جددت القوات الاميركية دعوتها دولا اسلامية لارسال قوات الى العراق، وبررت لقرار الاستعانة بضابط عراقي سابق للمساعدة في انهاء المواجهة في الفلوجة، معتبرة انه كان ضروريا بسبب الحاجة للتوصل الى حل في المدينة.وقد اعتبر الرئيس الاميركي ان نجاح مهمة بلاده في العراق سيبعث رسالة الى دمشق وطهران.
ودعا الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية الأميركية الجمعة باكستان والمغرب وتونس الى إرسال قوات للانضمام الى القوات التى تقودها الولايات المتحدة في العراق قائلا ان"هذا ضروري ليكون (الوضع) أقل من احتلال أميركي."
وقال أبي زيد المسؤول بحكم منصبه عن العمليات في العراق وأفغانستان ان الولايات المتحدة عززت حجم قواتها في أفغانستان الى 20300 جندي وهو ما يزيد مرتين تقريبا عن مجمل عدد قواتها هناك في بداية هذا العام.
وقال أبي زيد في تصريحات من دولة قطر للصحفيين في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ان سحب اسبانيا لقواتها البالغ قوامها 1400 جندي من العراق وكذلك سحب جنود من جمهورية الدومينكان وهندوراس أجبره على إحلال قوات أميركية محلهم وسط عنف متزايد.
وقال أبي زيد "انني أفضل ضم المزيد من القوات الدولية خاصة قوات اسلامية أكثر."على سبيل المثال فان المغرب وباكستان وتونس لديهم جميعا قوات متمكنة جدا ومحترفة جدا يمكن ان تضاف لمعادلة الاستقرار بمجرد الانتقال الى تلك المرحلة الجديدة من المستقبل السياسي التى ستتطور عقب مفاوضات في الأمم المتحدة أو في أى مكان يمكن ان تحل فيه (هذة القوات)."
وقال أبي زيد "أنا موقن وأعتقد ان العراقيين سيؤيدونني في ذلك ان الوضع يتطلب التقليل من احتلال أميركي والمزيد من نشاط عسكري دولي يتضمن قوات عراقية ودولية وأميركية."
ويعرب مسؤولون أميركيون منذ العام الماضي عن الرغبة في إحضار قوات من دول اسلامية للعراق ويقولون ان تلك القوات قد تتفهم الحساسيات الثقافية التي لايدركها غير المسلمين.ولكن هناك معارضة شديدة للعمليات الأميريكية في العراق من الكثيرين في العالم الاسلامي.
وسحبت تركيا العضو المسلم الوحيد في حلف شمال الاطلسي في نوفمبر تشرين الثاني عرضا بارسال قوات الى العراق وسط معارضة قوية من أكراد العراق وعدد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي المعين من قبل الولايات المتحدة في العراق.
البنتاغون يبرر الاستعانة بضابط سابق
في غضون ذلك، قال البنتاغون ان المسؤولين الأميركيين "مدركون تماما لعواقب الأمور" فيما يتعلق بالاستعانة بضابط كبير سابق في الحرس الجمهوري العراقي للمساعدة في إنهاء مواجهة في الفلوجة ولكنهم رأوا ان هذا القرار كان ضروريا بسبب الحاجة للتوصل الى حل في حينه في المدينة.
وتحول يوم الجمعة مشاة البحرية الاميركية الذين يخوضون منذ شهر معركة مع المقاومين في الفلوجة تفجرت بعد قتل أربعة مقاولين أمنيين أميركيين والتمثيل بجثثهم الى قوة أمنية تضم ما بين 600 والف عراقي بقيادة جاسم محمد صالح وتضم في معظمها جنودا سابقين للمساعدة في إعادة النظام في المدينة.
واعترف لورانس دي ريتا كبير المتحدثين باسم البنتاغون في مناقشته قرار اختيار صالح بأن عملية التدقيق كانت صعبة. وقال دي ريتا انه لا يعرف الكثير عن صالح.
واردف قائل ا"هناك أشخاص قاموا بفحص كاف كي يشعروا بما يكفي من الثقة بأن هذا الرجل سيكون مساعدا بما يكفي."
وكان صالح ضابطا كبيرا في الحرس الجمهوري العراقي وهو فرع من صفوة القوات في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين ويعتقد ان ضباطه موالون بشدة للرئيس السابق.
وقال دي ريتا "ما من شك في ان هذه ليست عملية كاملة. وقد شهدنا ذلك على سبيل المثال في الشرطة وفي فرق الدفاع المدني. فانت تنتقي أناسا وتقوم بتدريبهم بسرعة ويثبت في نهاية الأمر ان بعضهم ليس هم الأشخاص الذين كنت تريدهم. وهذا أمر محتمل جدا هناك ايضا.المسألة هي ان الناس يتحركون الى الأمام ومدركين لعواقب الأمور تماما. "في الوقت الحالي هناك إحساس عام بان هذا يستحق المتابعة."
ومع العودة المقررة للحكم الذاتي العراقي في خلال شهرين قال دي ريتا ان الوضع في الفلوجة وهي احدى معاقل المقاومة للاحتلال الذي تقوده امريكا في العراق لابد من حله.
بوش: نجاح خطتنا رسالة الى دمشق و طهرانpl3>
الى ذلك، فقد كرر الرئيس الاميركي جورج بوش القول ان الولايات المتحدة "ستنجز عملها في العراق وان الديموقراطية ستنتصر" في هذا البلد و قال "ان نجاح الديموقراطية العراقية سيبعث برسالة من دمشق الى طهران مفادها ان الحرية يمكن ان تكون مستقبل اي بلد".
وقال بوش في خطابه الاسبوعي الاذاعي "سننجز عملنا في العراق لان الرهان كبير لنا وللعالم". وتابع "الديموقراطية ستنتصر في العراق لان ائتلافنا قوي وتصميمنا كامل ولان الشعب العراقي يرغب ويستحق ان يعيش حرا".
وعاد بوش بالذاكرة الى قبل عام في الاول من ايار/مايو 2003 عندما "اعلن انتهاء العمليات الاساسية" محذرا يومها بالقول انه "اذا كان طاغية (صدام حسين) قد سقط فان الحرب على الارهاب ستتواصل". وتابع الرئيس الاميركي "واليوم بعد سنة ورغم التحديات العديدة فان حياة العراقيين بعيدة بعد سنوات ضوئية عدة عن وحشية وفساد نظام صدام".
واضاف "ان الحياة اليومية تتحسن وبات توزيع الكهرباء افضل مما كان عليه قبل الحرب، والعملة العراقية مستقرة، والمصارف مزدهرة، والمدارس والمستشفيات اعادت فتح ابوابها بعد تجديدها، واعيد تصليح المحطات الكهربائية والمستشفيات والبنى التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي، واعيد تاهيل الجسور، وباتت الصناعة النفطية تنتج حاليا نحو 5،2 مليون برميل يوميا".
ودافع الرئيس الأميركي في وقت سابق الجمعة، عن الخطاب الذي ألقاه قبل سنة في الأول من أيار/مايو 2003 وأعلن فيه انتهاء المعارك الكبيرة ووصف اجتياح العراق بأنه "انتصار" على الارهاب.
وقال بوش في حديقة البيت الابيض عشية الذكرى الاولى لخطابه "اننا نحرز تقدما، وهذا امر اكيد".
وفي الاول من ايار/مايو 2003، ألقى بوش خطابا من على حاملة الطائرات ابراهام لنكولن التي كانت تبحر قبالة سواحل كاليفورنيا في طريق عودتها من الخليج ورفع بحارتها لافتة كتب عليها "المهمة قد انجزت".
واعلن بوش الجمعة "قبل سنة، ألقيت خطابا على متن حاملة طائرات قلت فيه اننا حققنا هدفا مهما، واننا انجزنا مهمة كانت تقضي بخلع صدام حسين".
واضاف "اكدت ايضا في ذلك اليوم ان مهمة شاقة ما زالت تنتظرنا، ونحن نواجه وضعا صعبا في العراق". وقال "لقد واجهنا معارك ضارية لأن ثمة اشخاصا يكرهون فكرة وجود عراق حر".
واكد الرئيس الجمهوري من جديد ان القوات الاميركية "ستهتم" بالمقاومين "في الفلوجة وسواها".
وجدد ايضا دعمه للموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الذي تقضي مهمته ب "تشكيل حكومة سننقل اليها السلطة" كما قال.
وعلى خلفية اعمال العنف المستمرة في العراق، تطرق جون كيري منافس بوش في الانتخابات الرئاسية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الى خطاب الاول من ايار/مايو 2003 قائلا امس الخميس ان "المهمة لم تنجز" وان من الضروري وضع "خطة جديدة" للعراق.—(البوابة)—(مصادر متعددة)