وأكد البيان ان اعضاء من مختلف الكتل السياسية يرافقون المشهداني في هذه الزيارة التي تهدف الى بحث "وضع اللاجئين العراقيين وسبل تخفيف معاناتهم وكيفية التعاون مع الشقيقة سورية لحل ازمة العراقيين المقيمين هناك". واشار البيان الى "دعوة المشهداني الى تقديم المساعدة من الدول المانحة الى الدول التي تستضيف اللاجئين العراقيين، ومطالبته الحكومة العراقية بتخصيص جزء من ميزانية الطوارئ لتخفيف معاناة اللاجئين العراقيين". وكان المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيرس دعا السبت في دمشق الاسرة الدولية لتقديم دعم الى سورية والاردن لمساعدتهما على ادارة شؤون العراقيين الذين لجأوا الى هذين البلدين. واكد ان 1.8 مليون عراقي نزحوا داخل بلادهم، بينما لجأ مليونان خارج البلاد معظمهم في سورية والاردن. واضاف: "من غير المنطقي ان نطلب من سورية والاردن تحمل هذا العبء الثقيل بمفردهما. من الملح ان تتحرك الاسرة الدولية لدعم هذين البلدين ليتمكنا من مواجهة هذا التحدي". ولفت الى ان المفوضية ستدعو الى عقد مؤتمر دولي في جنيف في نيسان/ابريل لبحث مشكلة اللاجئين العراقيين. واعلن غوتيريس ان مبلغا اوليا قدره "تسعة الى عشرة ملايين دولار" سيقدم الى سورية لمساعدتها على ادارة شؤون اللاجئين العراقيين على اراضيها. وقال انه تلقى تأكيدات من السلطات السورية بأنها "لا تنوي اعادة العراقيين قسرا الى بلادهم في هذه الظروف الصعبة". وكشفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس في الكونغرس انها سمحت بإجراء محادثات دبلوماسية مع سورية حول ازمة اللاجئين العراقيين رغم استمرار جمود الاتصالات مع دمشق على مستوى عال. من جهته، اكد وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد الخميس ان سورية لم تعمد الى طرد او ترحيل أي عراقي حتى الآن عن أراضيها. وقال: "ما قامت به وزارة الداخلية مؤخرا من اجراءات تخص اللاجئين العراقيين هدفه تنظيم امور اقامتهم واحصاء اعدادهم بدقة بعد تدفق مئات الآلاف منهم الى سورية نتيجة الغزو الاميركي للعراق الشقيق الامر الذي فرض على سورية اعباء اقتصادية وامنية واجتماعية". وذكر الوزير السوري انه "لا يوجد حتى الآن أي اجراء قسري بحقهم وإنما تم الطلب اليهم القيام بتقديم طلبات اقامة نظامية على مبدأ المعاملة بالمثل خلال خمسة عشر يوما من تاريخ دخولهم ويمكن لأي عراقي الدخول الى سورية دون تأشيرة دخول كأي مواطن عربي اخر".
من جهة أخرى، حملت دمشق الولايات المتحدة جانباً كبيراً من مسؤولية نزوح ولجوء العراقيين. وقالت السفارة السورية في واشنطن في بيان؛ ان "الاحتلال الأمريكي للعراق ادى الى نزوح ولجوء ملايين العراقيين الى دول في الخارج، وبينما استقبلت الولايات المتحدة 450 لاجئاً فقط، استضافت سورية 1.3 مليون لاجئ عراقي بترحاب".
وطالب البيان واشنطن "بتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والأدبية، وسداد نصيبها من العبء لتخفيف المأساة الانسانية الناجمة عن فشل سياساتها". وفي دمشق، قال رائد الكاظمي مدير مكتب التيار الصدري في سورية لصحيفة "الخليج" الإماراتية ان مشاورات جارية مع مسؤولين سوريين بهدف إلغاء الاجراءات التي اصدرتها الداخلية السورية لتنظيم إقامة اللاجئين العراقيين، وأشار الى ان قرار إلغاء هذه الاجراءات ستصدره السلطات السورية خلال "أيام"، وحث الكاظمي مواطنيه على الالتزام بالاجراءات القانونية السارية في "الشقيقة سورية".