أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الاحتلال الإسرائيلي يربط انسحابه من النقاط التي يسيطر عليها في جنوب لبنان بنزع سلاح حزب الله، في حين يرفض الحزب التخلي عن سلاحه قبل إنهاء الاحتلال وجوده العسكري بشكل كامل.
وأوضح سلام، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يعلن عدم قدرته على الانسحاب طالما لم يُنزع سلاح حزب الله، بينما يؤكد الحزب أن التخلي عن سلاحه غير وارد طالما بقي الاحتلال في الأراضي اللبنانية.
وفي معرض حديثه عن الاعتداءات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، شدد سلام على أن لبنان يواجه "لاعباً منفلتاً يتصرف كقوة مهيمنة بقيادة نتنياهو، وتزداد قوته يوماً بعد يوم".
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن حزب الله يدرك المتغيرات الإقليمية، لكنه لا يزال يسعى إلى الاستمرار في نهجه المقاوم.
وخلال لقاء آخر في مقر نقابة المحررين اللبنانية، أوضح سلام أن ملف السلاح لا يمكن النظر إليه بمنعزل عن بقية الملفات الوطنية، مشيراً إلى أن السلاح لعب دوراً أساسياً في تحرير عام 2000، إلا أن معالجة هذا الملف لم تتم وفق اتفاق الطائف، ما أدى إلى تفاقم الأزمات إلى الحد الذي وصل إليه لبنان اليوم.
وأكد سلام أن أي نهوض اقتصادي وسياسي في البلاد يتطلب استعادة الأمن والاستقرار وحصر السلاح بيد الدولة. وأوضح أن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية يشكل أولوية وطنية، وأن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة لتحقيق هذا الهدف رغم عدم إحراز نتائج نهائية حتى الآن.
وأضاف أن الحكومة تعمل على استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة من خلال إصلاحات إدارية ومالية وتنظيمية، وتعزيز الجيش ليكون قادراً على تولي مهام القوات الدولية مستقبلاً، مشيراً إلى خطوات تم تنفيذها بالفعل مثل تعيين الهيئات الناظمة وإعداد حزمة من القوانين الإصلاحية.