانت الصين الانتهاكات هذه. 

اكد تقرير رفعته اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى سلطات التحالف العسكري في العراق ان مسؤولين في الصليب الاحمر تمكنوا من التحقق شخصيا من تعرض معتقلين عراقيين لسوء المعاملة على يد جنود اميركيين وبريطانيين.  

وتؤكد هذه الوثيقة صور التعذيب وسوء المعاملة التي التقطت في سجن ابو غريب قرب بغداد وتصدرت الصحف والنشرات الاخبارية العالمية خلال الاسابيع الاخيرة.  

وافاد التقرير استنادا الى مسؤولين في اجهزة الاستخبارات العسكرية ان ما بين سبعين وتسعين بالمئة من المعتقلين اوقفوا خطأ ومعظمهم خلال مداهمات ليلية اتسمت بقدر بالغ من العنف. كما ندد النص بتجاوزات نسبها الى الشرطة العراقية.  

واوضح التقرير الذي اعد في شباط/فبراير الماضي ويقع في 24 صفحة ان مندوبي اللجنة الدولية للصليب الاحمر كانوا شهودا مباشرين على اساليب سوء المعاملة هذه اثناء زيارة الى سجن ابو غريب قرب بغداد في تشرين الاول/اكتوبر 2003.  

وتابع التقرير الذي نشرت صحيفة "وول ستريت جرنال" نصه على موقعها على الانترنت ان من اساليب سوء المعاملة التي شاهدها المندوبون "احتجاز المعتقلين عراة كليا في زنزانات اسمنتية فارغة تماما وفي ظلمة كاملة عدة ايام متعاقبة على ما يبدو".  

وقررت اللجنة الدولية للصليب الاحمر على اثر ذلك وقف زياراتها وطلب توضيح من السلطات التي افادت بحسب التقرير ان هذه الممارسات "جزء من عملية" الاستجواب.  

واستعرض التقرير 12 وسيلة سوء معاملة اخرى بحق المعتقلين، مشيرا الى ان العسكريين يطبقونها "بشكل منهجي" لانتزاع اعترافات.  

واللجنة الدولية للصليب الاحمر المكلفة السهر على تطبيق معاهدة جنيف حول حماية اسرى الحرب المدنيين والعسكريين، قامت بزيارات الى سجن ابو غريب بفارق خمسة او ستة اسابيع منذ اب/اغسطس الماضي بعد ان اعاد الائتلاف تشغيل هذا المعتقل الكبير الموروث عن عهد صدام حسين.  

وتمكن مندوبو الصليب الاحمر من زيارة السجن بمجمله والتقاء عشرات المعتقلين على انفراد.  

واستخلص الصليب الاحمر بالتالي ان بعض المعتقلين يتعرضون لعدد من التجاوزات منها وضع كيس على رأسهم لمدة يومين الى اربعة ايام وتكبيل ايديهم وخلع ثيابهم وعزلهم في زنزانة مظلمة واستعراضهم عراة او رأسهم مغطى بسروال داخلي نسائي وتعريضهم لاصوات صاخبة او للشمس بحرارة تصل الى خمسين درجة.  

كما كانوا يهددونهم بالانتقام من اقربائهم او بنقلهم الى قاعدة غوانتانامو الاميركية وضربهم باعقاب البنادق وغيرها.  

ولاحظ اطباء الصليب الاحمر ان بعض المعتقلين يعانون من صعوبة في التركيز واضطراب في الذاكرة والكلام وقلق وسلوك غير طبيعي وميول انتحارية. وجاء في التقرير ان "هذه الاعراض ناتجة على ما يبدو عن اساليب الاستجواب ومدته".  

واوضح النص ان بعض المعتقلين لا يتم ابلاغهم باسباب توقيفهم وتصادر كل اغراضهم الشخصية وتتغاضى السلطات عن اخطار عائلاتهم بتوقيفهم ما يشكل انتهاكا لمعاهدات جنيف.  

واشار التقرير الى ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر نبهت سلطات الائتلاف منذ بدء التدخل العسكري في العراق في آذار/مارس الى هذه المعاملة المشينة، غير انها لاحظت استمرارها.  

واضاف ان "هذا يشير على ما يبدو الى ان اللجوء الى سوء المعاملة بحق المعتقلين ليس امرا استثنائيا بل يمكن اعتباره ممارسات تتقبلها قوات الائتلاف".  

والى الممارسات في سجن ابو غريب، يستعرض التقرير تجاوزات ارتكبت في معتقلات اخرى، مشيرا الى مقتل رجل في الثامنة والعشرين من العمر في ايلول/سبتمبر الماضي في مدينة البصرة (جنوب) الخاضعة للسيطرة البريطانية بعد ان اعتقل ضمن مجموعة من تسعة اشخاص.  

وقد ضرب المعتقلون على رقابهم بعد ان ارغمهم الجنود على السجود في وضعية الصلاة.  

واكد الصليب الاحمر صحة التقرير وعبر عن اسفه لنشره لان السياسة التي تتبعها هذه لهيئة الدولية تقضي بابلاغ تقاريرها الى السلطات المعنية فقط لضمان امكانية الوصول الى المعتقلين.  

من ناحية اخرى، سمحت المحكمة العليا في بريطانيا اليوم الثلاثاء لمحامي 12 أسرة عراقية تقول ان أفرادا منها قتلوا بصورة غير قانونية على أيدي جنود بريطانيين بالطعن في رفض الحكومة فتح تحقيقات مستقلة. 

الى ذلك، أدانت الصين الانتهاكات التي ارتكبها جنود أميركيون وبريطانيون بحق سجناء عراقيين ودعت الى اجراء تحقيق شامل في الامر. 

وقال ليو جيانشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية ان الانتهاكات التي ظهرت في صور لجنود بدا أنهم يهينون معتقلين عراقيين تنتهك اتفاقية جنيف لمعاملة الاسرى والمعتقلين والمعاهدات الدولية الاخرى. 

وقال في مؤتمر صحفي "نعتقد أنه لابد من اجراء تحقيق شامل وينبغي محاكمة المسؤولين عن هذا بموجب القانون. 

"كما نطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بالالتزام باتفاقية جنيف والاتفاقيات الدولية الاخرى وحماية حقوق الانسان الاساسية للسجناء وأسرى الحرب العراقيين." 

ولطالما أعلنت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وحكومات أجنبية ومن بينها حكومة الولايات المتحدة أن اساءة معاملة السجناء وتعذيبهم وانتزاع الاعترافات منهم قسرا أمور معتادة في الصين—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن