ادانت دول عده الاساليب التي انتهجتها السي اي ايه فيتعذيب المعتقلين في سجونها السرية واعتبرتها خارج اطار الانسانية
خامنئي يندد بواشنطن "رمز الطغيان"
وقد وصف اية الله علي خامنئي في تغريدة الاربعاء الحكومة الاميركية بانها "رمز الطغيان على البشرية"، وذلك بعد نشر تقرير يدين استخدام المخابرات الاميركية التعذيب بحق معتقلين مشتبه بضلوعهم في قضايا الارهاب.
وهو اول رد فعل من مسؤول ايراني كبير على هذا التقرير الذي كشف ان المخابرات الاميركية اخضعت عشرات من معتقلي القاعدة لعمليات استجواب عنيفة لكن بلا جدوى بين 2001 و2009 مع الكذب على الراي العام.
وكثرا ما يتم التنديد بايران في الامم المتحدة لحصيلتها في مجال حقوق الانسان خصوصا بسبب العدد الكبير للاعدامات والقيود المفروض على حرية الصحافة والحرية الدينية.
وترد طهران بان تلك التقارير مغلوطة وموجهة سياسيا وتنتقد الدول الغربية في سعيها لفرض تصورها لحقوق الانسان.
وجاء في احدى التغريدات الانكليزية على حساب آية الله "يقولون انهم امة فخورة جدا (بادائها). لقد استخفت الحكومات الاميركية وخدعت شعبها الذي لا يدرك الكثير من الحقائق".
وتضمنت بعض التغريدات مقتطفات من خطب قديمة لاية الله خامئني مع توضيح تواريخها. ومنها قوله "اليوم الحكومة الاميركية هي رمز الطغيان على البشرية. حتى الشعب الاميركي يعاني من ذلك القسوة. 28 تموز 2007" مع هاشتاغ #فيرغسون# في اشارة الى المدينة الاميركية التي قتل فيها فتى اسود على يد شرطي ابيض في اب الماضي.
الرئيس الافغاني يندد
ودان الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني الاربعاء التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) حسب ما ورد في تقرير اصدره مجلس الشيوخ الاميركي.
وقال غني في مؤتمر صحافي عقد خصيصا في كابول "لقد انتهك عدد من موظفي ومتعاقدي السي اي ايه جميع مبادئ حقوق الانسان المقبولة والقوانين الاميركية .. والحكومة الافغانية تدين هذه الاعمال غير الانسانية باشد العبارات".
برلين: وسائل التعذيب "انتهاكا خطيرا للقيم الديموقراطية"
وصرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان اساليب التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) وكشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الاميركي تشكل "انتهاكا خطيرا للقيم الديموقراطية" و "خطأ جسيما".
واشاد شتاينماير في مقابلة تنشر الخميس بالرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب كشفه عن هذه المعلومات فيما وصفه بخطوة شفافة تختلف بشكل تام عن نهج سلفه جورج بوش.
وقال الوزير "ان ما كان يعتبر في ذلك الوقت صوابا وامرا تم في اطار القتال ضد الارهاب الاسلامي، غير مقبول وخطأ جسيم".
واضاف "يجب الا يتكرر هذا الانتهاك الخطير لقيمنا الديموقراطية والليبرالية".
واضاف ان "الرئيس اوباما خرج عن سياسات سلفه. وانفتاح واشنطن الجديد في الاعتراف باخطائها ووعدها العلني بان لا يتكرر مثل ذلك الامر ابدا هو خطوة مهمة نرحب بها".
مجلس اوروبا يرحب
واشاد الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند الاربعاء بنشر تقرير مجلس الشيوخ الاميركي حول تقنيات الاستجواب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) معتبرا انه يؤكد الخلاصات التي وصلت اليها المنظمة الاوروبية والمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وقال في بيان ان التقرير حول لجوء سي آي ايه الى التعذيب في اطار حملتها ضد تنظيم القاعدة "يؤكد التقارير السابقة والخلاصات التي وصل اليها مجلس اوروبا لا سيما المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بخصوص الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في اوروبا".
واشاد ياغلاند "بشفافية تقرير مجلس الشيوخ الاميركي والاعلان الواضح للرئيس الاميركي بان هذه الوسائل اصبحت من الماضي".
وكان المقرر السويسري لمجلس اوروبا ديك مارتي اجرى اعتبارا من العام 2005 تحقيقا حول السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
وفي كانون الاول 2012 فرضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ، الهيئة القضائية لمجلس اوروبا، عقوبات على مقدونيا بسبب مسؤوليتها في قضية خالد المصري.
وهذا الالماني من اصل لبناني اوقف في مقدونيا في نهاية 2003 ثم سلم الى عملاء اميركيين قاموا بضربه وتعذيبه ثم اعتقل لمدة خمسة اشهر بشكل سري في افغانستان بسبب شبهات خاطئة بعلاقته بالقاعدة.
وتنظر المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان حاليا في طعن قدمته بولندا في ادانتها في تموز بتهمة "التواطوء" في عمليات التعذيب التي تمت على اراضيها وطالبت فلسطيني وسعودي قبل نقلهما الى غوانتانامو
كيف عذبت المخابرات الاميركية المعتقلين؟
وأعاد تقرير مجلس الشيوخ الاميركي الذي كشف ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) استخدمت وسائل استجواب عنيفة وغير فعالة بحق معتقلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، احياء الجدل حول التعذيب واثار موجة استنكار واسعة في العالم وصلت الى حد المطالبة باطلاق ملاحقات جنائية.
وبعد حوالى ستة اعوام على رحيل جورج بوش عن البيت الابيض، نشر اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون من لجنة الاستخبارات الثلاثاء تقريرا استثنائيا يفصل البرنامج السري الذي ادارته السي آي ايه لاعتقال واستجواب اشخاص يشتبه في علاقتهم بالقاعدة، خارج اطار القضاء. واعترضت السي آي ايه على الفور على نتائج التقرير الذي اعد بين 2009 و2012 والواقع في 525 صفحة مع 2725 ملاحظة في ادناها رفعت السرية عنها. واتهمت اللجنة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بين 20 خلاصة توصلت لها، باخضاع 39 معتقلا لتقنيات استجواب عنيفة وفي بعض الاحيان لا توافق عليها الادارة. ويصف التقرير بالتفاصيل كيف استخدمت السي آي ايه تقنيات استجواب متشددة تكرارا طيلة ايام واسابيع". وقد ضرب المعتقلون بجدران وتمت تعريتهم ووضعهم في مياه مجلدة، كما منعوا من النوم طيلة فترات تصل الى 180 ساعة. ومن هؤلاء المعتقل ابو زبيدة الذي تعرض لعمليات ايهام بالغرق وفي اعقابها "خرج الزبد من فمه"، وهو في حالة فقدان الوعي تقريبا.
اما خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر2001 فقد تعرض لتقنية الايهام بالغرق خلال جلسات الاستجواب.
وكشف التقرير أن عناصر CIA هددوا السجناء بالاعتداء على سلامة عائلاتهم واستغلوا "خوف السجناء على صحة وسلامة ذويهم" وكان الهدف من التهديدات خلق ما وصفه التقرير بـ"فيروس عقلي" يزيد من الضغوطات النفسية على المحتجزين.
وردا على نشر التقرير قال محاميه انه من غير المتوقع ان تصدر عقوبة اعدام بحق موكله خلال محاكمته المقبلة.
وفي الاجمال، فان 119 معتقلا اسروا وسجنوا في اطار هذا البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في مواقع اطلق عليها اسم المواقع "السوداء" في دول اخرى لم يتم تحديدها، ولكنها تشمل على ما يبدو تايلاند وافغانستان ورومانيا وبولندا وليتوانيا.
والايهام بالغرق الذي استخدم ضد ثلاثة معتقلين لم يعد يستخدم بعد 2003، وانتهى العمل ببقية التقنيات في ديسمبر 2007.
وقد الغى الرئيس باراك اوباما رسميا البرنامج لدى وصوله الى السلطة في 2009.
وجاء في خلاصة التقرير ان "تقنيات الاستجواب المتشددة للسي آي ايه لم تسمح بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق بقنابل موقوتة مفترضة اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات".
ويتهم التقرير السي آي ايه ايضا بانها كذبت ليس على الجمهور الواسع وكذلك على الكونغرس والبيت الابيض، بشان فعالية البرنامج وخصوصا عندما اكدت ان هذه التقنيات سمحت ب"انقاذ ارواح".
وقد ابلغ جورج بوش الذي كان رئيسا انذاك، في ابريل 2006 اي بعد اربعة اعوام بان معتقلين يتعرضون للتعذيب في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كما كشف تقرير مجلس الشيوخ.
وافاد تقرير اللجنة في صفحته الاربعين ان الرئيس الجمهوري السابق "شعر بالاحراج" عند مشاهدة صورة "لمعتقل معلق من السقف وارغم على التبول على نفسه".
وجدد باراك اوباما الذي وضع حدا لهذا البرنامج لدى وصوله الى السلطة في يناير 2009، القول ان هذه الوسائل "شوهت كثيرا من سمعة اميركا في العالم"، واعدا بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان عدم تكرارها. واضاف "لا توجد امة كاملة، لكن احدى مكامن القوة في اميركا هي في ارادة المواجهة الصريحة لماضينا".
وجاء في خلاصة التقرير ان "تقنيات الاستجواب المتشددة للسي آي ايه لم تسمح بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق ب+قنابل موقوتة+ مفترضة اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات".
واعادة فتح هذا الفصل الاسود من "الحرب على الارهاب" اثارت جدلا في الولايات المتحدة حول حدود الشفافية في اطار تصاعد المخاطر الارهابية المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية وحول فعالية التعذيب عموما.
ودعا مقرر الامم المتحدة حول حقوق الانسان بن ايمرسون الى اطلاق ملاحقات قضائية بحق المسؤولين الضالعين في هذه القضية. وقال "لقد تم وضع سياسة على مستوى رفيع في ادارة بوش اتاحت ارتكاب جرائم منهجية وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان العالمية".
لكن وزارة العدل الاميركية قالت ان الملف سيبقى مغلقا بسبب عدم وجود ادلة كافية.
ودعت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان البريطانية "كايج" الى ملاحقات قضائية ايضا مؤكدة ان "هناك في التقرير ادلة واضحة تبرر فتح ملاحقات قضائية".
سجون سرية في بولندا
من جهته قال الرئيس البولندي السابق الكسندر كواشينسكي الذي استقبلت بلاده سجونا سرية للسي آي ايه، ان عمليات الاستجواب العنيفة بحق مشتبه بهم من قبل الوكالة الاميركية في بولندا توقفت اثر ضغوطات بولندية عام 2003 وانه "في البداية لم تكن بولندا تعلم بالتعذيب".
وفي الولايات المتحدة ندد المدير العالم للاتحاد الاميركي للدفاع عن الحريات انتوني روميرو بوقوع "جرائم بشعة" قائلا "انه تقرير فاضح ويتعذر قراءته بدون الشعور بالسخط لواقع ان حكومتنا قامت بهذه الجرائم الشنيعة".
أعلنت النيابة العامة في كراكوف ببولندا ، الثلاثاء 10 ديسمبر/ كانون الأول، أنها ستطلب الحصول على نسخة من تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، حول أساليب التعذيب التي استخدمتها الوكالة.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة بيوتر كوسماتي في كراكوف والتي تحقق في ملف السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) في بولندا بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية البولندية "سنطلب من الجانب الأمريكي أن يرسل إلينا النسخة الأصلية من هذه الوثيقة".
وأضاف "هذه أول وثيقة من مؤسسة تابعة للدولة الأمريكية بهذا المستوى، وبالتأكيد فإن النيابة العامة في كراكوف تريد الاستفادة منها في تحقيقاتها".