في اخر تطورات الوضع في العراق، قتلت القوات الاميركية 8 عراقيين واعتقلت 6 اشخاص قالت انهم كانوا يعدون لزرع قنبلة في المواصل.واعرب مسؤول كردي عن مخاوفه من هرب عزة الدوري الى السعودية.سياسيا كشف مسؤولون اميركيون عن البحث في خطة جديدة لنقل السلطة لتهدئة المعارضة الشيعية.
أعلن الجيش الأميركي الاربعاء، أن قواته قتلت ثمانية عراقيين وأصابت عددًا آخر قرب مدينة تكريت، معقل الرئيس العراقي السابق، صدام حسين.
اعتقالات في الموصل
اكد مسؤول في الدفاع المدني العراقي ان قوات مشتركة من الدفاع المدني العراقي والجيش الاميركي نجحت اليوم الاربعاء في اعتقال ستة اشخاص بينهم امرأة كانوا يعدون لزرع عبوة ناسفة في الموصل (400 كلم شمال بغداد).
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته،لوكالة الصحافة الفرنسية، ان دورية مشتركة من القوات الاميركية وعناصر من اجهزة الدفاع المدني العراقي تمكنت اليوم الاربعاء من اعتقال ستة اشخاص بينهم امرأة هي زوجة احدهم.
وأضاف ان هؤلاء الاشخاص الستة اعتقلوا في منطقة الغابات عندما كان بعضهم يزرع عبوة ناسفة والبعض الاخر يراقب الطريق الرئيسي في المدينة الذي يسلكه الجميع من قوات اميركية ومدنيين عراقيين. وأوضح المسئول نفسه ان التحقيق جار من قبل القوات الاميركية والشرطة العراقية مع هؤلاء لمعرفة اسباب ودوافع فعلتهم والجهات التي تمولهم. يذكر ان عدداً من جنود قوات التحالف وخصوصا من الجنود الاميركيين قتلوا او جرحوا في انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع تزرع في الطرق التي تسلكها قوافلهم.
مخاوف من هرب الدوري
اعرب خضر حسن المسؤول الثاني في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني اليوم الاربعاء عن خشيته من هروب عزة ابراهيم الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، الى السعودية.
وقال خضر حسن لوكالة الصحافة الفرنسية ان مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك توصل الى معلومات اكيدة حول استعداد سبعة من قياديي حزب البعث المقربين من عزة ابراهيم لمغادرة كركوك صباح الخميس الى السعودية لوضع الترتيبات اللازمة لنقل الدوري سرا اليها.
وقال ان هؤلاء الاشخاص سيتوجهون الى السعودية ضمن الدفعة الاولى من الحجاج تحت ذريعة اداء فريضة الحج. وتابع انهم سيقومون ايضا بنقل مبالغ نقدية كبيرة بالعملة الصعبة، وسيغادرون بجوازات سفر مزورة وتحت اسماء مستعارة.
واكد حسن انه سيتباحث اليوم الاربعاء مع مسئولين في المباحث السرية العراقية التي انشأها التحالف ومع مسؤولي الشرطة العراقية والقوات الاميركية في المحافظة للقبض على هؤلاء قبل مغادرتهم كركوك الواقعة على بعد 225 كيلومترا شمال بغداد.
واعلن الجيش الاميركي انه اعتقل فجر اليوم الاربعاء اربعة من اقرباء عزة ابراهيم في مدينة سامراء شمال بغداد بعد شهر من اعتقال الرئيس السابق صدام حسين في معقله في تكريت. وعزة ابراهيم كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، اعلى هيئة حاكمة في النظام السابق، وهو في المرتبة السادسة على اللائحة الاميركية للمسؤولين العراقيين المطلوبين وتضم 55 شخصا.
وخصصت القوات الاميركية عشرة ملايين دولار لمن يرشدها الى عزة ابراهيم وهو اعلى مسؤول في النظام السابق لا يزال مطاردا. وكان المسئول العراقي السابق قريبا من الاوساط الاسلامية السنية.
واكد جنود ان الموقوفين الاربعة هم ابناء اشقاء عزة ابراهيم وتم اعتقالهم في منزلين بمدينة سامراء، على بعد 125 كيلومترا شمال بغداد.
وقال ديفيد بوارييه قائد الكتيبة 720 للشرطة العسكرية التي قامت احدى وحداتها بتنفيذ عملية الاعتقال ان نحو اربعين عنصرا شاركوا فيها تحت حماية عناصر من المشاة تولوا الحراسة على متن ثلاث دبابات وسيارتين مدرعتين.
ادارة بوش تبحث تشكيل حكومة عراقية
قال مسؤولون اميركيون ان ادارة الرئيس جورج بوش تبحث كيفية تشكيل حكومة عراقية انتقالية جديدة بعد ان طالب رجل دين شيعي بارز بان تتم العملية بشكل اكثر ديمقراطية ووضوحا.
وفي حين يقول المسؤولون انهم ملتزمون بالجدول الزمني المعلن لتشكيل حكومة انتقالية ذات
سيادة بحلول تموز / يوليو الا انهم قالوا يوم الثلاثاء انه ليس هناك وقت كاف لاجراء انتخابات مباشرة قبل ذلك الموعد.
وتوقع الزعيم الشيعي البارز آية الله علي السيستاني يوم الاحد الماضي تزايد التوترات
السياسية والعنف إذا لم تجر انتخابات خلال بضعة اشهر مما يحد من آمال الاميركيين في ان
يؤيد خططا تبناها مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة يوم 15 تشرين
الثاني/نوفمبر بشأن تسليم السلطة للعراقيين.
وتقضي الخطة الاميركية بان تختار مؤتمرات اقليمية مجلسا انتقاليا عراقيا بحلول نهاية ايار/مايو وان يختار المجلس حكومة انتقالية تتولى السيادة بحلول نهاية حزيران/يونيو. وتجرى انتخابات شاملة في عام 2005.
واوضح السيستاني مرارا انه يفضل إجراء انتخابات مباشرة على المؤتمرات الاقليمية ولم
يتراجع عن موقفه حتى الان.
وقال ادم اريلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان المسؤولين الأميركيين يبحثون
كيف ستعمل المؤتمرات لكنه اكد ان الولايات المتحدة ملتزمة بالجدول الزمني المتعلق بتسليم
السيادة للعراقيين في تموز/يوليو.
وابلغ اريلي الصحفيين "تجري مناقشات بشأن كيف بالتحديد سيتم اختيار هذا المجلس.
نحن نشترك مع أطراف مختلفة في العراق في هذه المناقشات." مؤكدا على ان خطة 15 تشرين الثاني/نوفمبر مازالت قائمة وكذلك جدولها الزمني.
وقال المتحدث كذلك انه يتوقع دورا للامم المتحدة في التحول السياسي العراقي منها عمل
المؤتمرات لكنه لم يورد تفاصيل.
وقال المبعوث البريطاني للعراق السير جيريمي جرينستوك يوم الرابع من كانون الثاني/ يناير الجاري ان السيستاني وافق على انه ليس هناك وقت كاف لاجراء انتخابات مباشرة وان
المسؤولين الاميركيين في بغداد يعتقدون كذلك انه قد يكون بدأ في التخفيف من موقفه.
وقال مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه لوكالة رويترز "انه قلق بشأن عملية المؤتمرات المغلقة التي لا تعطي للشيعة حقهم. انه موقف مبدئي. لا يمكنك مجادلته".
وأضاف "كنا نقول ان المؤتمرات لا يتعين ان تكون مغلقة...يمكن ان تكون شفافة. فلنبحث
كيف تكون هذه المؤتمرات مفتوحة...حتى لا تكون هناك اي مخاوف".
واشاد اريلي بالسيستاني قائلا "انه رجل ذو مكانة رفيعة". وان الولايات المتحدة تأخذ اراءه
"بجدية شديدة". وتبدو هذه التصريحات بمثابة اقرار بنفوذ السيستاني بين الشيعة الذين يمثلون
نحو 60 في المئة من عدد السكان في العراق واقرار بشعبية ندائه باجراء انتخابات مباشرة.
لكن المسؤولين الاميركيين متمسكون بوجهة النظر التي يتفق عليها اغلب اعضاء مجلس
الحكم العراقي بانه ليس هناك وقت كاف لاجراء انتخابات مباشرة لانتخاب المجلس الانتقالي.
وقال مسؤول اميركي "فكرة الانتخابات المباشرة لسلطة انتقالية (بحلول ايار/مايو) ...من الصعب للغاية تنفيذ ذلك نظرا الى ما تتطلبه الانتخابات المباشرة من حيث سجلات الناخبين والدوائر والتسجيل".
من ناحيتها نقلت شبكة "سي.ان.ان" عن مسؤول اميركي لم يكشف عن هويته قوله إن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل خطة يتم بموجبها إجراء انتخابات مباشرة في بغداد والمناطق المجاورة لها، والتي تسيطر عليها أغلبية شيعية، فيما سيشكل مؤتمر سيضم ممثلين لفئات الشعب العراقي، في بقية المناطق الأخرى.
وبحسب كلام المسؤول فإن هذه التسوية ستهدئ من مخاوف الشيعة فيما ستسمح بتمثيل عريض لكافة المجتمع العراقي.
وكان الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر أعلن الثلاثاء، أن سلطة التحالف لا تعارض إجراء انتخابات مباشرة في العراق، ولكنه أوضح أنه لا يوجد وقت لتنظيم البنية التحتية اللازمة لإجراء الانتخابات قبل الموعد المحدد لتسليم السلطة لحكومة عراقية انتقالية.
وجاءت تصريحات بريمر ردا على تقارير صحفية أشارت إلى أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بإعادة تقويم خطتها لنقل السلطة لحكومة عراقية يختارها مؤتمر يضم ممثلين لفئات الشعب العراقي.
وقال المسؤول في الإدارة الأميركية أن التغييرات في خطة نقل السلطة ليست نتيجة التعليقات المعارضة للخطة، والتي صدرت في نهاية الأسبوع الماضي عن السيستاني، بل اتخذت في الأسابيع القليلة الماضية في محاولة لتهدئة القلق المنتشر بشكل واسع بين العراقيين.
وقال المسؤول إن واشنطن ومنذ بعض الوقت، تحاول إقامة اتصال مع السيستاني عبر سلسلة من المبعوثين.
وأضاف المسؤول الأميركي أن السيستاني "أظهر بعض الليونة في بعض المسائل"—(البوابة)—(مصادر متعددة)