القاعدة تشيد بالهجمات في السعودية لرفعها سعر النفط

تاريخ النشر: 04 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أشاد تنظيم القاعدة في السعودية بسلسلة الهجمات الاخيرة في المملكة لجهة رفعها اسعار النفط الى مستويات قياسية، بينما راى محللون ان التنظيم يستهدف منها اطاحة الاسرة الحاكمة، لكنهم استبعدوا ان ينجح في تحقيق ذلك.  

ودعا البيان الذي اصدره عبد العزيز المقرن على موقع على الانترنت، السعوديين الى دعم حملة المتشددين ضد الاسرة المالكة المتحالفة مع الولايات المتحدة واتهم الحكومة بالكذب بشان تفاصيل الهجمات. 

وقال "كانت عملية سرية القدس في الخبر فتحا جديدا أكرم الله به المجاهدين وأوقع الحكومة السعودية في مازق كبيرة.. فمنها ارتفاع أسعار النفط مجدداً الى أعلى رقم في تاريخ النفط فتجاوز 42 دولاراً وهذا يؤرق الحكومة..التي هي ملتزمة بضمان رفاهية أميركا وتدفق استمرار النفط لها بأرخص الاسعار". 

وقتل 22 شخصا معظمهم اجانب في الهجوم الذي وقع في مطلع الاسبوع في مدينة الخبر النفطية بشرق السعودية.  

وساعد الهجوم الذي وقع في اكبر مصدري النفط في العالم اسعار الخام الى الصعود الى مستويات مرتفعة جديدة هذا الاسبوع. 

وقال محللون ان تنظيم القاعدة يستهدف بالهجمات التي شنها اخيرا اطاحة الاسرة الحاكمة في نهاية الامر لكن من غير المرجح ان ينجح في تحقيق هذا الهدف. 

وساهم الهجوم الذي شنه التنظيم على مجمع سكني واداري في الخبر بشرق السعودية في ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية الى مستويات قياسية بسبب المخاوف المتعلقة بالاستقرار في المملكة. 

الا ان محللين مستقلين ودبلوماسيين غربيين ومسؤولين سعوديين يتفقون على ان الاجانب ليسوا هم الهدف الحقيقي وانما الهدف الاساسي لاسامة بن لادن واتباعه هو زعزعة الحكومة السعودية حيث يرون انها متحالفة مع اميركا التي يعتبرونها "عدو الله". 

ويرى المحللون ان التحدي خطير لكن الاسرة الحاكمة تمكنت من اجتياز ازمات اشد على مدى تاريخ المملكة الذي يرجع الى سبعة عقود. وقال دبلوماسي غربي "ما من احد يراهن على سقوط اسرة ال سعود. الا انها تواجه ضغوطا هائلة هذه المرة." 

وقال الكاتب السعودي منصور النجيدان وهو اسلامي راديكالي سابق "هذا لن يؤدي الى سقوط النظام." واضاف لرويترز "لا يستطيع المتشددون الا اثارة القلق بين المواطنين والاجانب المقيمين فيما يخص الامن." 

وقد اجتازت الاسرة الحاكمة الازمة تلو الازمة على الرغم من كثير من التكهنات بخصوص سقوطها الوشيك على مدى العقود الاخيرة وكان اشد اختبار واجهته في عام 1979 عندما سيطر متشددون على الحرم الشريف في مكة. 

وقال النجيدان "هذه الهجمات على شركات ومقيمين اجانب رسالة واضحة الهدف منها ان تظهر للعالم ان الحكومة السعودية ضعيفة وغير قادرة على حفظ الامن." 

واضاف "هؤلاء الناس يكرهون الاسرة الحاكمة السعودية لانها حليفة للولايات المتحدة. وهم يعتبرونها نظاما كافرا ومرتدا يخالف الشريعة. وعداؤهم لبيت ال سعود اكبر من عدائهم لاميركا وبريطانيا." 

وجاءت مأساة احتجاز الرهائن يومي السبت والاحد التي انتهت بعملية انقاذ قامت بها قوات الامن السعودية بعد بضعة اسابيع من مقتل خمسة من الغربيين في مجمع للبتروكيماويات بمدينة ينبع المطلة على البحر الاحمر رميا بالرصاص على ايدي بعض المتشددين.  

وفي كل من الهجومين قام المتشددون في تشف بجر جثث غربيين في الشوارع. 

وقال المفكر الاسلامي والقاضي السابق عبد العزيز القاسم ان اخطر جانب في هذا الهجوم هو انه يرفع معنويات المتشددين الذين اسعدهم تاثيره اذ حققوا نجاحا يبعث على القلق تمثل في ارتفاع اسعار النفط. 

وقد سارعت السعودية لطمأنة اسواق النفط. وقال وزير النفط السعودي على النعيمي في اجتماع لاوبك ان منشات النفط في المملكة "امنة تماما". 

وقال محللون ان المتشددين يهزأون من خلال هجومي ينبع والخبر بزعم الحكومة انها تسيطر على الوضع الامني.  

وقد فر جميع المسلحين عدا واحدا من الطوق الامني الذي فرض حول المبنى الذي احتجز به الرهائن في الخبر. 

ومع ذلك فحتى المصلحين يسلمون بانهم لا يملكون بديلا للاسرة الحاكمة ايا كانت اوجه قصورها. 

وقال المصلح الاسلامي البارز محسن عوجي ان النشطاء المطالبين بالاصلاح يقصرون مطالبهم على بعض القضايا مثل الانتخابات الحرة وحرية التعبير والتوزيع العادل للثروة دون تحدي حق الاسرة الحاكمة في الحكم. 

واضاف ان الحكومة تظن ان ذلك لاسباب تكتيكية لكن واقع الامر هو غياب اي بدائل حقيقية الان لبيت ال سعود. 

وقال قاسم ان الاسرة الحاكمة لا تواجه خطرا حقيقيا لانها الفئة الوحيدة التي تسد لحمة المملكة وسداها من خلال صلة الدم والروابط القبلية التي تربط بين جميع المناطق. 

واضاف "بالطبع هناك مشاكل الفساد لكن الاسرة الحاكمة تمثل توازنا يشيع الاستقرار. ليس من مصلحة احد في المجتمع زعزعة استقرار الدولة." 

الا ان المحللين قالوا ان تحدي المتشددين للحكومة التي اعلنت الحرب عليهم قبل عام يثير اسئلة بخصوص كفاءة قوات الامن. 

واضافوا ان الهجوم الذي وقع في قلب المنطقة المنتجة للنفط يكشف عن اوجه قصور امني واضحة ويشدد المخاوف بخصوص احتمال الرحيل الجماعي لعمال النفط الاجانب. 

ولا تملك قوات الامن عموما حتى اكثرها خبرة سوى دفاعات محدودة في مواجهة المهاجمين المستعدين للموت الا ان دبلوماسيين ومسؤولين قالوا ان السعوديين حققوا بعض النجاح بما في ذلك كشف خمسة مخططات لتنفيذ هجمات انتحارية. 

وقال محللون ان الهجوم الاخير على اهداف سهلة يظهر ان المتشددين يجدون مزيدا من الصعوبة في تنفيذ هجمات انتحارية ضخمة منذ بدء الحملة الامنية السعودية بعد التفجيرات التي وقعت العام الماضي في مجمعات سكنية في الرياض وقتل فيها 52 شخصا. 

وقال عوجي ان هجوم الخبر يدين للحظ بأكثر مما يدين للتخطيط المحكم. واضاف "ما يميز هؤلاء الاشخاص هو انهم لا يخافون من اي قوة ولا يهابون الموت." 

واضاف "هؤلاء الاشخاص بلا هدف وبلا أمل. وهم ليسوا سياسيين من حيث الاساس. بل هم مجرمون ينبغي اعتقالهم وتقديمهم الى العدالة. وقد انخفض عددهم لكن خطرهم يزيد فهم كالنمر الجريح."—(البوابة)—(مصادر متعددة)