تعرضت المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، اليوم الخميس، للقصف بأربعة صواريخ، أطلقت من مناطق في شرق العاصمة.
وقالت مصادر أمنية عراقية، بأن الهجوم على المنطقة الخضراء، لم يسفر عن اصابات حتى اللحظة، وأنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
وأشارت المصادر، إلى أن الصواريخ أطلقت من مواقع تسيطر عليها الفصائل الشيعية المسلحة، الموالية ل "إيران" شرق العاصمة
ويأتي الهجوم الصاروخي على المنطقة شديدة التحصين، بعد يوم عاصف شهدته بغداد، جراء خروج الآلاف من أنصار التيار الصدري، للشوارع، تزامنا مع انعقاد جلسة في البرلمان العراقي، لبحث استقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وأسفر هجوم بالقذائف على المنطقة الخضراء، يوم أمس الأربعاء، إلى اصابة 7 عناصر من قوات الأمن، بينما بلغ عدد مصابي الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، 133 شخصا.
لكن حدة الاشتباكات تراجعت في وقت لاحق، ما دفع قائد عمليات بغداد الفريق أحمد سليم مساء إلى التوجيه فتح جميع الجسور والطرق المغلقة، بعدما بدأ المتظاهرون بالانسحاب.
أوامر بالقبض على مطلقي الصواريخ
وأمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، القوى الأمنية بالقبض على المسؤولين عن قصف المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء العراقي في بيان، إن الكاظمي "وجه القوى الأمنية بمتابعة مرتكبي جريمة القصف الصاروخي للمنطقة الخضراء وإلقاء القبض عليهم".
وأكد الكاظمي "ضرورة التزام القوى الأمنية بواجباتها في حماية مؤسسات الدولة، والأملاك العامة والخاصة، والمتظاهرين السلميين"، بحسب المصدر ذاته.
ودعا "المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، وبتوجيهات القوى الأمنية حول أماكن التظاهر"، مضيفا أن "الوضع الأمني الحالي يمثّل انعكاساً للوضع السياسي".
وجدد الكاظمي، الدعوة إلى "الحوار بين كل القوى المتصدية للشأن السياسي، للخروج من الأزمة الحالية، ودعم الدولة ومؤسساتها للقيام بمهامها، وتجنيب المواطنين تبعات الصراعات السياسية، والحفاظ على الأمن، ورفض أي مساس بالسلم الاجتماعي".
وشدد "على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين السلطات".

شلل سياسي
يذكر أن تلك التطورات تأتي فيما يشهد العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو 2022 مع نزول طرفي الخلاف الأبرز إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد (الصدر والإطار التنسيقي).
فقد بلغ الخلاف أوجه مع بدء مطالبة التيار الصدري منذ أكثر شهرين بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات في ظل رفض خصومه هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة بمرشحهم قبل أي انتخابات جديدة.
وتطور الخلاف أواخر أغسطس الماضي (2022) إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين في وسط بغداد، أدت إلى مقتل 30 شخصاً، وفتحت الأبواب حينها على احتمال عودة التصعيد بشكل خطير، وهو ما حصل أمس.