باول: لا 'فيتو' للعراقيين على عمليات الاحتلال بعد نقل السلطة..السيستاني يوافق بشروط على الحكومة

تاريخ النشر: 03 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان مشروع القرار الجديد لن يعطي الحكومة الانتقالية في العراق سلطة الاعتراض على عمليات قوات الاحتلال بعد نقل السلطة، بينما أعطى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني موافقة مشروطة على هذه الحكومة. وميدانيا قتل 5 اشخاص في مواجهات بالكوفة. 

وقال باول ان مشروع القرار المعدل الذي تقدمت به بلاده بالتعاون مع بريطانيا الى مجلس الامن حول مستقبل العراق "لا يتحدث عن فيتو على اية عمليات عسكرية". 

واردف "لا تستطيع استخدام كلمة: فيتو..الحكومة العراقية ذات سيادة..وقالت: توافق على وجود قوات التحالف، ونريد قوات التحالف هناك، وسننسق ونتعاون مع بعضنا". 

واعتبرت روسيا وفرنسا والصين مشروع القرار الذي يتحدث عن عملية نقل السلطة نهاية الشهر الى الحكومة العراقية التي تشكلت الثلاثاء، ان التعديلات الاخيرة التي ادخلت على المشروع ما تزال غامضة لانها تحدد ما إذا كان يحق للسلطات العراقية رفض عمليات تأمر بها قيادة القوات الأميركية التي احتفظت بحق اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية.  

وتريد روسيا خصوصا ان تتعرف على رد فعل العراقيين الحكومة الجديدة قبل ان تصوت على المشروع. 

وقال باول إن الحكومة الجديدة ستكون لها سيادة كاملة وقادرة على التوصل إلى اتفاقيات مع واشنطن حول كيفية عمل القوات العراقية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة بعد التسليم. 

وقال باول لمركز تلفزيون الشرق الاوسط ومقره دبي في مقابلة بثها مساء الاربعاء "قد يكون هناك موقف يتعين علينا فيه أن نعمل وقد يكون هناك اختلاف.. ويتعين علينا أن نعمل لحماية أنفسنا أو لانجاز مهمة." 

وبدت ملاحظاته مرة أخرى متناقضة مع تأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الأسبوع الماضي بأن الحكومة العراقية سوف تكون قادرة على الاعتراض على عمليات من قبيل الهجوم الأميركي على المقاومة في الفلوجة في نيسان/أبريل. 

وقال باول الذي وصف مثال الفلوجة بأنه موقف "افتراضي عابر" إنه يتوقع ان يكون القبول والتنسيق والتعاون مع الجانب العراقي هو القاعدة العامة. 

وقال "التفاهم الذي سندخل فيه مع هذه الحكومة الجديدة هو انه ستكون هناك آليات على المستوى السياسي والمستوى العسكري حيث يكون الطرفان على علم بخطط الجانب الآخر." 

وقال مشيرا إلى المانيا وكوريا كدول ذات سيادة نجحت فيها مثل هذه الترتيبات مع القوات الاميركية في الماضي "الخطط سوف يتم دمجها في خطة عملياتية واحدة." 

وابلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الصحافيين في نيويورك التي وصلها الاربعاء للمشاركة في مناقشات مجلس الامن بشان مشروع القرار "هذا قرار مهم جدا بالنسبة لنا. وبالتاكيد نريد ان تكون لنا مداخلتنا". 

واضاف انه كان "من الغريب جدا ان يناقش مثل هذا القرار المهم في نيويورك في غياب ممثلين عراقيين."  

ولم يتطرق الوزير العراقي الى تفاصيل التغييرات التي يريدها في مشروع القرار الذي يخول انشاء قوة متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة للحفاظ على السلام.  

وسيجتمع زيباري مع جميع اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر بعد ظهر الخميس.  

السيستاني يعطي موافقة مشروطة على الحكومة  

الى ذلك، فقد أعطى المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني موافقة مشروطة على الحكومة العراقية الجديدة. 

وقال السيستاني إن الحكومة التي اختارتها الأمم المتحدة ومجلس الحكم المعين من قبل الولايات المتحدة ومسؤولون أميركيون تنقصها "الشرعية الانتخابية" لكنه قال إنها رغم ذلك تعتبر خطوة على الطريق الصحيح وستنجح إذا حققت أهدافا بعينها. 

وطالب في بيان اصدره مكتبه في النجف الحكومة التي تشكلت الثلاثاء، باستحصال قرار واضح من مجلس الامن الدولي باستعادة العراقيين سيادة كاملة، والسعي لازالة آثار الاحتلال وتوفير الامن، والاعداد الجيد للانتخابات العامة والالتزام بموعدها المقرر في بداية العام المقبل.  

وكانت الحكومة الانتقالية بحثت في اول اجتماع لها في بغداد الثلاثاء، قضايا الامن وقرار مجلس الامن الدولي الجديد حول السيادة العراقية والقوات متعددة الجنسيات وقيادتها وعلاقتها بالسلطات المحلية. 

واوضح بيان صادر عن مجلس الوزراء الى ان مهمة الحكومة الملحة الان هي التحضير لاستلام السلطة والسيادة من التحالف نهاية الشهر الحالي. 

وحول وجود القوات متعددة الجنسيات في العراق التي ستبدا مهمتها في العراق في الاول من الشهر المقبل في ظل حكومة عراقية، اشار البيان الى ان هذه القوات ستكون بقيادة اميركية لان للولايات المتحدة العدد الاكبر فيها والذي يصل الى 130 الف عسكري . 

قتلى في مواجهات بالكوفة 

ميدانيا، اعلنت مصادر طبية اليوم الخميس مقتل خمسة اشخاص وجرح 15 آخرين في مواجهات بين مسلحين شيعة وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الكوفة جنوب بغداد.  

واكد المسؤول محمد عبد الكاظم من طوارىء مستشفى الفرات الاوسط مقتل خمسة اشخاص وجرح تسعة آخرين في اشتباكات وقعت فجر اليوم الخميس بين عناصر من ميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الاميركية. 

واضاف ان معظم القتلى والجرحى من المدنيين وبينهم اطفال. 

وفي مستشفى الحكيم في النجف اكد المسؤول في ادارة طوارىء مهدي خوير ان "ستة مدنيين جرحوا في اشتباكات مدينة الكوفة تم احضارهم الى مستشفانا صباح اليوم الخميس". 

واوضح ان ثلاثة منهم من عائلة واحدة سقطت على منزلها قذيفة.  

وكان محافظ النجف عدنان الذرفي اعلن الثلاثاء التوصل الى هدنة بين قوات التحالف وميليشيا الصدر لمدة 72 ساعة في المعارك المستمرة منذ نحو شهرين في هذه المدينة الواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب بغداد.  

الا ان مسؤولا في مكتب الصدر في النجف نفى الامر مساء الثلاثاء 

حريق في قاعدة أميركية  

من جهة ثانية، فقد استؤنفت العمليات في قاعدة عسكرية أميركية رئيسية قرب مدينة كركوك في شمال العراق بشكل طبيعي يوم الخميس بعد أن تمكنت فرق الاطفاء من السيطرة على حريق تسبب في سلسلة من الانفجارات في مستودع للاسلحة. 

ويعتقد أن صاروخ كاتيوشا ضرب مستودع الاسلحة نحو الساعة 9.30 مساء يوم الاربعاء واشتعلت النيران وأعقبتها سلسلة تفجيرات وتصاعدت أعمدة الدخان فوق المنطقة. 

وقالت متحدثة باسم الجيش الاميركي إنه أمكن السيطرة على النيران نحو الساعة الخامسة صباح يوم الخميس. 

وقال الجيش الاميركي والشرطة العراقية إنه لم تقع خسائر في الأرواح في القاعدة العسكرية الأميركية الواقعة عند مشارف كركوك لكن الانفجارات الحقت اضرارا في منطقة كبيرة وحطمت العديد من النوافذ والحقت اضرارا بعدد من السيارات.—(البوابة)—(مصادر متعددة)