اصيب 6 بريطانيين ونيباليين في انفجار قنبلة بفندق في بغداد، واغتال مجهولون مسؤولا كبيرا في شرطة بعقوبة، فيما قتلت القوات الاميركية 19 من عناصر جيش المهدي خلال اشتباكات في مدينة الصدر، وفي الغضون، طالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك باعادة السيادة الى العراقيين بشكل حقيقي وكامل.
وقال عاملون في فندق "الفصول الاربعة" الذي يقطنه متعاقدون اجانب في وسط بغداد، ان ستة بريطانيين ونيباليين جرحوا اثر انفجار قنبلة مزق البار التابع للفندق.
واوضح العاملون ان القنبلة كانت مزروعة خارج الفندق.
اغتيال مسؤول في الشرطة
من جهة اخرى، قال شهود عيان ومصادر طبية إن مسلحين قتلوا مسؤولا كبيرا بالشرطة في مدينة بعقوبة في وسط العراق الاحد.
وقال الشهود إن مجموعة من المسلحين فتحت النار على العقيد علي العزاوي في السوق المركزية في بعقوبة الواقعة على بعد 65 كيلومترا الى الشمال الشرقي من بغداد. واصيب واحد من المارة على الاقل قبل ان يفر الجناة. وتوفي العزاوي فور وصوله الى المستشفى.
مقتل 19 في اشتباكات في بغداد
وفي غضون ذلك، اعلن متحدث عسكري اميركي ان القوات الاميركية اشتبكت مع مقاتلين من الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في حي مدينة الصدر ببغداد يوم الاحد وقتلوا 18 منهم.
وقال البريجادير جنرال مارك كيميت ان القوات الاميركية تحركت استجابة لبلاغات عن قيام مقاتلين من جيش المهدي بنصب نقاط تفتيش على الطرق ومهاجمة مراكز للشرطة في الحي.
واضاف قائلا في مؤتمر صحفي "تمكنت قوات التحالف من اعادة الاستقرار في مركزين للشرطة العراقية في الحي وقتلت 18."
وقال شهود عيان ان مقاتلي جيش المهدي أطلقوا عدة قذائف مورتر على مبنى حكومي واشتبكوا في معارك قصيرة مع جنود أميركيين في مناطق مختلفة بالحي السكني.
وخرج مسلحون من جيش المهدي الى الشوارع بعد يوم من محاصرة دبابات ومركبات مدرعة أميركية لمكاتب الصدر في المنطقة والقبض على أربعة من مساعديه في اجراء يهدف الى زيادة الضغط على زعيم المقاتلين الذي يختبيء في مدينة النجف بالجنوب.
وصعد الجيش الاميركي عملياته ضد الصدر في الايام الاخيرة ليزيد الضغط على جيش المهدي في النجف وفي كربلاء المجاورة حيث سيطر مقاتلون على مناطق بوسط المدينة.
شيراك يجدد الدعوة لتسليم السيادة الكاملة للعراقيين
سياسيا، طالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك باعادة السيادة الى العراقيين بشكل حقيقي وكامل مشيرا الى ما وصفه بموجة من السخط على الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة بين العراقيين.
ووجه شيراك هذا النداء الاحد، في احتفال في باريس بحضور رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وحذر الرئيس الفرنسي دون ان يشير صراحة الى فضيحة تعرض السجناء العراقيين لسوء المعاملة على ايدي الجنود الاميركيين من خطر رد الفعل الغاضب لاي شعب يتعرض للاهانة.
واضاف امام جمهور من الطلاب البريطانيين والفرنسيين في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة ذكرى قيام الاتحاد الاوروبي "اعتقد ان من الواضح الان ان اغلبية كبيرة من العراقيين يشعرون بالسخط على قوات حفظ السلام التي يعتبرونها قوات احتلال."
وتابع شيراك الذي قاد المعارضة الدولية للحرب على العراق "ولذا فمن العاجل والملح نقل السيادة والسلطة بشكل حقيقي ودون لبس او غموض الى سلطة عراقية يعترف بها الشعب العراقي."
وتعتزم الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 135 الف جندي في العراق بعد 30 حزيران/يونيو وهو الموعد المقرر ان تبدا فيه تسليم السيادة للعراقيين.
وفي تصريحات ادلى بها في وقت لاحق بخصوص التوترات العالمية قال الرئيس الفرنسي "في كل مرة يهان فيها شعب بشكل او اخر يخلق ذلك ردود فعل وسلوكا عدائيا."
ودعا شيراك مجلس الامن الدولي الى الاتفاق على ترتيبات لضمان نقل السلطة بدءا من 30 حزيران/يونيو الى حكومة مؤقتة وتسهيل اجراء انتخابات لاختيار حكومة جديدة في وقت لاحق هذا العام او في بداية العام القادم.
وشدد على انه ينبغي ان يكون لحكومته "القدرة على المطالبة بوضع نهاية المهمة الدولية (في العراق) اذا اعتبرت ذلك ضروريا ومتى رات ذلك ضروريا".
وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات دولية بعد ان كشفت صور نشرت اخيرا عن تعرض السجناء العراقيين في سجن ابو غريب لانتهاكات على ايدي الجنود الامريكيين.
ولم يعلق بلير الذي ايد الغزو والذي تتعرض قواته هناك ايضا للاتهام بارتكاب انتهاكات على مطالب شيراك لكنه دعا الى التوافق الدولي بخصوص الازمة.
وقال "ايا كانت الخلافات التي كانت قائمة بخصوص الصراع فنحن الان في الموقف الذي نحن فيه ومن مصلحة الجميع ان يحل الاستقرار في العراق وان يصبح بلدا يتمتع بالديمقراطية والرخاء."
واضاف في الاحتفال الذي اقيم في قصر الاليزيه "المهم الان... وهو ضمان ان نحاول الوصول الى اتفاق داخل الامم المتحدة على نقل السيادة بشكل كامل ومناسب الى الشعب العراقي بعد 30 (حزيران) يونيو."
وبدأ مجلس الامن مناقشة قرار جديد بخصوص العراق من شأنه ان يؤيد انشاء حكومة مؤقتة وتحديد علاقتها مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة بعد نقل السلطة في 30 حزيران/يونيو.
الا ان بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن شككت فيما تعنيه الولايات المتحدة وبريطانيا بتعبير السيادة وتساءلت عن سبب اصرارهما على ان تظل القوات العراقية تحت سيطرة الولايات المتحدة بعد انهاء الاحتلال.
ويسلم اعضاء المجلس ببقاء القوات الاميركية في العراق بعد 30 حزيران/يونيو الا انهم يختلفون حول تعريف السيادة الكاملة. وقال مندوبا الولايات المتحدة وبريطانيا ان هذا التعريف لا يشمل السلطة الكاملة على شؤون الدفاع.—(البوابة)—(مصادر متعددة)