وتناول العاهل الاردني والرئيس بوتين في عمان سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، وأوضاع الشرق الأوسط، وعلى رأسها الوضع في فلسطين والعراق ولبنان.
ونقلت وسائل اعلام روسية عن عبد الاله الكردي سفير الاردن في موسكو قوله قبل زيارة بوتين: "الملك عبدالله كان احد اوائل من رحبوا بعودة روسيا الى المعادلة اللازمة للحفاظ على التوازن العالمي للقوى". وقال بريخودكو ان بوتين ركز ايضا في محادثاته في الاردن على دعم الروابط الاقتصادية بما في ذلك التعاون في بناء خطوط الانابيب والنقل وتكرير النفط وبناء محطات جديدة للطاقة.
وتكتسي زيارة بوتين إلى الأردن –الأولى لرئيس روسي- طابعا خاصا من حيث وجود جالية شيشانية هامة خاصة أنه عرف عنه موقفه المتشدد من النزاع في الشيشان.
وكان بوتين جدد أمس من الدوحة الدعوة لعقد مؤتمر سلام بالشرق الأوسط، وإن قال إنه يصعب التكهن بنتائجه بسبب تعقيد الوضع في المنطقة.
كما دعا الرباعية إلى أن تأخذ بعين الاعتبار نتائج اجتماع مكة الذي أفضى إلى حكومة وحدة فلسطينية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني (فتح).
وقال مصدر رسمي إن القمّة الأردنية-الروسية تناولت عددا من الملفات في المنطقة لا سيما تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، الوضع المتفجر في العراق والتوترات السياسية في لبنان.
وثمّة توافق أردني-روسي حيال غالبية القضايا المطروحة، بحسب مصادر رسمية ودبلوماسية، تحدثت عن ست زيارات قام بها عبد الله الثاني إلى روسيا الاتحادية منذ اعتلى عرش الأردن قبل ثمان سنوات.
على أن المشكلة تكمن في ارتفاع أصوات معادية لروسيا لا سيما في صفوف زهاء 50 ألف أردني من أصول شيشانية يتعاطفون مع الثوار الشيشان ضد الجيش الروسي.
وتتحدث مصادر دبلوماسية غربية في عمّان عن انزعاج روسيا الاتحادية مما تراه انفرادا أمريكيا في تسيير دفّة اللجنة الرباعية، المؤلفة أيضا من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
قبل جولته الأخيرة، استقبل بوتين في التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي الرئيس السوري بشار الأسد ورئيسي وزراء لبنان وإسرائيل فؤاد السنيورة وإيهود أولمرت.
فضلا عن القضايا الإقليمية الشائكة، يرغب الأردن وروسيا في تعزيز العلاقات الثنائية وتعظيم فرص الاستثمار في الاتجاهين. ويرافق بوتين في جولته وفد استثماري كبير يضم ممثلين عن شركة أسلحة "روزوبوروني إكسبورت" المملوكة للدولة. تفيد تقارير عسكرية غربية بأن الأردن - الذي يعتمد بشكل رئيس على الولايات المتحدة في تسليح جيشه- يمتلك منذ ثمانينات القرن الماضي أسلحة روسية من قبيل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات. يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين ب 20 مليون دولار في الاتجاهين سنويا. يرتبط البلدان باتفاقات تجارة واقتصاد منذ العام 1969، اتسعت فضاءاتها خلال العقد الماضي.
واشار بوتين اثناء زيارته المملكة العربية السعودية وقطر يوم الاثنين الى ان السياسة الخارجية الروسية تقدم بديلا "للنزعة الانفرادية" للولايات المتحدة في السعي الي حل مشكلات الشرق الاوسط. ودعا ايضا الى التعاون بين مصدري الطاقة الرئيسيين في العالم.
وأبلغ بوتين منتدى لرجال الاعمال في الرياض "اننا نسعى جاهدين لايجاد نظام عالمي أكثر انصافا على اساس مبادئ المساواة". واضاف قائلا: "هذا نهج تتبعه روسيا في كل مكان بما في ذلك شبه الجزيرة العربية والخليج".
وجاءت تعليقات بوتين في اعقاب كلمة له امام مؤتمر دولي للامن في ميونيخ يوم السبت اتهم فيها زعيم الكرملين الولايات المتحدة بمحاولة فرض ارادتها على العالم بالقوة العسكرية. واشار بوتين الى الغزو الامريكي للعراق كمثال على التصرفات المنفردة التي جعلت الاوضاع اكثر سوءا ودعا الى مقاربة دولية اوسع لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وفي قطر قال بوتين ان روسيا وهي عضو في اللجنة الرباعية بشان الشرق الاوسط التي تضم ايضا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ستجدد مساعيها للدعوة الي مؤتمر اقليمي موسع. وبدا انه يشير الى خطة موسكو لاشراك سوريا وايران والتي يرفضها حتى الآن الشركاء الغربيون. ونقلت وكالة انباء "ريا" الروسية عن سيرجي بريخودكو كبير معاوني بوتين للسياسة الخارجية قوله ان الاجتماع الثلاثي بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في الثامن عشر من فبراير شباط سيكون بين الموضوعات التي سيناقشها الرئيس الروسي مع عباس.
والاجتماع المزمع محاولة من رايس لإحياء محادثات السلام المتوفقة منذ فترة طويلة.