دمشق تقاطع اجتماعي الرباط وتواصل حملة القمع

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2011 - 06:42 GMT
النيران تشتعل في دبابة سورية في درعا
النيران تشتعل في دبابة سورية في درعا

قررت دمشق عدم المشاركة في الاجتماعين المزمع عقدهما الاربعاء في الرباط، وأحدهما على مستوى وزراء الخارجية العرب مخصص للبحث في الازمة السورية، فيما واصلت قواتها حملة القمع ضد المحتجين.
قررت دمشق عدم المشاركة في الاجتماعين المزمع عقدهما الاربعاء في الرباط، وأحدهما على مستوى وزراء الخارجية العرب مخصص للبحث في الازمة السورية، عازية السبب الى "تصريحات صدرت عن مسؤولين في المغرب"، كما افاد الاعلام الرسمي السوري مساء الثلاثاء.
وقال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل نقلا عن وزارة الخارجية السورية ان "قرار سوريا في المشاركة في اجتماعي الرباط كان تلبية لبعض الدول العربية الشقيقة لكنه في ضوء التصريحات التي ابلغنا بها من مسؤولين في المغرب قررت سوريا عدم المشاركة".
ويعقد في الرباط الاربعاء، في نفس اليوم الذي سيدخل فيه قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية حيز التنفيذ، اجتماع وزاري عربي مخصص لبحث الازمة السورية وذلك على هامش اعمال منتدى تركيا-البلدان العربية.
بدورها اوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) انه بعد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية "عملت بعض الدول العربية الشقيقة على طرح حلول لاعادة المصداقية والشرعية الى طريقة عمل الجامعة العربية ودورها كما أكدت على الأهمية البالغة لحضور سوريا الاجتماع الخاص بالتعاون العربي-التركي والاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في الرباط".
واضافت سانا نقلا عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية "نتيجة لذلك قررت سوريا المشاركة في هذين الاجتماعين تلبية لرغبة هذه الدول العربية وايمانا منها في تعزيز العمل العربي المشترك بعيدا عن ردود الافعال وعلى الرغم من معرفتها بما يحاك ضدها من الضغوط التي تمت ممارستها على الدول التي سعت الى استصدار هذا القرار المشين".
واوضح المصدر انه "في ضوء التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في المغرب والتي تم إبلاغنا بها رسميا فقد قررت سوريا عدم المشاركة في هذين الاجتماعين".
واكد المصدر بحسب سانا ان "سوريا التي كان هاجسها الدائم هو حماية حاضر ومستقبل الامة العربية وصونه وإبعاد التهديدات الموجهة ضد قضاياها المصيرية ستستمر في القيام بدورها القومي على الرغم من كل المحاولات الهادفة إلى تدمير العمل العربي المشترك ومؤسساته".
ولم تأت سانا على ذكر مضمون التصريحات التي صدرت عن المسؤولين المغربيين المشار اليهم ولا حددت هوياتهم.
وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري اعلن الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ان "اي وفد سوري يمكنه المجيء الى المغرب في اطار ثنائي (...) ان سوريا دولة شقيقة"، دون التطرق تحديدا الى مشاركة دمشق في لقاءات الاربعاء في الرباط.
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قرر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في القاهرة تعليق عضوية سوريا في الجامعة اعتبارا من 16 الجاري ان لم يتوقف النظام السوري عن قمع معارضيه.
ويجتمع الوزراء العرب في الرباط في حين يزداد الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه منذ ثمانية اشهر حركة احتجاج شعبية اخذت ترتدي طابعا مسلحا في العديد من مناطق البلاد.
وازداد الخناق الثلاثاء على النظام السوري، فبعد التدابير التي اعلنتها الجامعة العربية، قررت تركيا وقف تعاونها مع سوريا في مجال التنقيب عن النفط، مهددة ايضا باعادة النظر في امداد سوريا بالكهرباء.
بدوره صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا فقدت كل امل في ان يلبي النظام السوري مطالب الاسرة الدولية في بدء اصلاحات ديموقراطية ووقف العنف.
وقال اردوغان امام البرلمان "لم نعد ننتظر ان تبرهن ادارة الاسد على قيادة شريفة ومقنعة وشجاعة ومصممة"، مضيفا "لم يعد احد ينتظر منه ان يمتثل لمطالب الاسرة الدولية".
ورحب البيت الابيض بالعقوبات التركية، مؤكدا انها دليل على ازدياد "عزلة" الرئيس بشار الاسد الذي طالبه مجددا بالرحيل.
وصرح بن رودز المستشار المساعد لشؤون الامن القومي لدى الرئيس الاميركي للصحافيين ان "تصريحات تركيا اليوم تظهر ان الرئيس الاسد بات معزولا. اننا نرحب بموقف تركيا وحزمها الذي يوجه رسالة مهمة جدا الى الرئيس الاسد مرة اخرى، مفادها انه لا يمكنه قمع تطلعات شعبه".
واضاف رودز انه على الاسد "التخلي عن السلطة لان ذلك من مصلحة شعبه"، مضيفا "نرى المزيد من المعارضة الدولية للرئيس الاسد، ونرحب بذلك".
وفي مؤشر آخر على تزايد عزلة الاسد، رفضت دول الخليج العربية عقد قمة للجامعة العربية حول الازمة السورية كانت دمشق دعت اليها.
من جهة اخرى طلب وفد من المعارضة السورية في الخارج الثلاثاء من روسيا ان تكون اكثر تشددا مع نظام الرئيس بشار الاسد، خلال محادثات في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ترفض بلاده دعم عقوبات على دمشق.
وخلال المحادثات في وزارة الخارجية الروسية، دعا المجلس الوطني الذي يضم عددا من مجموعات المعارضة السورية، الروس مرارا الى المطالبة بتنحي الاسد، كما اعلن رئيس الوفد السوري برهان غليون.
واضاف غليون، "لكن الروس اجابونا انه حتى الجامعة العربية لم تطلب ذلك"، مؤكدا انه خلال المحادثات مع المعارضة السورية، "لم يقدم لافروف مقترحات ملموسة".
واضاف "نريد ان نتجاوز الازمة ونريد ان يحصل ذلك من دون تدخل عسكري خارجي".
من جهتهم، وجه الدبلوماسيون الروس "نداء لكل مجموعات المعارضة السورية (...) من اجل تحقيق اهداف سياسية لتطبيق المبادرة التي دعت اليها الجامعة العربية من اجل تخطي الازمة".
ودوت ثلاثة انفجارات ليل الثلاثاء الاربعاء في احد احياء دمشق اعقبها اطلاق نار كثيف، في حين دوت انفجارات مماثلة في انحاء عدة من محافظة ريف دمشق، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس نسخة منه فجر الاربعاء انه في العاصمة السورية "هزت ثلاثة انفجارات حي برزة قبل قليل تبعها اطلاق رصاص كثيف ما زال مستمرا حتى الان". واضاف في بيان ثان انه في محافظة ريف دمشق "هزت اصوات الانفجارات مدن زملكا وحمورية ودوما وحرستا ووردت معلومات مؤكدة عن استهداف مقر جهاز امني في مدينة حرستا".
وفي محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد سمع دوي "اطلاق رصاص كثيف في كافة احياء مدينة جاسم" ليل الثلاثاء الاربعاء، بحسب المصدر نفسه.
ولم يوضح المرصد اسباب هذه الانفجارات ولا ما اذا كانت اسفرت عن ضحايا او لا.
وقتل ثمانية مدنيين، احدهم طفل، برصاص قوات الامن السورية الثلاثاء غداة مقتل اكثر من 70 مدنيا وعسكريا في أحد اكثر الايام دموية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس، بحسب المرصد السوري.
وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها من جانب النظام عن سقوط 3500 قتيل، بحسب الامم المتحدة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن