تقرير: الى اين وصل التطبيع السعودي الاسرائيلي؟

تاريخ النشر: 07 شباط / فبراير 2023 - 02:48
علاقة اسرائيل مع السعودية غير واردة
علاقة اسرائيل مع السعودية غير واردة

يجمع المراقبون على ان التطبيع الاسرائيلي السعودي بات ابعد مما هو متوقع في ظل تراجع شعبية رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخليج العربي، بالاضافة الى الموقف السعودي الصلب امام الضغوط الاميركية والغربية لمنح اسرائيل هذه الورقة .

 

فتور في العلاقة مع الدول المطبعة

وتؤكد صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن العمليات الاخيرة التي شنتها قوات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية والتي اسفرت عن استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين قد عصفت بشعبية نتنياهو وأثرت على سمعته كزعيم كاريزمي بين العديد من الدول العربية، حتى تلك التي كانت ترى فيه صديقا مقربا خاصة دولة الامارات والبحرين

وتكشف التقارير ان مبعوثي نتنياهو الى دول الخليج، بعد ان كان مرحب بهم،  يعانون اليوم من صعوبة الحصول على تأشيرة دخول ولا يلقى غالبية الناجحين في الوصول الى الدول الخليجية المطبعة استقبالا جيدا بل اقل من بارد، كما انهم لا يحظن بلقاءات ومحادثات مع مسؤولين بارزين ويعود غلبيتهم خلي الوفاض وظلت الرسائل التي حملوها غير معترف بها.

كما تقول الصحيفة العبرية ان تلك الدول التي سارعت لاقامة علاقات طيبة ووطيده وقفزت قفزات نوعية نحو توسيع التطبيع باتت اليوم غير معنية بتطويرالعلاقات مع اسرائيل.

وتضيف الى جانب الاسباب فتور العلاقة بين نتنياهو والرئيس الاميركي جو بايدن، وهو ما يعد حجر عثرة امام توير العلاقات مع الدول العربية على خلاف العلاقات الناجحة بين رئيس الحكومة الاسرائيلي والرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي شجع ومنح الامتيازات للدول العربية التي تطبع مع اسرائيل وقدم لها دعم سياسي وعسكري، بما في ذلك الحصول على مقاتلات "إف- 35" الشبحية

علاقة اسرائيل مع السعودية غير واردة

بالنسبة للسعودية التي اشترطت في السابق تطبيق اسرائيل لمبادئ اتفاقية السلام العربية التي اقترحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ابان تسلمه ولاية العهد خلال قمة بيروت ، فانها باتت متحررة من الضغوط الاميركية كما ان "جهود مبعوثي نتنياهو لإقامة علاقات مع  السعودية غير مجدية؛ لأنهم يتحدثون مع أفراد لم يعودوا يتمتعون بنفوذ أو سيطرة كبيرة داخل المملكة" وفق تعبير الصحيفة الاسرائيلية .

الى جانب ان الدول الموقعة على "اتفاقيات إبراهيم"، تتعامل بفتور مع اسرائيل ولم تعد تشجع على توسيع دائرة هذه الاتفاقية لتشمل السعودية في ظل انعدام رغبة الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو والمشكل من أحزاب من أقصى اليمين الديني والقومي في التوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين.

الصراع مع ايران

وترفض الدول العربية الموقعة على اتفاقية ابراهيم التحريض الاسرائيلي والضغوط التي تمارسها حكومة نتنياهو للمشاركة ودعم أي جهد عسكري ضد إيران، وتميل الدول العربية الى الحوار مع طهران والتوصل الى حل سلمي معها بما فيها السعودية نفسها التي لا تقيم علاقات مع اسرائيل، بالتالي فان الاعلان الذي اطلقه نتنياهو بشان تركيزه على الملف الايراني ومواجهة التهديد الذي تشكله طهران قبل اي قضية اخرى بما فيها لاسلام مع الفلسطينيين ، لا يصب في التوجهات العربية 

وتقول صحيفة هآرتس العبرية : "لسوء الحظ، فإن تصرفات حكومة نتنياهو تجعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة".

استفزاز اسرائيلي للعرب 

ويبدو ان تصرفات الائتلاف الاسرائيلي المتطرف اعاق تحركات نتنياهو خاصة بعد ان توجهت السلطة الفلسطينية لمحكمة العدل الدولية،  لمحاسبة اسرائيل على جرائمها وتجاوزاتها في فلسطين فردت حكومة نتنياهو بحرمان المسؤولين الفلسطينيين من حق السفر، وحظرت البناء الفلسطيني في الضفة الغربية، وحولت 40 مليون دولار من أموال ضرائب السلطة الفلسطينية إلى عائلات من تعتبرهم "ضحايا الإرهاب" اليهود، بالاضافة الى تحريض المتطرفين في حكومة نتنياهو على الفلسطينيين وهو ما يقوض فرص السعوديين المهتمين بدفع للقضية الفلسطينية قبل اعترافهم بإسرائيل، وقد دفعت التصرفات المتطرفة للحكومة نتنياهو الى تأجيل زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة 

 


© 2000 - 2023 البوابة (www.albawaba.com)

مواضيع ممكن أن تعجبك