دعا المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي الاربعاء، الى عدم اتهام من لا يرتدين الحجاب بالكفر، في ما بدا نبرة تصالحية بعد اشهر من الاحتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل الشرطة بسبب الحجاب.
وقال خامنئي الذي كان يتحدث الى مجموعة من النساء المؤيدات للنظام، انه لا ينبغي النظر الى من لا يرتدين حجابا يغطي شعورهن بالصورة التي تفرضها الشريعة باعتبارهن "معارضات للدين والثورة" الاسلامية في البلاد.
واضاف الزعيم الديني الذي يتمتع باعلى سلطة في البلاد، ان الجميع لديهم عيوب عليهم العمل لاصلاحها، ومن يخالفن قيود ارتداء الحجاب "يبقين بناتنا" في كل الاحوال.
وكان المئات قتلوا بينهم عشرات من قوات الامن في الاحتجاجات المستمرة في البلاد من وفاة مهسا اميني منتصف ايلول/سبتمبر الماضي، وذلك بعد ايام على توقيفها من قبل شرطة الاخلاق بسبب عدم ارتدائها الحجاب.
واعتقلت السلطات الاف الاشخاص على خلفي الاحتجاجات التي تسببت بأسوأ أزمة سياسية يشهدها النظام الايراني منذ عقود. كما صدرت أحكام إعدام بحق 11 شخصا، نفذ الحكم باثنين منهم.
وينظر النظام الايراني الى الاحتجاجات بوصفها "اعمال شغب" تحركها جهات دولية معادية لايران، فيما وجهت الدول الغربية المتعاطفة مع المحتجين انتقادات حادة لطريقة تعامل السلطات الايرانية معهم.
اهانة للمرشد
الى ذلك، انتقدت ايران بشدة الاربعاء، نشر مجلة فرنسية رسوما "مهينة" لخامنئي، وحذرت من ان هذا الفعل لن يمر دون رد حاسم.

واصدرت مجلة "تشارلي إيبدو" الساخرة عددا خاصا الاربعاء، تضمن الرسوم الكاريكاتيرية التي جاءت في سياق مسابقة اعلنت عنها دعما للاحتجاجات في ايران.
وفي تغريدة عبر تويتر، حذر حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني من ان نشر الرسوم الذي وصفه بانه عمل مهين وغير لائق "لن يمر دون رد حاسم وفعال"، مؤكدا انه لن يسمح لفرنسا التي كانت من اشد منتقدي طريقة تعامل النظام مع المحتجين "بتجاوز حدودها".
ولاحقا، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي لدى طهران على خلفية الرسوم "المهينة".
وشددت الوزارة في بيان على رفض ايران "إهانة مقدساتها الإسلامية والدينية"، معتبرة انه لا يحق لفرنسا تبرير هذه الإهانة "بحجة حرية التعبير".
وأشار البيان الى ما وصفه بانه "سجل اسود" للمجلة، محملا في الوقت نفسه الحكومة الفرنسية المسؤولية عن "هذا العمل البغيض المهين".
واذ اكدت الوزارة في بيانها احتفاظ ايران "بالحق في الرد بشكل متناسب"، فقد ذكرت انها تنتظر من الحكومة الفرنسية تفسيرا وإدانة لما قامت به المجلة.
وكانت المجلة اثارت سابقا غضب العالم الاسلامي بنشرها رسوما مسيئة للنبي. وفي كانون الأول/ديسمبر اطلقت مسابقة دولية لإعداد رسوم كاريكاتورية لخامنئي دعما للمحتجين في ايران.