نددت روسيا بالجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، فيما دعت فرنسا الدولة العبرية الى وقف عمليات التدمير في رفح جنوب قطاع غزة. وياتي هذان الموقفان في وقت تجاهل فيه الرئيس الأميركي جورج بوش عملية السلام في الشرق الاوسط في خطابه عن حالة الاتحاد.
واكد وزير الخارجية الروسي، ايغور ايفانوف، بعد محادثات مع نظيره الفلسطيني نبيل شعث ان "روسيا تعارض اي اجراء من جانب واحد في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي"، في اشارة الى الجدار العازل.
وقال ايفانوف فيما يمثل اول موقف واضح لروسيا بشان القضية "وهذا هو السبب في اننا نعتقد ان بناء ما يسمى بالجدار الفاصل يتعارض مع التسوية السليمة وتحقيق خطة خارطة الطريق".
وقال ايفانوف "ان الجمود الحالي لا يمكن ان يرضي احدا..لا طرفي الصراع ولا المجتمع الدولي."
وتدعم روسيا الى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة خطة "خارطة الطريق" للسلام التي تفضي الى قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وكان شعث في موسكو كجزء من جولة اوروبية لحشد المعارضة ضد الجدار الذي يقام في الضفة الغربية قبل بدء الجلسات في محكمة العدل الدولية في شباط/فبراير. وتنظر المحكمة وهي فرع تابع للامم المتحدة ومقرها لاهاي في النزاعات بين الدول.
وقال ايفانوف ان مشاورات ترمي الى احياء مبادرة السلام ستجرى في موسكو قريبا وتشارك فيها اللجنة "الرباعية" المكونة من وسطاء السلام في الشرق الاوسط. وقال شعث ان دعم روسيا يعد حاسما.
واضاف شعث "ان روسيا لعبت دورا هاما في دعم ..جهود الشعب الفلسطيني من اجل الاستقلال..وحقيقة ان خارطة السلام لم تمض قدما يمثل تهديدا للشعب الفلسطيني."
من جهة اخرى، دعت فرنسا اسرائيل الى "التحلي بروح المسؤولية" عبر وضع حد لعملياتها في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين بجنوب قطاع غزة التي "تتعارض بجلاء مع القانون الانساني الدولي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو ان "فرنسا تدعو السلطات الاسرائيلية الى تقييم كلي لنتائج مثل هذه العمليات والتحلي بروح المسؤولية عبر وضع حد لها".
واكد ان نتائج هذه العمليات كانت تدمير عشرات المنازل من دون توفر امكانية ايواء لسكانها مضيفا انها تتضمن علاوة على ذلك مخاطر جدية على امن السكان المدنيين في الجوار.
وتابع ان "من حق اسرائيل كاي دولة ضمان امنها لكن يجب ان تمارسه ضمن احترام القانون الانساني الدولي الذي تتعارض معه بجلاء العمليات العسكرية المتكررة في رفح".
وياتي الموقفان الروسي والفرنسي في وقت تجاهل فيه الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه عن حالة الاتحاد الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، ولم يشر إلى خطة خارطة الطريق الهادفة إلى إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقد تباينت ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية بشأن إغفال قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في خطاب حالة الاتحاد، بالرغم من أن الرئيس الأميركي ركز على شؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وفي حين عبر رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع عن أسفه لغياب عملية السلام عن الخطاب, أبدت الأوساط الإسرائيلية ارتياحا تجاه ذلك.
وقد حذر وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات من أن غياب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في خطاب الرئيس الأميركي يعني غياب "خارطة الطريق", معتبرا أن ذلك قد يدفع إسرائيل إلى "تصعيد الاعتداءات" ومواصلة بناء الجدار الفاصل.
كما حذر عريقات من أن تستغل إسرائيل هذا الوضع "بتصعيد الاستيطان وتكثيف بناء الجدار، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من التدهور وغياب الأمن والاستقرار في المنطقة".—(البوابة)—(مصادر متعددة)