الدوحة، قطر – 14 فبراير 2019
في إطار دعمها المستمر للأعمال السينمائية على الصدى العالمي تشارك مؤسسة الدوحة للأفلام في الدورة 69 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي يعقد من 7 إلى 17 فبراير الجاري، حيث ستعرض خمسة أفلام عالمية أنتجت بدعم من المؤسسة لأول مرة على المستويين الأوروبي والعالمي.
ويعد مهرجان برلين السينمائي من أهم وأشهر المهرجانات السينمائية في العالم، وقد جرى اختيار مشاريع تدعمها مؤسسة الدوحة للأفلام لعرضها في أقسام المهرجان الرئيسية "بانوراما" و"المنتدى"، ضمن هذا الحدث السينمائي المرموق، الذي يعرض أفضل ما في عالم السينما العالمية.
ومن المقرر عرض فيلم "الحديث عن الأشجار" (السودان، فرنسا، ألمانيا، تشاد، قطر)، لصهيب قاسم الباري، لأول مرة عالمياً ضمن قسم "بانوراما"، وفيلم "مسافر منتصف الليل" (أفغانستان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كندا، قطر) لحسن فاضلي لأول مرة أوروبياً ضمن القسم نفسه. وتضم قائمة العروض العالمية الأولى في قسم "المنتدى" فيلم "أمي، أنا أختنق. هذا آخر فيلم لي عنك" لصانع الأفلام ليموهانج جيرمياه موسي (ليسوتو، ألمانيا، قطر) وفيلم "مهمة لم تكتمل" (أفغانستان، الولايات المتحدة، قطر) لمريم غاني.
ويعرض فيلم "عن الآباء والأبناء" (ألمانيا، سوريا، لبنان، قطر) للمخرج طلال ديركي في برنامج "لولا"، وقد ترشح هذا الوثائقي لجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في جوائز الأوسكار 2019، وحاز على جائزة التحكيم في مهرجان ساندانس السينمائي 2018.
وقالت السيدة فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: " تتواصل الإنجازات الرائعة للمؤسسة في برلين، لتؤكد على مهمتنا في دعم الأفلام المميزة واحتضان المواهب الصاعدة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. ويسرنا أن نعرض للجماهير قصصاً مؤثرة عن الإنسانية، خلال واحد من أهم المهرجانات السينمائية في العالم، والذي يعنى بالأفلام المستقلة ذات القيمة الفنية العالية. ونواصل من خلال برنامج المنح في مؤسسة الدوحة للأفلام دعم جيل جديد طموح من صناع الأفلام، والبحث عن القصص المثيرة الآسرة والتركيز على الأساليب الجمالية غير التقليدية، الأمر الذي سيساهم في الارتقاء بصناعة السينما وتعزيزها في جميع أنحاء العالم".
وتقدم مؤسسة الدوحة للأفلام خمسة أفلام قصيرة من صناعة مواهب قطرية، تحت شعار Shortcuts to Qatar ، ضمن عروض سوق الفيلم الأوروبي، وتشمل العروض أفلاماً روائية ووثائقية وأفلاماً تجريبية قصيرة، تسلط الضوء على الأجواء النابضة في قطر.
وتشمل هذه الأفلام: "أين أنت يا مياو؟" (2018) لميساء العاني، عن فنانة شابة تعاني من توقف الإبداع لديها، يختفي قطها المحبوب فجأة، وفيلم "رحال" (2018) للمخرج خليفة المري، عن قصة رحالة عالمي شاب يجوب أوروبا على دراجته النارية، وفيلم "أنا مب أبوي" (2018) للمخرج نايف المالكي، والذي يقدم قصة والد ماتت أحلامه منذ زمن ويحاول إيقاف ابنه عن مسعاه بأن يصبح بطلاً خارقاً حقيقياً، وفيلم "متلازمة التبييض" (2018) للمخرجة إيمان الميرغني والذي يقدم أخصائية تجميل سودانية تحرص مثل غيرها من النساء السودانيات على تبييض بشرتها ضمن نظامها التجميلي، وفيلم "فضاء ناصر" (2018) للمخرج محمد المحميد والذي يتتبع قصة طفل مبدع يلجأ إلى عالمه الخيالي كوسيلة للتعامل مع انفصال والديه الوشيك.
ويركز فيلم "الحديث عن الأشجار" للمخرج صهيب قاسم الباري، على تاريخ السينما في السودان، كما يلقي الضوء على الوضع الحالي في البلد الذي يعاني الأزمات. ويعرض قصة أربعة صناع أفلام يواجهون مقاومة شديدة في إطار سعيهم لإحياء السينما السودانية القديمة.
ويستعرض فيلم "مسافر منتصف الليل" رحلة المخرج حسن فاضلي وأسرته الفارين من أفغانستان عندما يتعرضون للتهديد من قبل حركة طالبان. حيث قاموا بتصوير رحلتهم الطويلة على مدى سنوات عديدة عن طريق الهواتف المحمولة، ورغم الغموض الذي اكتنف رحلتهم، إلا أنهم لم يفقدوا شجاعتهم أو إنسانيتهم أبداً.
ويقدم ليموهانع جيرميا موسي في فيلمه "أمي، أنا أختنق. هذا آخر فيلم لي عنك" قصة امرأةٌ شابة تطوف شوارع ليسوتو ومن حولها وجوه وشوارع مغبرة وقطعان ماشية وأيدٍ تتشابك دون توقف. يقدم الفيلم رحلةٌ رمزيةٌ اجتماعية – سياسية، في مجتمعٍ تشدّه جدليات الهوية والذاكرة الجماعية.
يستكشف الفيلم الوثائقي "مهمة لم تكتمل" للمخرجة مريم غاني خمسة أفلام بدأت ولم تستكمل ما بين 1978 و1992 في ظل الأنظمة التي حكمت أفغانستان خلال تلك الفترة، وهي الفترة التي وضعت فيها صناعة الأفلام المزدهرة في البلاد ضد الرقابة.
أما طلال ديركي فيعود في فيلمه "عن الآباء والأبناء" إلى سوريا، حيث يكسب ثقة عائلة متطرفة، يشاركهم حياتهم اليومية ويركز على أطفالهم، ما سيقدم رؤية فريدة حول ما يعنيه أن تنشأ مع والد يحلم ببناء خلافة إسلامية.
ومن الجدير بالذكر أن مبادرات التمويل في مؤسسة الدوحة للأفلام تقدم دعماً إبداعياً ومالياً لصانعي الأفلام في قطر وحول العالم، وتساعدهم على إطلاق مواهبهم وإدارة إنتاجاتهم بفاعلية، ما يتيح لهم صناعة أفلام عالية الجودة. ويوفر برنامج المنح التمويل لمشاريع الأفلام في مختلف المراحل، سواء كانت قيد التطوير أو في مرحلة الإنتاج أو ما بعد الإنتاج لصناع الأفلام من قطر وحول العالم.
وتستثمر مؤسسة الدوحة للأفلام من خلال التمويل المشترك في الشراكات الاستراتيجية مع مشاريع الأفلام ذات الصلة بالثقافة والمجدية تجارياً. وتقدم المؤسسة الدعم من خلال صندوق الفيلم القطري، الذي أنشئ خصيصاً لدعم صناعة الأفلام المميزة بواسطة المخرجين القطريين.