اطلقت نقابة الأطباء في السودان الاثنين، تحذيرا ازاء ما وصفته بانه "انتشار كارثي" لحمى الضنك والاسهال الحاد تسبب في وفاة المئات واصابة الالاف في البلد الذي يشهد القطاع الصحي فيه حالة من الانهيار شبه الكلي جراء الحرب.
وقالت النقابة انه تم تسجيل مئات الوفيات والاف حالات الاصابة بحمى الضنك خصوصا في ولاية القضارف على الحدود مع اثيوبيا، مؤكدة ان "الانتشار الكارثي" للمرض شمل عموم انحاء الولاية.
وعادة ما يشهد السودان في موسم الامطار انتشارا لامراض واوبئة ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك.
لكن الامر في هذا الموسم اصبح اشد فتكا، وباتت مواجهته اكثر صعوبة نتيجة الحرب المستمرة منذ خمسة اشهر، والتي تسببت بدمار هائل في البنية التحتية الصحية، وادت الى خروج اكثر من مئة مستشفى من الخدمة.
وغرق السودان في حرب دامية اشعلها صراع على السلطة تفجر بين الحيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو الذي يتزعم قوات الدعم السريع في 15 نيسان/ابريل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي فضل عدم نشر اسمه قوله ان المستشفيات لا تزال تستقبل المزيد من حالات الاصابة بحمى الضنك رغم انها امتلأت عن اخرها.
وضع معقد
واضاف المصدر الطبي ان الوضع بالنسبة للاطفال المرضى خصوصا اصبح معقدا حيث ان معظمهم يتم علاجهم في منازلهم لعدم قدرة المستشفيات على استيعاب سوى عدد محدود منهم.
وقدرت أمل حسين التي تقيم في القضارف وجود ثلاث حالات اصابة على الاقل بحمى الضنك في كل منزل في الولاية.
وتشمل اعراض المرض المنقول عن طريق البعوض حمى شديدة تسبق حالة نزيف قد تؤدي الى الوفاة.
على صعيد اخر، قالت وزارة الصحة انها سجلت خلال اسبوع 13 حالة اصابة بالملاريا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأفادت لجنة المقاومة في منطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم بوفاة ثلاث اشخاص من بين 14 شخصا تم ادخالهم الاحد الى المستشفى جراء اصابتهم بالاسهال الحاد.
وتقول بيانات رسمية ان نحو 7500 شخص لقوا مصرعهم بينهم 435 طفلًا جراء الحرب التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، لكن الحصيلة اكبر من ذلك بكثير على ما هو مرجح.
كما تسببت الحرب في تشريد خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.