تيار تشافيز في مأزق بعد سنتين على وفاته

تاريخ النشر: 04 مارس 2015 - 05:10 GMT
البوابة
البوابة

بعد سنتين على وفاة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، يبدو ان تياره الذي يتولى الحكم يواجه مأزقا يتجلى بأزمة اقتصادية حادة ستحاول المعارضة استغلالها في الانتخابات النيابية المقررة اواخر السنة الجارية.

وفي الخامس من اذار 2013، ادى الاعلان عن وفاة تشافيز الى ازدحام شوارع البلاد بمئات الاف الانصار المفجوعين بوفاة رئيسهم الذي تولى السلطة 14 عاما.

وهذه الحماسة تبدو اليوم فاترة، فيما تكشف استطلاعات الرأي عن تراجع هذه "الاشتراكية التي تتناسب مع القرن الحادي والعشرين" كما كان يفخر بها تشافيز.

وقال الخبير السياسي جون ماغدالينو "في تشرين الاول 2014، كان 44 في المئة من الناس يقولون انهم ينتمون الى التيار التشافيزي. وفي كانون الاول الماضي، كان عددهم 22 في المئة: فقد تراجع رأس المال السياسي للتشافيزية الى النصف".

واضاف ان الانكفاء الذي تواجهه التشافيزية ناجم في المقام الاول عن وفاة هوغو تشافيز والازمة الاقتصادية والتراجع المتزايد لشعبية نيكولاس مادورو الذي يتولى الحكم منذ نيسان 2013.

وقد واصل مادورو الوارث السياسي لتشافيز، تطبيق نموذجه الاشتراكي الذي يقضي بمركزية الاشراف والتخطيط، لكنه واجه انهيارا عاما للاقتصاد.

وسجل التضخم في 2014 رقما قياسيا جديدا (68,5 في المئة وفق الوتيرة السنوية)، وتزايد النقص على صعيد المواد الغذائية والادوية، ويعاني حوالى ثلث السكان من الفقر، وتجاوز عجز الميزانية 20% من اجمالي الناتج المحلي الذي ازداد 4% في 2014.

ولم يؤد تراجع اسعار النفط الذي يؤمن 96% من العملات الصعبة، الا الى زيادة تفاقم الامور.

وتقول مؤسسة داتا اناليسيس لاستطلاعات الرأي ان مادورو لم يحصل إلا على 20 في المئة من الاراء المؤيدة، "وهو ادنى مستوى خلال 16 عاما" من التشافيزية، كما اوضح جون ماغدالينو. واضاف ان "تأييد تشافيز بلغ ادنى مستوياته في تموز حين تراجع الى 31%".

واعتبر كارلوس مالامود الخبير في شؤون اميركا اللاتينية في مؤسسة ريال الكانو الاسبانية للدراسات، ان "الانباء الآتية من فنزويلا تحمل مزيدا من العناصر المثيرة للقلق يوميا".

ويترافق تدهور الاقتصاد مع ازمة سياسية تمثلت في 20 شباط باعتقال رئيس بلدية كراكاس انطونيو ليديزما، أحد وجوه المعارضة، لاتهامه "بالتورط في افعال تآمرية لتدبير وتنفيذ اعمال عنف ضد الحكومة"، كما يقول القضاء.

وقال الاتحاد الاوروبي ان اعتقاله "مصدر للقلق".

واعتبر كارلوس مالامود ان "لتحرك التشافيزية في هذه الحالة هدفا واضحا يقضي باستفزاز المعارضة وحملها على التظاهر بطريقة عنيفة وخسارة اوراقها". وقمعت السلطات بقسوة الاحتجاجات التي استمرت من شباط الى ايار 2014، وكانت حصيلتها الاجمالية 43 قتيلا.

وفي الاسابيع الاخيرة، اجاز مرسوم لقوات الامن استخدام السلاح خلال التظاهرات.

وحيال رأي عام يبدل ولاءه على ما يبدو، قال جون ماغدالينو ان "الميول الاستبدادية تتنامى" لدى الحكومة. واضاف "تؤكد الدراسات ان المعارضة تاتي في الطليعة لجهة امكانيات الفوز، بتفوقها على التشافيزية بأكثر من 20 نقطة من نوايا التصويت".

وفي مقال نشرته مجلة ابوريا على الانترنت، انتقد الخبير السياسي نيسمر ايفانز، احد ابرز منتقدي التشافيزية، "حكومة منحرفة" وفساد السلطة "وامكانية تفضيل افراد من العائلة واصدقاء ورفاق" على سواهم.

لكنه لم يبد تساهلا ايضا حيال "الذين يدعون انهم يمثلون بديلا من دون ان يقدموا اي اقتراح".

وبالنسبة الى الانتخابات النيابية التي لم يتحدد موعدها بعد اواخر السنة، تصل المعارضة مقسومة، خلافا لانتخابات نيسان 2013، عندما لم يخسر هنريك كابريليس امام مادورو الا بفارق 1,5% من الاصوات.

وفي الوقت الراهن، يتصرف كابريليس بحذر ويكتفي بانتقاد الحكومة.

لكن قسما من المعارضة يبدي مزيدا من التشدد. ويطالب هذا الفريق الذي يتزعمه ليوبولد لوبيز مؤسس حزب فولونتاد بوبيلار والمسجون منذ سنة باستقالة نيكولاس مادورو.

لكن جون ماغدالينو يذكر بأن مختلف التيارات هذه "تنجح في توحيد صفوفها كلما اقترب استحقاق انتخابي"، وستركز حملتها على الازمة الاقتصادية.