اتفق المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون عقب اجتماع استمر ثلاث ساعات في عمان بحضور وزير الخارجية الاردني وممثلي اللجنة الرباعية للسلام، على الالتقاء مجددا في العاصمة الاردنية الاسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الذي استضاف الاجتماع، ان اللقاء الوجاهي الاول بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ 15 شهرا كان "ايجابيا".
واضاف جودة خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ان كافة القضايا الجوهرية قد تم بحثها.
وقال ان "الجانب الفلسطيني طرح مواقفه في ما يتعلق بالحدود والامن وقد استمع الجانب الاسرائيلي اليها ووعد بمراجعتها خلال الايام القليلة المقبلة".
واضاف الوزير الاردني ان اجتماعات اخرى ستعقد في الايام المقبلة، وان بعضها سيكون معلنا والبعض الاخر سيبقى سريا.
وقال جودة "أطلقنا اليوم مبادرة جادة تستهدف إطلاق مفاوضات بين الجانبين تناقش كافة قضايا الحل النهائي".
وأكد أن الهدف الأساسي من وراء لقاء اليوم واللقاءات الأخرى التي تعقد قريبا، كسر الجمود والبدء في حوار جاد بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مبينا أن الطرف الفلسطيني قدم تصوراته بموضوع الأمن والحدود للجانب الإسرائيلي الذي تسلمها منه، واعدا بدراستها على محمل الجد خلال الأيام القادمة.
وشدد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة مصلحة أردنية عليا، كما أن العالم يجمع بأن الاستيطان غير شرعي، ومن مصلحة الجميع الخوض في مفاوضات جادة حسب الشرعية الدولة.
وقد تم تضمين المواقف الفلسطينية في ما يتعلق بالحدود والامن في وثيقتين منفصلتين جرى تسليمهما الى الجانب الاسرائيلي.
وهذه هي المرة الاولى التي يقبل فيها ممثل اسرائيلي في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تسلم وثائق تتعلق بالحدود النهائية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
ومن جانبه، سلم المبعوث الاسرائيلي اسحق مولخو كلا من المفاوض الفلسطيني صائب عريقات واعضاء اللجنة الرباعية والجانب الاردني نقاطا عامة تعتبر اسرائيل ان من الضروري اخذها في الاعتبار في أي اتفاق مستقبلي.
وقال مولخو انه سيقدم وثيقة ترد على الوثيقتين الفلسطينيتين وستتضمن موقف اسرائيل من قضيتي الحدود والترتيبات الامنية.
وكان الاجتماع بدأ في الساعة الخامسة مساء الثلاثاء، حيث جلس عريقات ومولخو على طرفي الطاولة، وجلس معهما الوزير الأردني المضيف ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير، ودبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبعد اللقاء الموسع الذي استمر نحو ساعة، غادر ممثلو الرباعية الدولية الغرفة، وبقي فيها مولخو وعريقات وجودة. واستمرت المباحثات بين الطرفين نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة.
وبحسب صحيفة هآرتس فقد اكد مولخو أن إسرائيل معنية بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وبين رئيس السلطة الفلسطينية على أن تكون بشكل متواصل ومكثف.
و قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق الثلاثاء، ان الفلسطينيين قد يتخذون خطوات منفردة اذا لم توافق اسرائيل على وقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وتعترف بحدود الدولة الفلسطينية في المستقبل.
وقال عباس ان الفلسطينيين مستعدون لاتخاذ اجراءات "صعبة" لكنه لم يحدد ما هي هذه الاجراءات.
وتوقفت المحادثات في أواخر 2010 بعد ان رفضت اسرائيل تجديد تجميد جزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة كما طالب الفلسطينيون.
ويقول الفلسطينيون انهم لا يمكنهم إجراء محادثات واسرائيل تعزز قبضتها على الارض التي استولت عليها في حرب 1967 والتي يعتزمون انشاء دولتهم المستقلة عليها. وتقول اسرائيل انه يجب ألا تكون هناك أي شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام.
وقال عباس انه اذا وافقت اسرائيل على وقف البناء في المستوطنات واعترفت برؤية وحدود حل الدولتين فسيوافق الفلسطينيون على الفور على التفاوض.
وقال عباس لمجموعة من القضاة في رام الله انه اذا لم يوافق الاسرائيليون فثمة إجراءات يمكن للفلسطينيين اتخاذها لكنه لن يعلنها الان لانها لم تقر بعد بشكل نهائي. وأضاف ان الجانب الفلسطيني سيتخذ اجراءات يمكن ان تكون صعبة.
وقال ان الجانبين امامهما حتى 26 يناير كانون الثاني لتحقيق تقدم. وتنتهي في هذا التاريخ مهلة الثلاثة اشهر التي تم الاتفاق عليها في 26 اكتوبر تشرين الاول لكي يقدم الجانبين اقتراحات بشأن قضايا الأرض والأمن بهدف التوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية هذا العام.
وقال الوزير الاسرائيلي دان ميريدور انه رغم ان الاجتماع يمكن ان يقدم فرصة لاحياء محادثات السلام فان مهمة التحرك الى الامام يجب الا توضع على عاتق اسرائيل.
وقال ميريدور "ثمة فرصة لاستئناف المفاوضات... يجب ان نأمل في ان تنجح الامور لكن ذلك لا يتوقف علينا وحدنا."
وقال مسؤول رفيع في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان اسرائيل والفلسطينيين ينفذون طلبا للجنة الرباعية لتقديم موقفيهما من قضيتي الامن والحدود.
وقال المسؤول واصل ابو يوسف لرويترز في رام الله ان هذا ليس استئنافا للمفاوضات.
وقال دبلوماسي في العاصمة الاردنية ان اجتماع يوم الثلاثاء من غير المتوقع ان يؤدي الي انفراج. واضاف "لكي نكون واقعيين لن يحل الاجتماع أي شيء (لكنه) قد يمنح طاقة جديدة" للعملية.
واضطلعت الرباعية التي انشئت قبل عشر سنوات بدور رئيسي في الاشهر الاخيرة في محاولة اجراء مفاوضات جديدة وجاء تدخلها بعد ان فشلت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في احياء الجهود الدبلوماسية.