اعلن مساعد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان الاخير أمر بتكريم ضباط شرطة كانت عراقية سنية اتهمتهم باغتصابها خلال شريط فيديو بثته قناة "الجزيرة"، وذلك بعدما بين تحقيق تضمن فحصا طبيا للمرأة "زيف ادعاءاتها".
وقال ياسين مجيد المستشار الاعلامي للمالكي لقناة "العراقية" التلفزيونية "بعد ان تبين زيف الادعاءات امر رئيس الوزراء بتكريم الضباط".
واضاف ان "رئيس الوزراء يشد على ايادي هؤلاء الضباط الشرفاء".
وكان المالكي أمر في وقت سابق الاثنين بفتح تحقيق في اتهامات وجهتها المرأة الى ضباط وافراد في الشرطة التي يسيطر عليها الشيعة، بالاقدام على اغتصابها عقب اعتقالها الاحد من منزلها في احد احياء بغداد.
وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء ان المالكي امر "بانزال اشد العقوبات في بكل من له علاقة بالحادث".
وقال ياسين انه "تبين من الفحص الطبي (للمراة) انها لم تتعرض لاي اعتداء جنسي على الاطلاق".
واضاف ان المرأة "كانت صدرت بحقها ثلاث مذكرات اعتقال. وهي مطلوبة قضائيا".
واضاف في اشارة الى قنوات فضائية بثت مقابلات مع المرأة ومن بينها "الجزيرة" القطرية "نعرف من وراء هذه الضجة. وراءها بعض الاطراف المعروفة".
واعتبر ان هدف تلك الاطراف "هو التشويش على خطة أمن بغداد التي بدات تلوح في الافق نجاحاتها".
وتعد الاتهامات في مثل هذا الوقت بمثابة قنبلة مدوية، خاصة وانها تبرز حالة التوتر بين السنة والشيعة مع مواصلة القوات العراقية والاميركية عمليتها الواسعة في بغداد بهدف استعادة الامن فيها.
وكانت اتهامات المرأة قد ظهرت اولا في صحيفة "الزمان" العراقية ثم بثتها قناة "الجزيرة" وايضا قناة "العراقية" الرسمية.
وقال حسين علي كامل نائب وزير الداخلية اعلن في وقت سابق الاثنين ان اتهامات المرأة من غير المحتمل ان تكون حقيقية.
موضحا ان "شيئا مثل هذا لا يمكن ان يحدث لان القوات العراقية تعمل مع القوات الاميركية كل الوقت" في اطار عملية بغداد التي تتضمن مداهمات للمنازل بحثا عن مسلحين واسلحة.
وقد اثارت اتهامات المرأة غضبا عارما في اوساط القيادات السنية في العراق، والتي اعتبرت ان العملية الامنية تركز على الاحياء السنية دون ان تتأثر بها الاحياء الشيعية.
وقال رئيس البرلمان محمود المشهداني في تصريحات وجهها لحكومة المالكي عبر قناة "الجزيرة" القطرية "والله، اذا لم تنصفوا هذه المراة العراقية المسلمة، والتي يجب ان تعتبروها اختكم او ابنتكم..فان التاريخ سيلعننا بعار ابدي".
ومن جانبها، اعتبرت هيئة علماء المسلمين السنية الحادث "تطهير عرقي اخلاقي تقوم فيه القوات الحكومية بدور قيادي".
وقالت جبهة الوفاق الوطني ان الشرطة تعمدت منذ البداية اغتصاب المرأة. لكن المتحدث باسم الجبهة ابو عراق العيساوي قال لاحقا انها كانت محرجة جدا غير انها غيرت رأيها واعلنت ما جرى معها.
وقال العيساوي "انها تريد ان يعلم العالم كله بما حدث لها. لم يعد السكوت خيارا في مواجهة هذه الحملة ضد السنة".
رواية المرأة
وفي المقابلة التي بثتها الجزيرة، قالت المرأة وهي متزوجة وفي العشرين من عمرها ان افرادا من الشرطة التي تعرف بقوات حفظ النظام، اقتادوها الى احد المراكز الامنية بعدما اعتقلوها من منزلها في حي العامل في جنوب بغداد الاحد.
واضافت ان الشرطة التي داهمت منزلها اثناء غياب زوجها اتهمتها بانها تقوم باعداد الطعام للمسلحين السنة.
وقالت المرأة في الشريط الذي عاود بثه تلفزيون وكالة الاسوشييتد برس "وضع احدهم يده على فمي حتى لا يسمعني احد خارج الغرفة".
وتابعت "قلت لهم انني لم اعرف ان عراقيا يمكن ان يفعل هذا لعراقية".
وقالت ان احد الجيران ابلغ القوات الاميركية بامر اعتقالها وان الجنود الاميركيين هم من قام باطلاق سراحها.
وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي العقيد كريستوفر غارفر لوكالة الاسوشييتد برس انه لا يستطيع تأكيد أي دور للقوات الاميركية في عملية اطلاق سراح المرأة، لكنه اكد ان الجيش الاميركي "سيدعم الحكومة العراقية في تحقيقاتها".
وقالت المرأة التي تدعى صابرين الجنابي انها ابلغت افراد الشرطة خلال التحقيق انها ليس لديها أي شيء تخفيه، فرد عليها احدهم "ليس لديك شيء!" ثم ضربها قبل ان تسقط ويرتطم رأسها بالارض.
وتابعت "اغتصبني الشخص الأول..ثم جاء الشخص الثاني واغتصبني..وجاء الثالث واغتصبني أيضا
وأنا أصرخ وأبكي وأتوسل..ولكنه كمم فمي حتى لا يسمع أحد صراخي".
ومضت تقول انه بعد ذلك "خاطبهم شخص قائلا:
-هل انتهيتم؟ حتى نأتي نحن أيضا نغتصبها..ثم قال أحدهم: - لا… هناك دورية أميركية قادمة..- ثم أخذوني إلى القاضي".وقالت المرأة إن أحد عناصر قوات حفظ النظام قام بتصويرها وهددها بالقتل إن هي تحدثت عن عملية الاغتصاب، وإن ضابطا قام هو الآخر باغتصابها بعد أن عرضت على قاضي التحقيق.
واضافت "توسلت بشخص منهم أن يطلق سراحي..
- فقال لا لا... سوف أخرجك، ولكن بعد أن تعطيني شيء. - قلت له ما هو؟- فقال أن "أغتصبك"- فقلت له لا لا أستطيع ذلك- ثم أدخلني بغرفة فيها سلاح وسرير… الغرفة صغيرة".وتابعت "ثم جاء ضابط وقال للجندي اتركها لي
- أقسمت له أني لست من تلكم النساء..- قال لي لستِ منهم؟ فضربني بخرطوم الماء على فخذي. قلت له ماذا تريد؟ أتريد أن أقول لك "اغتصبني"..لكني لستُ منهن..- فقال إننا نأخذ الشيء الذي نريده والذي لا نريده نقتله".وعند هذا الحد، توقفت المرأة التي لم يكن يظهر منها سوى عينيها عن الحديث قائلة "أرجوك لا أستطيع أن أكمل".