دوت اصوات انفجارات قرب مقر قيادة الاحتلال في بغداد، وقتل ثلاثة رجال شرطة عراقيين في هجوم في الموصل، بينما داهمت القوات الاميركية مسجد المهاجرين في الفلوجة مؤججة بذلك مشاعر الغضب في اوساط رجال الدين السنة والاهالي.
وافاد شهود ان اصوات قذائف المورتر دوت في وسط بغداد مساء الثلاثاء وقالت الشرطة ان مبنى قريبا من مقر قيادة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة أصيب.
وأمكن مشاهدة دخان يتصاعد في سماء الليل من الضفاف الغربية لنهر دجلة بالقرب من مجمع التحالف الذي يعرف باسم "المنطقة الخضراء".
ولم تطلق صفارات الانذار في المجمع والتي تسمع عادة عندما يتعرض مقر القيادة لهجوم.
وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا ثلاثة من افراد الشرطة العراقية باطلاق النار من سيارة مسرعة في مدينة الموصل بشمال العراق الثلاثاء.
مقتل ثلاثة رجال شرطة
من جهة اخرى، فقد قتل ثلاثة رجال شرطة عراقيين احدهم برتبة عقيد في هجوم في الموصل الثلاثاء، وفق ما اعلنته الشرطة.
وقال الرائد خليل ابراهيم شاكر ان مجهولين فتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة عند حوالي الساعة 17.30 من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي على سيارة العقيد اسماعيل غيث نائب مدير مركز الشيخ فتحي في منطقة المجموعة الثقافية شمال الموصل مما ادى الى مقتله واثنين من حراسه الشخصيين وجرح حارس رابع.
واضاف ان منفذي الهجوم الذين كانوا يستقلون سيارة لاذوا بالفرار بعد الهجوم.
واوضح شاكر ان تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة الجناة الذين يقفون وراء هذا الهجوم. ومن جانبه، اكد الطبيب سامي الجلبي من مستشفى الطوارىء في الموصل ان الشرطي الجريح اصابته خطرة جدا.
مداهمة مسجد المهاجرين
الى ذلك، فقد تصاعدت حدة الغضب في اوساط رجال الدين السنة والاهالي في الفلوجة حيث داهمت القوات الاميركية مسجد المهاجرين، الذي يعد من ابرز مساجد المدينة.
وقال رجل الدين الشيخ ظافر صبحي انه مقتنع بان القوات الاميركية موجودة في العراق لشن حرب دينية فيما زاد هجوم على أحد المساجد في الفجر من ثورة غضبه.
ويشارك رجل الدين كثيرون من أتباعه في مدينة الفلوجة غربي بغداد التي تشهد كثيرا من أحداث العنف الشعور بكراهية شديدة للجنود الاميركيين الذين احتلوا البلاد ذات الاغلبية المسلمة ويعتبرون عمليات تفتيش المساجد اهانة شخصية لهم.
وقال صبحي للمصلين في مسجد المهاجرين بالفلوجة "لا أشعر بالاسف حين يهاجم كافر مساجدنا.. اننا ننتظر ارادة الله لمحو الولايات الاميركية الخمسين. للطغيان حدود وان الله هو القوة الحقيقية في هذا الكون وليست امريكا."
ويقول سكان محليون ان القوات الاميركية اقتحمت غرف الامام والمكان المخصص للنساء لاداء الصلاة في وقت مبكر من صباح الاحد وصادروا أقراص كمبيوتر وأزالوا السجاد بحثا عن أسلحة.
وقال صبحي "لم نسمع بتعرض كنيسة أو معبد يهودي لهجوم.. قدسية مساجدنا تدنس والقرآن الكريم يمزق."
وأضاف "هذه الديمقراطية الزائفة التي يتحدثون عنها فضحت الان. انهم يهاجمون الارهاب ولكن ماذا يسمون ارهاب النساء والاطفال."
ويقول ضباط أميركيون انهم يبذلون كل ما في وسعهم لاحترام قدسية المساجد لكنهم يقولون ان المتشددين يستخدمون بعضها في اخفاء أسلحة. ويقولون ان عمليات التفتيش تتم مع مراعاة احترام المقدسات.
وحين تعرض مسجد ببغداد لهجوم في وقت سابق من هذا العام قال المصلون ان الجنود مزقوا نسخة من القران الكريم وعاملوا رجال الدين بخشونة.
وأصدرت الولايات المتحدة لقطات مصورة بالفيديو للهجوم لمواجهة هذه الاتهامات.
ولكن في البلدات المحافظة مثل الفلوجة يحشد رجال الدين المؤيدين عن طريق اثارة مسألة شن القوات الاميركية لهجمات على المساجد.
وردد المصلون هتافات قالوا فيها "سنذبح الامريكيين بالقران الكريم...لا اميركا في هذه البلاد...هذه بلاد للاسلام."
وقال الشيخ محمود العاني رجل الدين البارز في المدينة ان الرئيس الاميركي جورج بوش الابن يشن حربا دينية وقال "أبعدي جبناءك القذرين عن مساجدنا يا اميركا.. علينا أن نفعل أي شيء لتطهير أرضنا من الانذال."
ويقول الجيش الاميركي ان بعض رجال الدين يسيئون استخدام مواقعهم بالتحريض على شن هجمات ضد القوات الاميركية واعتقل بعضهم لحث أتباعهم على محاربة الجنود الامريكيين.
عبد الله الجنابي أحد رجال الدين في الفلوجة يختبىء منذ هاجمت القوات الاميركية منزله بعد أن حث الشبان المسلمين على الجهاد.
ويقول سكان محليون ان اماما ومؤذنا اعتقلا في هجوم الاحد على مسجد المهاجرين.
وقال صبحي "أظهروا حسن نواياكم وأطلقوا سراح رجال ديننا والا ستراق أنهار من الدماء حين يقوم الرجال بثورة."
ويقول السكان ان القوات الاميركية نقلت والدة المؤذن للعلاج بعد اصابتها بجروح اثر اطلاق الجنود النار على بوابة منزل المؤذن لفتحها.
وقد أثار هذا الغضب أكثر من الامتنان في الفلوجة.
وفي وسط البلدة حائط كتب عليه "يا أهل الفلوجة انهضوا للدفاع عن مساجدكم." "اعتقال الكفار للنساء لن يمر دون رد مؤلم."—(البوابة)—(مصادر متعددة)